مكتبة قطر الوطنية تستضيف ورشة تدريبية عن الإتاحة الحرة

6 ديسمبر 2017
عضو مؤسسة قطر عرفت المشاركين بسبل نشر الأبحاث في دوريات الإتاحة الحرة

بمناسبة الأسبوع العالمي للإتاحة الحرة 2017، استضافت مكتبة قطر الوطنية، بالمشاركة مع دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، أعضاء مؤسسة قطر، ورشة تدريبية ركزت على اتجاه الإتاحة الحرة للأبحاث والدراسات الأكاديمية، والحق في استخدام وإعادة استخدام هذه النتائج حسب الحاجة. وأقيمت هذه الورشة في المبنى الجديد لمكتبة قطر الوطنية بالمدينة التعليمية، الذي من المقرر أن يفتح أبوابه لاستقبال الجمهور في 7 نوفمبر المقبل.

وتتيح دوريات الإتاحة الحرة نشر الأبحاث والدراسات الأكاديمية على الإنترنت دون أي قيود مالية أو فنية، وتمكن زوارها من تنزيل الأبحاث والدراسات مجانًا ونسخها واستخدامها لأغراضهم الخاصة.

وقد تضمنت الورشة التدريبية، التي شارك فيها العديد من الباحثين وأمناء المكتبات والعلماء والأكاديميين والطلاب الجامعيين، محاضرتين عمليتين، كانت الأولى بعنوان "استكشاف عالم الإتاحة الحرة"، وقدمت للمشاركين سُبل تطبيق الإتاحة الحرة في أعمالهم اليومية، ونبذة عن أدواتها الأساسية. أما المحاضرة العملية الثانية، التي قدمها الدكتور الوليد الخاجة، محرر أول في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، تحت عنوان "النشر في مواقع الإتاحة الحرة"،  فسلطت الضوء على الخيارات المختلفة لنشر الأبحاث في مواقع ودوريات الإتاحة الحرة، بالإضافة إلى وسائل الدعم والتمويل المتاحة في دولة قطر لنشر الأبحاث في دوريات ومواقع الإتاحة الحرة.

وعلقت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، على أهمية الإتاحة الحرة في نشر التعلم والمعرفة، بقولها: "تمثل الإتاحة الحرة ركيزة أساسية لتبادل الأبحاث المهمة تتجاوز الحدود والعوائق المالية أو الجغرافية أو السياسية. وتكرس مكتبة قطر الوطنية كل جهدها لدعم نشر المعرفة وإتاحتها مجانًا، ليس فقط لسكان دولة قطر، بل لجميع سكان المنطقة ومختلف دول العالم. ونأمل أن تساعد هذه الورشة الباحثين والأكاديميين على تطبيق الإتاحة الحرة كنهج أساسي في تبادل أعمالهم المهمة والتعلم من الآخرين".

وتحرص مكتبة قطر الوطنية على دعم الإتاحة الحرة للمعرفة والأبحاث، وقد أنشأت صندوقًا لتمويلها من أجل نشر البحوث والدراسات التي يقوم بها العلماء والباحثون في قطر في دوريات متميزة للإتاحة الحرة. وتتضمن المجموعة الضخمة من المصادر وقواعد البيانات الإلكترونية في مكتبة قطر الوطنية دوريات مرموقة للإتاحة الحرة، مثل دي أو إيه جي DOAJ وبي إل أو إس PLOS وبيوميد سنترال BioMed Central.

وقد أطلقت مكتبة قطر الوطنية، بالشراكة مع المكتبة البريطانية، مكتبة قطر الرقمية، وهي بوابة إلكترونية تتيح لكافة المهتمين حول العالم إمكانية الاطلاع المفتوح والمجاني على مجموعة ضخمة من المواد الأرشيفية التاريخية والمخطوطات المحفوظة في مجموعة المكتبة البريطانية وتتعلق بتاريخ دولة قطر والمنطقة والعالم العربي بأسره.

وفي إطار حرصها على رقمنة المواد التراثية والتاريخية، أنشأت مكتبة قطر الوطنية مركز الرقمنة، الذي يتكون من مختبر واستديو مجهزين بأحدث المعدات والآلات المتطورة في مجال الرقمنة. ويسعى هذا المركز إلى رقمنة كل مواد المجموعة التراثية وإتاحتها ونشرها عبر البوابة الإلكترونية لمكتبة قطر الرقمية. وتشمل المواد المُرقمنة الكتب النادرة والصور الفوتوغرافية القديمة والخرائط التاريخية والمخطوطات، وغير ذلك الكثير.

وتستخدم دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، أحد أعضاء جامعة حمد بن خليفة التي تُعدُّ أبرز الكيانات التعليمية في مؤسسة قطر، نموذج الإتاحة الحرة في كل دورياتها العلمية والبحثية. فجميع المقالات متاحة بصورة دائمة وفورية على الإنترنت، في صيغة سهلة القراءة والأرشفة في فهارس معترف بها دوليًا مثل بوابة "بابميد سنترال" و"ويستل إنترناشيونال". وقد مولت الدار إنشاء ورقة تعليمية منشورة على موقعها الإلكتروني تتناول بدايات حركة الإتاحة الحرة، وتأثيرها وأهميتها لمستقبل النشر الأكاديمي.

 

وتحدث الدكتور الخاجة حول تطبيق الإتاحة الحرة في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، قائلًا: "من أحد أهدافنا إنشاء منصة توفر للباحثين في دولة قطر فرصة المساهمة في تشكيل مشهد الأبحاث الأكاديمية، سواء على مستوى دولة قطر أو في جميع أنحاء العالم. ومن هذا المنطلق، تأسست منصة النشر الأكاديمي Qscience.com التي تطبق نموذج الإتاحة الحرة، وتتيح لمؤلفي الأبحاث مشاركة أبحاثهم مجانًا، بمعدلات أعلى من الاطلاع والتنزيل والمشاركة مع ضمان نسبة ملائمة من الاستشهادات المرجعية".

 

وأضاف الخاجة: "يتسق نموذج الإتاحة الحرة في دار جامعة حمد بن خليفة للنشر مع المعايير الدولية التي تضع  الباحثين ومصالحهم في قلب عملية النشر، وتضمن كذلك دمج المعرفة التي تنتجها المنطقة باقتصاد المعرفة العالمي".