المئات يتعرفون على كنوز الحضارة العربية والإسلامية في مكتبة قطر الوطنية

25 سبتمبر 2016
استقبلت مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، يوم الخميس 17 أبريل، مئات الزوار الذين حضروا فعاليات اليوم المفتوح الثاني الذي نظمته المكتبة لإطلاع الجمهور على نفائس وكنوز المكتبة التراثية التابعة لها.

وتأتي هذه الفعالية احتفاءً باليوم العالمي للآثار الذي تحتفل به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) سنوياً، حيث حظيت مقتنيات المكتبة من الخرائط والوثائق التاريخية المتعلقة بموقع الزبارة الأثري باهتمام بالغ من الحضور. وكان المئات من الزوار قد قاموا بزيارة مبنى المكتبة التراثية، للاطلاع على مقتنيات المجموعة من المخطوطات والكتب القيٌمة والنادرة وكذلك التحف التاريخية التي لا تقدر بثمن.

وقد تحدث السيد سعدي السعيد، المدير المشارك للشؤون الإدارية والتخطيط بمكتبة قطر الوطنية، عن الأهمية التاريخية لمدينة الزبارة الأثرية، التي تقع في شمال دولة قطر قائلاً: "يسلط اليوم المفتوح للمكتبة التراثية هذا العام الضوء بصورة خاصة على موقع الزبارة الأثري، الذي أدرجته منظمة اليونيسكو كأول موقع أثري قطري على لائحة التراث العالمي في يونيو 2013. وقد أبدى الجمهور والزّوار إعجابهم الشديد بتنوع مقتنيات المكتبة التراثية من الخرائط النادرة والنفائس التاريخية التي توثّق تاريخ هذا الموقع الأثري العالمي".

وأضاف السعيد قائلاً: "سعدنا بالترحيب بعشرات العائلات والطلاب والمدرّسين، وكبار الشخصيات، في اليوم المفتوح الثاني للمكتبة التراثية، التي تحتوي على مقتنيات تاريخية توثّق غنى الحضارة العربية والإسلامية والفكر الإنساني. فنشر المعرفة والحفاظ على تراث الأمة من أجل المستقبل يُعد جزءاً أساسياً من رسالة مكتبة قطر الوطنية".

وتجتذب المكتبة التراثية التابعة لمكتبة قطر الوطنية اهتمام الباحثين والمثقفين وكبار الشخصيات، إذ اطلع عليها عدد كبير من سكان دولة قطر ومن مختلف أنحاء العالم ومن بينهم صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز، أمير ويلز، خلال زيارته لدولة قطر في شهر فبراير. وقد حضر اليوم المفتوح للمكتبة التراثية سفراء كلٍ من الأرجنتين وجمهورية أفريقيا الوسطى وكوستاريكا واليابان وليبيا والمغرب والبيرو وسويسرا وتركيا، بالإضافة إلى ممثلين عن سفارتي اليمن واليونان. وقد عبر جميع هؤلاء الدبلوماسيين عن سعادتهم بالمشاركة في اليوم المفتوح للمكتبة التراثية وإعجابهم بمحتوياتها الغنية والقيِّمة. وأشاد سعادة السفير خوليو فلوريان، الذي حضر فعاليات اليوم المفتوح، بأهمية مساعى مكتبة قطر الوطنية في الحفاظ على تراث دولة قطر من أجل المستقبل، وحث الجميع على زيارة المكتبة التراثية. وقال: "إنها لمجموعة رائعة حقاً. قد تكون البيرو بعيدة جغرافياً عن قطر والمسافة التي تفصل بين الدولتين حوالي عشرين ساعة من الطيران، إلا أنه بالإمكان بناء جسور من المعرفة والتقريب بين الشعوب والأمم من خلال مثل هذه المجموعة المهمة وهذه الفعاليات الثقافية".

الجدير بالذكر أن المكتبة التراثية موجودة حالياً في مقرها المؤقت، لحين اكتمال تشييد المبنى الجديد لمكتبة قطر الوطنية في المدينة التعليمية. وعند اكتمال المبنى ستنتقل المجموعة التي تمثل "قلب مكتبة قطر الوطنية " إلى مكان مميز ضمن المبنى الجديد للمكتبة.

من جهته، أشاد الدكتور عبد الله محمد السليطي، عضو مجلس أمناء مكتبة قطر الوطنية ونائب المدير للبحوث والمقتنيات بمتحف قطر الوطني، برؤية المكتبة المتمثلة في مد جسور المعرفة بين تراث دولة قطر ومستقبلها، وقال: "تعتبر المكتبة التراثية التابعة لمكتبة قطر الوطنية من أهم المجموعات في منطقة الخليج لأنها تحوي الكثير من المواد والمعلومات عن الجزيرة العربية والعالم العربي بشكل عام، والمجموعة مفتوحة للزيارة وتتيح للجميع الاطلاع على مقتنياتها من المخطوطات والخرائط والكتب النادرة والقيِّمة".

وبإمكان الجمهور من الآن استخدام مصادر المعرفة المختلفة من الكتب والمراجع والدوريات التي تحتويها قواعد البيانات الإلكترونية التي توفرها المكتبة مجاناً عبر موقعها على الإنترنت.

وقد انتهز مئات الزوار فرصة فعالية اليوم المفتوح للتسجيل للحصول على الخدمات التى تقدمه المكتبة والاستفادة من ثروات المعرفة والمعلومات في الدراسة أو الأبحاث، والاطلاع الشخصي.

وعلّقت الدكتور كلوديا لوكس، مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية، على إقبال المواطنين على التسجيل والاشتراك، بالقول: "سعدنا بقيام العديد من زوار اليوم المفتوح في بالتسجيل للحصول على الخدمات الإلكترونية التى توفرها مكتبة قطر الوطنية. حيث يحق لكل من لديه بطاقة هوية قطرية أو إقامة سارية الاشتراك للاطلاع على مصادر المعرفة الإلكترونية مجاناً والتي تتنوع بين الأدب الحديث والكلاسيكي، والحفلات الموسيقية، والدوريات الأكاديمية، للاطلاع عليها والاستفادة منها".

وتجدر الإشارة إلى أن المكتبة التراثية، التي وضع سعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني النواة الأولى لها عام 1979، تمثّل جهداً غير مسبوق في جمع وتوثيق المصادر التاريخية عن دولة قطر. وتضم كتابات الرحالة والمستكشفين الذين زاروا منطقة الخليج العربي على مر القرون، بالإضافة إلى الصور، والمخطوطات العربية والخرائط التاريخية والأدوات العلمية. وتحتوي المجموعة على نحو 2400 مخطوطة نادرة وقيمة، من بينها مخطوطات للقرآن الكريم وبعض أعمال الأدب العربي. وتتعلق أغلب المخطوطات بالعلوم، مثل الجغرافيا والفلك والرياضيات وغيرها، بالإضافة إلى نسخ من الكتب العربية التي قام الأوروبيون بترجمتها إلى اللاتينية في الفترة من القرن الخامس عشر حتى القرن السابع عشر الميلادي، مثل كتاب ابن سينا الشهير "القانون في الطب".

ويقع المبنى المؤقت للمكتبة التراثية التابعة لمكتبة قطر الوطنية في 71 شارع المها، بمنطقة اللُقطة، وهو مفتوح للجمهور كل يوم أحد وثلاثاء بين الساعة 10 صباحاً و11:30 صباحاً،لمعرفة المزيد من التفاصيل عن مقتنيات المجموعة وحجز الزيارة ، يرجى الاطلاع على الرابط التالي:
www.qnl.qa/visit-request-form