مكتبة قطر الوطنية تستضيف ندوة نقاشية حول الأخبار المزيفة

23 أبريل 2018
image

نظمت مكتبة قطر الوطنية، اليوم، ندوة نقاشية بعنوان "الحقيقة تهمنا جميعًا: عصر الأخبار المزيفة" حول أساليب استخدام الأخبار المزيفة في المشهد السياسي الراهن لتحقيق أهداف سياسية، وتقديم مقترحات حول ما يمكن فعله إزاء ذلك، وهذه الندوة هي الأولى في سلسلة الندوات الدورية التي ستعقدها مكتبة قطر الوطنية.

شارك في الندوة السيد روجر كوهين، الصحفي في جريدة ذا نيويورك تايمز، والسيد رولي كيتينغ، الرئيس التنفيذي للمكتبة البريطانية، والسيد تشارلز هنري، رئيس مجلس موارد المكتبات والمعلومات، والسيدة ماجي سالم، المدير التنفيذي لمؤسسة قطر الدولية، وأدارها الدكتور سامر شحاتة، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما.

بدأ كوهين، وهو صحفي مخضرم، النقاش بالحديث عما أسماه "التضليل الهائل"، لأن الحكومات والأطراف المغرضة تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على نشر المعلومات بسرعة في انتهاك الحقيقة وتزييفها. ومما قاله في الندوة: "في عصرنا السرعة تسحق الحقيقة. فإنكار الأخبار المزيفة يسير بوتيرة أبطأ بكثير من الأخبار الزائفة نفسها، وعندما يصدر الإنكار أو التكذيب، فإن الناس تمضي قدمًا دون الالتفات سوى لما قبلوه وصدقوه من قبل".

وأكد كوهين أننا نعيش في عصر الافتراضات المحطمة بقوله: "لا زلت لا أستطيع استيعاب كيف لا يصير عالمٌ فائق الترابط عالمًا أكثر حرية. فمكتبات مثل مكتبة قطر الوطنية مهمة للغاية، فمن خلال القراءة والتعلم يستطيع الأطفال اكتساب مهارة التعامل مع وسائل الإعلام التي تمكنهم من التمييز بين الأخبار الصادقة من المختلقة".

وقالت ماجي سالم: " التضليل ليس بالأسلوب الجديد أو الحديث مشيرة إلى أن الحقيقة تقهقرت وتراجعت بسبب قدرة مواقع التواصل الاجتماعي على سرعة نشر الأخبار المزيفة. إننا نشهد طفرة من الأخبار المزيفة، لكن مواقع التواصل الاجتماعي هي محرك هذه الطفرة ومضختها". وأضافت: "إننا نكذب دومًا على بعضنا البعض، ولطالما استخدمت الحكومات أساليب التضليل وحملات التزييف في تغييب وعي شعوبها خاصة فيما يتعلق بالحروب أو النزاعات، لكن مواقع التواصل الاجتماعي هي التي جعلت ذلك يحدث بسرعات فائقة".

وقال السيد رولي كيتينغ: "تبقى المكتبات مثل مكتبة قطر الوطنية دومًا وأبدًا حصن الحقيقة وملاذها في مواجهة الأخبار الكاذبة. توقيت مناقشة هذه القضية في هذه الأيام لا يخلو من وجاهة ومغزى، فالمكتبات هي الضامن للحقيقة التي ننشدها، فهي لا تسقط صريعة مثل غيرها في ميدان السرعة. إن المكتبات هي خط الدفاع الأول ضد الهجمات الضارية للأخبار المختلقة والزائفة".

وأكد السيد تشارلز هنري الدور المهم الذي تنهض به المكتبات في توعية شعوبها ومستخدميها بالطرق المثلى للتعامل مع الكميات الهائلة من المعلومات التي يتعرضون لها على مدار اليوم، قائلًا: "تقع المسؤولية علينا في البحث عن الحقيقة والعثور عليها وتمييز أسباب صدقها. ويتطلب ذلك قراءة صارمة وناقدة للمعلومات، التي تشمل ليس فقط الكلمات والألفاظ المسطورة على الصفحات، بل أيضًا الصور والسياق والمصدر. تحمل المكتبات على كاهلها مهمة إرشادنا إلى ما ينبغي أن نفعله للتصدي لوطأة الأخبار الكاذبة".