تنظمه مكتبة قطر الوطنية هذا العام بالتعاون مع جمعية المكتبات المتخصصة

منتدى المكتبات في الصدارة يناقش أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتأثيره في عمل المكتبات

9 مارس 2024

سلط منتدى المكتبات في الصدارة 2024 الذي تنظمه مكتبة قطر الوطنية للعام الثالث على التوالي، الضوء على الذكاء الاصطناعي ودور المكتبات في ضمان العدالة والإنصاف في الوصول للمعلومات والمصادر وتعزيز الوعي الرقمي لدى الأفراد وتمكين المجتمعات.

أقيم المنتدى هذا العام بالتعاون مع المؤتمر والمعرض السنوي السابع والعشرين لجمعية المكتبات المتخصصة - فرع الخليج العربي وبدأ بإقامة ورشة عمل قبل المؤتمر في 4 مارس بعنوان " تعزيز الكفاءة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي: إتقان المهارات والاستراتيجيات الأساسية لأخصائيي المكتبات"، وهدفت الورشة لتزويد أخصائيي المكتبات والمهنيين ذوي الصلة بالمعرفة الأساسية والمهارات الرقمية اللازمة للنجاح في العصر الرقمي لتحسين خدمات المكتبات ولخدمة مجتمعاتهم بشكل أفضل.

ثم أقيمت جلسة خاصة لمنتدى المكتبات في الصدارة 2024 في اليوم الثاني للمؤتمر والمعرض السنوي السابع والعشرين لجمعية المكتبات المتخصصة - فرع الخليج تحت شعار "نحو مكتبات متقدمة تقنيًا ومتميزة رقميًا"، وركزت على الدور المهم وغير التقليدي للمكتبات في المحافظة على التراث وقيادة ركب الحداثة والتطوّر ومواكبة متطلبات العصر الرقمي، وأبرزت تأثير الذكاء الاصطناعي على ممارسات المكتبات، وتعزيز مبادرات إمكانيات الوصول للمعلومات، والاستخدام النزيه لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، واستثمارها في تعليم المهارات الرقمية.

كان سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، قد شارك في افتتاح المؤتمر  والمعرض السابع والعشرين لجمعية المكتبات المتخصصة – فرع الخليج، وصرح سعادته في كلمته قائلًا: "سعداء بالتعاون مع جمعية المكتبات المتخصصة - فرع الخليج العربي في تنظيم هذا الحدث المهم، وهو تعاون يعكس القواسم المشتركة في الأهداف والتطلعات والاهتمامات بين مؤسستينا ويجسد التزامنا المشترك بتطوير مجال المكتبات والمعلومات، والارتقاء بكفاءة العاملين فيه ومهاراتهم، وتعزيز مواكبتهم لمستجدات ثورة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي نشهدها ولا غنى عن استثمارها والاستفادة منها".

وأضاف سعادته بقوله: "نعلم أن النفط مورد محدود ومآله إلى النفاد والنضوب. ومن أبرز ما اتفقت عليه الرؤى الوطنية لدولنا الخليجية هو ضرورة البحث عن بدائل سواءً على مستوى الطاقة أو على مستوى الدخل، ومن تجليات الاتفاق الخليجي أيضًا تطلعاتنا المشتركة للانتقال إلى اقتصاد المعرفة في عصر ما بعد النفط. وفي هذا الاقتصاد تتألق المكتبات الوطنية، وكذلك العامة والمتخصصة، ويتجلى دورها في تفعيل هذا التوجه وتكريسه وتحويله إلى جهود ملموسة".

شارك في الجلسة الخاصة للمنتدى نخبة من الخبراء والمتخصصين وهم السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، والدكتور أشرف عثمان رئيس قسم البحوث والابتكار في مركز مدى للتكنولوجيا المساعدة - قطر، والدكتورة سوزان كرامانيان، عميد كلية القانون بجامعة حمد بن خليفة، والسيد روبرت لوز، أخصائي مكتبات في البيانات والإعلام والويب بجامعة جورجتاون في قطر.

أوضحت السيدة هوسم أن المكتبات قد تطورت بمرور الوقت لتواكب دورها الجديد كناقل للمعلومات بالإضافة إلى دورها الجوهري في إتاحة الوصول  للمعرفة. تقول عن ذلك: "سواءً كان الأمر يتعلق بالانتقال من استخدام الرق إلى الورق، أو التقدم التكنولوجي الذي أحدثته المطبعة أو وحدات حفظ المعلومات الرقمية، تظل المعلومات في نهاية المطاف هي صميم أعمالنا وجوهر رسالتنا، ومن ثم على المكتبات الاستفادة من الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي لتعزيز نهوضها برسالتها وتوسيع نطاق الوصول إلى مجموعاتها، وتحسين برامج وفعاليات تعليم المهارات الرقمية للجمهور."

وتضيف قائلةً: "المادة التي تتعامل معها أنظمة الذكاء الاصطناعي هي البيانات، والمكتبات الوطنية، باعتبارها القائم على صون التراث الوثائقي لبلادها، لديها مقتنيات كبيرة من المواد التي تصلح لتحويلها إلى بيانات تساهم في إثراء البحوث وتعزيز فهم تراث وتاريخ البلدان".

من ناحيتها أكدت السيدة عبير الكواري، مدير شؤون البحوث وخدمات التعلُّم بالمكتبة، إن موضوع منتدى هذا العام يحمل أهمية خاصة لمكتبة قطر الوطنية، لأنه يتسق مع رسالتها الساعية إلى تسهيل الوصول إلى المعلومات، والتعلم واكتساب المعرفة والمهارات.

وأضافت: "يتوج منتدى المكتبات في الصدارة 2024 جهودنا المستمرة منذ سنوات لتعزيز أهداف الإنصاف والعدالة في التعلم والوصول غير المقيد إلى المعلومات، وهو ما يتجلى في التزامنا الراسخ بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وتعزيز التبادل الثقافي التي كانت محور اهتمامنا في النسختين السابقتين".

وختمت حديثها بقولها: "جاء القرار بعقد جلسة استثنائية هذا العام ضمن المؤتمر والمعرض السنوي لجمعية المكتبات الخاصة لإتاحة فرصة فريدة للمشاركين من جميع أنحاء المنطقة للتواصل مع الخبراء في تكنولوجيا المكتبات والمعلومات وتبادل المعرفة والخبرات حول استفادة المكتبات من أحدث التقنيات والاتجاهات في مجال الذكاء الاصطناعي".