نظمت مكتبة قطر الوطنية هذا الشهر المؤتمر والمعرض الدولي لعمارة الخليجية بالتعاون مع كلية العمارة في جامعة ليفربول وقسم العمارة والتخطيط العمراني بجامعة قطر والمهندس إبراهيم الجيدة، الرئيس التنفيذي وكبير المعماريين في المكتب العربي للشؤون الهندسية. وكانت المكتبة قد افتتحت المعرض في 10 أكتوبر، واستمر حتى نهاية الشهر، بينما انطلقت فعاليات المؤتمر في اليوم التالي وامتدت ثلاثة أيام حتى 13 أكتوبر.
يأتي انعقاد المؤتمر والمعرض ضمن مشروع العمارة الخليجية الذي أطلقته المكتبة في يناير 2019 بالتعاون مع الشركاء والجهات المساهمة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بهدف إنشاء مستودع رقمي من الصور الفوتوغرافية التاريخية والتسجيلات المرئية والصوتية القديمة، والرسومات والخرائط والصور الرقمية ثلاثية الأبعاد حول التراث المعماري لدولة قطر ومنطقة الخليج بالإضافة إلى الأبحاث والدوريات العلمية حول هذا المجال وضم هذا المستودع إلى مكتبة قطر الرقمية (www.qdl.qa)، التي تديرها وتشرف عليها المكتبة، وتعد أكبر أرشيف رقمي في الشرق الأوسط.
في إطار مشروع العمارة الخليجية، يتعاون الخبراء من "مركز دراسة العمارة والتراث الثقافي في الهند والجزيرة العربية والمغرب العربي" مع خبراء العمارة وباحثيها في دولة قطر، لرقمنة المجموعات الأرشيفية الدولية حول قطر والعمارة الخليجية لنشرها في مكتبة قطر الرقمية. وجدير بالذكر أن هذا المركز تابع لكلية العمارة بجامعة ليفربول، وهو أحد المراكز العالمية الكبرى المتخصصة في دراسة المنشآت والمناطق التاريخية في العالم الإسلامي.
من الشركاء الرئيسيين في المشروع المهندس المعماري القطري الكبير إبراهيم الجيدة، الرئيس التنفيذي للمكتب العربي للشؤون الهندسية، والمهندس محمد علي عبد الله آبل، رئيس قسم العمارة في المكتب الهندسي الخاص، وقسم العمارة والتخطيط العمراني في كلية الهندسة بجامعة قطر، وإدارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية والبيئة في قطر، ومؤسسة قطر، ومتاحف قطر.
شارك في مؤتمر العمارة الخليجية عدد من الخبراء العالميين المتخصصين في العمارة الخليجية، الذين عرضوا آخر أبحاثهم ودراساتهم، وتبادلوا الخبرات وقاموا بجولة استكشافية في معرض العمارة الخليجية. وهذه هي النسخة الثانية من المؤتمر والمعرض التي تقام في المكتبة، لكنها النسخة الأولى منذ إطلاق مشروع العمارة الخليجية.
وصرح المهندس إبراهيم الجيدة قائلًا: "لقد أسعدني تلقي الدعوة للمشاركة والمساهمة في هذا المشروع الذي طال انتظاره. وكعضو في اللجنة الاستشارية للمشروع، أتطلع لإتاحة المجموعة الرقمية حول العمارة في قطر والخليج عبر مكتبة قطر الرقمية لجمهور المهتمين في قطر والمنطقة والعالم. لقد كان ذلك هدفي دومًا على المستوى الشخصي، وقد بذلت ما بوسعي ليس فقط لأرشفة مواد العمارة في قطر خلال فترة ما قبل اكتشاف النفط، بل وأرشفة التصميمات المعمارية الخاصة ببدايات العمارة الحديثة في قطر. وإنه ليسعدني أن أساهم بمجموعتي الشخصية من التصميمات المعمارية وأقدمها لمكتبة قطر الرقمية على أمل أن تكون مستودعًا مهمًا للمعلومات والمعرفة الوثيقة الصلة بتاريخ العمارة الخليجية ومنصة معرفية يجد فيها المرء ذات يوم التصميمات المعمارية لمنشآت ومباني العصر الحالي".
وقال الدكتور فضيل فاضلي، رئيس قسم العمارة والتخطيط العمراني في كلية الهندسة بجامعة قطر: "لقد كان من دواعي سرور قسم العمارة والتخطيط العمراني في كلية الهندسة بجامعة قطر أن يكون ضمن المتعاونين والمشاركين في الأنشطة البحثية والأكاديمية لهذا المشروع المهم، ولتقديم الدعم في تنظيم المؤتمر السنوي للعمارة الخليجي. إن طاقم التدريس والموظفين والطلاب لن يدخروا جهدًا في القيام بدور فاعل في هذا المشروع، وسيكرسون خبراتهم ومعارفهم وحماسهم من أجل إنجاحه، فهذا المشروع يتيح لنا منبرًا نعرض فيه مشاريعنا الحديثة ونستعرض خبراتنا وجهودنا في رقمنة التراث المعماري القطري".
وعلق البروفيسور شومين بانديوبادياي، أستاذ كرسي سير جيمز ستيرلينغ في العمارة في كلية ليفربول للعمارة الذي شارك في المؤتمر والمعرض بقوله: "يهدف مشروع العمارة الخليجية إلى تعزيز معرفتنا بالعمارة والعمران في منطقة الخليج. ويجسد المعرض جانبًا مهمًا من هذا المشروع بعرضه للمواد المتعلقة بالعمارة التقليدية من مختلف دول الخليج ما بين خرائط ورسومات وصور وفوتوغرافية ونماذج رقمية، يمكن توظيفها كنتائج أولية توضح كيف طورت المجتمعات المشهد العمراني وأنشأت البنية التحتية والمباني والمشاريع العمرانية. لقد سافرت أفكار التمدين العمراني والتنظيم المكاني عبر منطقة غرب المحيط الهندي، وأتاحت ظهور أشكال وأنواع جديدة من المدن والمباني والمنشآت".
قال محمد حسين الصايغ، من الجمهور الذي حضر المؤتمر: "مشروع العمارة الخليجية بالغ الأهمية من عدة جوانب، فهو يساعدنا على التخطيط العمراني في قطر، كما يمكننا من حفظ التراث المعماري الوطني للدولة. إننا نشكر ونثمن جهود المكتبة في تنظيم مثل هذا المؤتمر الفريد، فقد كان فرصة ممتازة للقاء الخبراء في العمارة التقليدية في قطر والمنطقة".
وقد ناقش الخبراء في المؤتمر ضمن موضوعات أخرى أهمية الرقمنة والوعي العام وتأثيرهما في حفظ التراث العمراني، بما في ذلك بدايات العمارة الحديثة من عقد الخمسينات إلى عقد السبعينات من القرن العشرين.
وقال الدكتور علي عبد الرؤوف، أستاذ العمارة والتخطيط العمراني ومنسق البحوث في هيئة التخطيط العمراني في وزارة البلدية والبيئة، الذي كان من بين الحاضرين والمشاركين في المؤتمر: "لقد كان لي عظيم الشرف بالمشاركة في هذا المؤتمر حول العمارة والتراث في الخليج الذي يساهم في تطوير العمارة المعاصرة من خلال العناية بالعمارة التقليدية في قطر التي تتميز بشخصية عمرانية ومعمارية فريدة على مستوى العالم".
أما شيماء شريف، التي حضرت جانبًا من المؤتمر وزارت المعرض، فقد قالت: "إنني سعيدة للغاية بتنظيم المكتبة لمثل هذه الفعاليات والمؤتمرات التي تقدم لنا معلومات ثرية عن جوانب شتى في قطر. فقد كان هذا المؤتمر فرصة ممتازة للعاملين في مجال العمارة لدراسة قطر وتراث المنطقة العريق، والاستماع للخبراء العالميين حول كيفية حفظ هذا التراث التاريخي الثمين".