المكتبة التراثية

تُساهم المكتبة التراثية بطريقة فريدة في إثراء المشهد الثقافي لدولة قطر. وكان الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني قد وضع النواة الأولى لهذه المكتبة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وتمثّل هدفه الأساسي من إنشائها في توفير مصادر تاريخية قيِّمة وثرية عن دولة قطر والمنطقة من بينها كتابات الرحالة والمستكشفين ممن حطّوا رحالهم في منطقة الخليج العربي. وقد تطوّرت هذه الرؤية لتشمل نفائس ونوادر المؤلفات والمخطوطات ذات الصلة بالحضارة العربية والإسلامية.

وفي عام 2000 أصبحت المكتبة التراثية تحت إدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث، وفي عام 2006 انتقلت لتصبح تحت مظلة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وفي عام 2012 أصبحت جزءًا أساسيًا من مكتبة قطر الوطنية. 

وتضم المجموعة المتنامية للمكتبة التراثية مجموعة نادرة من المخطوطات العربية في مختلف الموضوعات، وموادًا مطبوعة باللغة العربية يعود تاريخها إلى بدايات دخول الطباعة إلى العالم العربي، وتشمل هذه المواد كتبًا ودوريات ومجلات وصُحف، فضلًا عن وثائق أرشيفية ثمينة ونادرة، وكتبًا ومجلاتٍ بلغات أوروبية عدة. كما تضم المكتبة خرائط وأطالس ومُجَسَّمَات للكرة الأرضية وأدوات ومُعدات خاصة بالرحالة ومجموعة من الصور القديمة للمنطقة وشعوبها، وتحتوي على ترجمات لاتينية لبعض الكتب العربية القديمة. ويعود تاريخ هذه الكتب المترجمة إلى القرن الخامس عشر الميلادي حينما بدأت الطباعة بالظهور في أوروبا، وتُعدُّ هذه الكتب من أندر وأثمن المواد في المكتبة التراثية.

المكتبة التراثية مفتوحة لكافة الجمهور للزيارة والاطلاع على معرضها الدائم. وبإمكان الباحثين المهتمين بموضوعات أو مخطوطات معينة طلب الاطلاع على المقتنيات ذات الصلة تحت إشراف أحد موظفي المكتبة التراثية. يُرجى الضغط هنا للتواصل معنا.

جزء من مجموعاتنا التراثية تمت رقمنة ويمكنك الاطلاع عليها عبر الإنترنت. اضغط هنا لمعرفة المزيد عن مجموعاتنا الرقمية.

غرفة القراءة بالمكتبة التراثية

مفتوحة خلال الأوقات التالية:

الأحد - الخميس: 9:30 صباحًا - 5:30 مساءً
الجمعة والسبت: مغلقة (يمكن فتح الغرفة بطلب عبر الإيميل يُرسل قبل يومين من موعد الزيارة إلى العنوان [email protected])

 

يُرجى زيارة الصفحة الرئيسية لمعرفة أي تحديثات على ساعات عمل المكتبة.  

ملحوظة مهمة: يمكن طلب مواد المكتبة التراثية مثل المخطوطات والخرائط والكتب النادرة للاطلاع الفوري في غرفة القراءة بين الساعة 8:00 صباحًا و 3:00 عصرًا، من الأحد إلى الخميس. أما إذا رغبت بالاطلاع على هذه المواد خارج نطاق الساعات المذكورة، فيُرجى إرسال بريد إلكتروني إلى [email protected] قبل 48 ساعة من زيارتك.

كما يُرجى العلم بأن الكتب المرجعية فقط متوفرة للاطلاع في غرفة القراءة في عطلة نهاية الأسبوع.

المواد الأرشيفية

 

يشكّل أرشيف مكتبة قطر الوطنية جزءًا من المكتبة التراثية، وقد تأسّس للحفاظ على بعض الوثائق الأرشيفية التاريخية والثقافية القيّمة في دولة قطر، ومنطقة الخليج، والشرق الأوسط، التي اُقتنيت من مصادر محلية وإقليمية وعالمية.   ويزخر هذا القسم بمقتنيات ثمينة من المواد التي يعود تاريخها لقرون مضت، مثل الوثائق القديمة الأصلية، والرسائل، والبرقيات، والشهادات، والفواتير، والمئات من المواد الأرشيفية في هيئة وسائط متعددة (ملتيميديا) ومواد سمعية-بصرية تدل على ثراء وتميز ثقافة وتاريخ دولة قطر والعالم العربي.    وبالإضافة إلى ذلك، يحرص قسم الأرشيفات بالمكتبة التراثية على إيجاد السجلات الحالية لمكتبة قطر الوطنية وتخزينها وتصنيفها وترتيبها والمحافظة عليها بطريقة فعالة بما يتفق مع أفضل المعايير والممارسات الدولية في مجال الأرشفة وإدارة السجلات.

كتب بلغات أوروبية

تحتوي المكتبة التراثية على عدد كبير من الكتب المطبوعة بلغات أجنبية، خصوصًا باللغة الإنجليزية ولغات أوروبية أخرى وغيرها، بما في ذلك كتب قديمة باللغة اللاتينية. وقد نُشرت معظم هذه الأعمال خلال الفترة بين نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن العشرين. وقد طُبِعت بعض هذه الكتب، خاصة تلك الكتب المتعلقة بالعلوم العربية الإسلامية والمكتوبة باللغة اللاتينية بعد بضع سنوات فقط من ظهور الطباعة بالحروف في أوروبا الوسطى التي اخترعها يوهان غوتنبرغ في عام 1448. ويعود تاريخ هذه المواد القديمة المطبوعة إلى القرن الخامس عشر، وتُصنَّف ضمن الكُتب التي طُبِعت في المراحل الأولى لظهور فن الطباعة قبل عام 1500.

كما يحتوي هذا القسم على كتابات للرحالة والمستكشفين الأوروبيين الذين زاروا منطقة الخليج العربي، وبقية العالم العربي، وكذلك المناطق المحيطة الأخرى (مثل تركيا، وإيران، وآسيا الوسطى، والهند) على مر القرون. ومن المجالات الأُخرى التي يُغطِّيها هذا القسم بشكل مكثف كُتُب علوم الحضارة العربية الإسلامية المنقولة إلى اللغات الأوروبية (ترجمةً وتحقيقًا وتحريرًا وشرحًا) والترجمات والطبعات الأوروبية الأولى للقرآن الكريم، وكذلك الأعمال المبكرة لعلماء أوروبيين مشهورين من العديد من البلدان حول اللغة، والدين، وعلوم الهندسة المعمارية، وتاريخ وفنون العالم الإسلامي – وهو ما أسس لما عُرف فيما بعد بالدراسات الاستشراقية.

المطبوعات العربية القديمة

يحتوي هذا القسم على مواد نادرة من الكتب العربية القديمة التي طُبِعت بشكل أساسي في أوروبا أو في العالم العربي مع بدايات ظهور الطباعة. ومن أمثلة ذلك، الكتب التي طبعت مع بداية الطباعة العربية في أوروبا خلال القرن السادس عشر الميلادي، مثل مطبوعات المطبعة الميديتشية في روما، وكذلك ما طبع في مدينة ليدن الهولندية وجامعة أكسفورد في لندن، ومطبعة لايبزج في ألمانيا، والكتب العربية المطبوعة في تركيا، وأوائل الكتب العربية التي طُبعت مع نشأة وتطور الطباعة في العالم العربي بمطبعة الشوير في لبنان، وحلب، والموصل، وبولاق، والحجاز.

وتتميز هذه المجموعة بالتنوع الواسع في المجالات التي تغطيها بما في ذلك المصادر التاريخية عن منطقة الخليج العربي وبقية المنطقة العربية، وكذلك المصادر في مجالات الأدب، والدين، وعلم الاجتماع، والقانون، والفنون الإسلامية. ومن الجدير بالذكر أن هذا القسم يضم جزءاً من المكتبة الخاصة بالشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، وجزءاً من مكتبة خير الدين الزركلي.

وبالإضافة إلى الكتب، يشمل هذا القسم صحفاً ودوريات نادرة بدأ صدورها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وتمثل تجسيداً حياً لتاريخ الصحافة العربية، لا سيّما أن من بينها دوريات صدر منها بضعة أعداد ثم توقف إصدارها، بينما كان إصدار بعضها الآخر غير منتظم. ويتضمن هذا القسم بعض المواد المهمة مثل أوائل الصحف التي صدرت في منطقة الخليج العربي كصحيفة "القبلة"، كما أن القسم يحتوي على مجلات نادرة متنوعة مثل مجلة "المقتطف".

مجسمات الكرة الأرضية

تحتوي هذه المجموعة على 20 مُجَسَّماً للكرة الأرضية تم تصنيعها ما بين القرن الثامن عشر ومنتصف القرن العشرين. وتتنوع أحجام مجسمات الكرات الأرضية هذه بين الحجم الكبير الذي يبلغ قُطره 76 سنتيمتر ويوضع على الأرض، والمتوسط الذي يمكن وضعه على طاولة أو مكتب، إلى الحجم الصغير الذي يمكن حمله في الجيب ويبلغ قُطره بضعة سنتيمترات فقط.

ويعود تاريخ أقدم هذه المُجَسَّمات، الذي قام بتصنيعه رسام الخرائط وصانع مجسمات الكرة الأرضية الألماني الشهير يوهان جابرييل دوبلماير من نوريمبيرج، إلى عام 1728. كما تحتوي هذه المجموعة على مجسم يُظهر صورة أرضية للأرض صُنع للملك جورج الثالث، ملك بريطانيا، عام 1811، من قبل دادلي آدمز (صانع المُجسمات الأرضية والأدوات للملك)، واثنين آخرين يُظهران صورة أرضية وسماوية للأرض قام بتصنيعهما وليام إدوارد نيوتن ومايلز بيري ويعود تاريخهما إلى عام 1838، وكذلك مجسم أمريكي نادر يُظهر موقع الأرض بالنسبة لبقية الأجرام السماوية في المجموعة الشمسية يعود تاريخه إلى العام 1867.

وقد ورد في بعض هذه المُجَسَّمات ذكر أسماء بعض المدن القطرية كما في حالة مجسم الكرة الأرضية الذي قام بتصنيعه جيمز وايلد في عام 1859 وكذلك في مجسم كبير للكرة الأرضية قامت بتصنيعه شركة دبليو وإى. كى. جونستون ويعود تاريخه إلى بدايات القرن العشرين (حوالي عام 1902).

كما تحتوي هذه المجموعة على بضعة مجسمات نحاسية للكرة الأرضية من إنتاج الجغرافيين المسلمين ويعود تاريخها إلى القرنين الثامن والتاسع عشر الميلاديين.

 

الصور التاريخية

تحتوي المكتبة التراثية على قسمٍ متنامٍ للصور الفوتوغرافية التاريخية خاصة بالعالم العربي والإسلامي، بما في ذلك صور تاريخية مطبوعة من مختلف الأشكال، وألبومات صور فوتوغرافية، ومطبوعات تحتوي على العديد من الصور الشارحة، جميعها يعود تاريخها إلى الفترة من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.

وفي حين ينصب التركيز الجغرافي لهذا القسم على دولة قطر ومنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، فإنه يُغطي المناطق التي سلكها الرحالة القدماء الذين زاروا المنطقة والتي تشمل منطقة شمال إفريقيا ومصر وبلاد الشام (سوريا، فلسطين، لبنان، الأردن) والعراق وإيران وتركيا والأراضي العثمانية السابقة، فضلًا عن القوقاز وآسيا الوسطى.

وتوفر المقتنيات في هذا القسم نظرة متعمقة عن التاريخ المعماري والاجتماعي للمنطقة، وتشمل صوراً لأماكن دينية مشهورة وآثاراً قديمة، وكذلك مناظر للحياة اليومية للناس في المنطقة وصوراً لأشخاص وأحداث مهمة. وتُمثل الصور الخاصة بدولة قطر بشكل خاص ومنطقة الخليج عموماً سجلاً تاريخياً فريداً للتاريخ المحلي، وتوثيقاً للأنشطة التقليدية مثل التجارة والتبادل التجاري (لاسيما الصيد والغوص بحثاً عن اللؤلؤ)، واكتشاف النفط وبواكير إنتاجه، فضلًا عن الأحداث التاريخية المهمة، والتطور الحضري لمدينة الدوحة حتى ثمانينيات القرن الماضي.

​وتضم هذه المجموعة أيضاً بعض الصور النادرة التي قام بتصويرها مصورون مستشرقون مشهورون، مثل بول نادر، وفرانسيس فريث، وفرانسيس بدفورد، وباسكال سيبا، وفيليكس بونفيل، وفيليس بياتو.

المخطوطات

يحتوي قسم المخطوطات بالمكتبة التراثية على ما يزيد عن 2,400 مخطوطة. وتُمثل هذه المخطوطات ركنًا أساسيًا من أركان هذه المكتبة.

وتشكل مخطوطات مصاحف القرآن الكريم والمخطوطات الأخرى المتعلقة بالعلوم الشرعية غالبية مواد هذه المجموعة. فمن ضمن مجموعة مخطوطات الفقه والحديث النبوي في هذا القسم، تُوجد عدة نسخ من كتاب "صحيح البخاري" ترجع إلى شمال أفريقيا أو الأندلس. كما تحتوي هذه المجموعة على عدد جيد من المخطوطات المتعلقة بعلوم القرآن من علم القراءات والتجويد، بالإضافة إلى العديد من المواضيع الأخرى.  

تحتوي هذه المجموعة أيضًا على ثروة من المخطوطات المتعلقة باللغة العربية، مثلما هو الحال بالنسبة للمخطوطات الدينية. فهي تتناول العديد من المواضيع بما في ذلك البلاغة، والأدب، والنحو. ويشمل هذا الجزء أعمالًا لعُلَماء وكُتَّاب مشهورين مثل الزمخشري، والجرجاني، والتفتازاني، والحريري، والثعالبي، والأبشيهي، وغيرهم.

أما فيما يتعلق بالمواضيع العلمية، فإن هذه المجموعة تشتمل على مخطوطات في الطب والصيدلة وعلم الفلك والحساب والهندسة، بالإضافة إلى الأعمال الشهيرة التي أنتجها ابن سينا والرازي، وعلي بن عيسى، ابن الهائم، وأبو معشر البلخي.

ومما يجدر ذكره أن هذه المجموعة تشمل أيضاً عددًا من المخطوطات المسيحية العربية، ومخطوطات أخرى مكتوبة باللغات التركية، والفارسية، وغيرها.

الخرائط والأطالس

 

تحتوي المكتبة التراثية على قسم مُميز خاص بالخرائط والمُخططات والأطالس، إذ يحتوي هذا القسم على ما يزيد عن 1,200 خريطة ورقية والعديد من الأطالس. يعود تاريخها إلى الفترة من نهايات القرن الخامس عشر وحتى منتصف القرن العشرين. وفيما تركّز هذه المجموعة المتنامية من الخرائط على شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج، بما في ذلك دولة قطر والدول العربية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، فإنها تحتوي أيضًا على العديد من الخرائط لإفريقيا وآسيا وشبه القارة الهندية والإمبراطورية العثمانية، فضلًا عن خرائط للعالم وخرائط ملاحية. كما تحتوي المجموعة على خرائط لأماكن تاريخية مهمة مثل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وعدن، ومسقط، وطنجة، وغيرها من المدن، وقد كانت أغلب هذه الخرائط في الأساس جزءًا من مؤلفات مهمة من كُتب الرَحَّالة. كما تضم هذه المجموعة العديد من الخرائط والمخططات من إنتاج رسامي خرائط مشهورين يعود تاريخها للفترة من القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر، مثل مركاتور، وأورتيليوس، وفالدسيمولر، وهندويس، ويانسون، وبلاو، وسانسون ديليسل، وغيرهم الكثير.

وتوفر مجموعة الخرائط التاريخية الموجودة ضمن المكتبة التراثية ثروة نادرة من المواد المفيدة لدراسة تاريخ علم الخرائط، مع التركيز خصوصًا على تفاعل الأوروبيين مع العالمين العربي والإسلامي، ومعرفتهم المتزايدة بشبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج، إلى جانب التقاليد الإسلامية العريقة في علم الجغرافيا ورسم الخرائط. وهناك أيضًا مكتبة مرجعية جيدة للخرائط تحتوي على فهارس للخرائط وتواريخها بهدف تمكين المستخدمين من الاستفادة بهذه المجموعة ودراستها.

أهم الخرائط والأطالس

أول ذكر لاسم قطر على خريطة

تحتوي المكتبة التراثية على عدد من أوائل الخرائط المطبوعة التي تستند على ما ورد في كتاب "الجغرافيا" للعالم اليوناني الشهير كلوديوس بطليموس، مبتكر النظام الإحداثي العالمي الذي عاش في مدينة الإسكندرية خلال القرن الثاني للميلاد في الفترة ما بين عامي 100 إلى 180 ميلادية تقريبًا. ومن أهم الخرائط في هذا القسم أول خريطة مطبوعة تذكر اسم قطر وتحمل عنوان "الخريطة السادسة لآسيا" (Tabula Asiae VI)، والتي طبعها كونراد سوينهيم، المتدرب في مطبعة جوتنبرج بالعاصمة الإيطالية روما خلال عام 1478م. ويظهر وجود هذه الخريطة بوضوح أن قطر، المشار إليها على الخريطة باسم "كتارا" باللغة اللاتينية، كانت معروفة لأوروبا خلال القرن الخامس عشر، وللعالم الغربي في القرن الثاني الميلادي.   

الخرائط العثمانية 

تُعد الخرائط العثمانية من المقتنيات المتنامية في المكتبة التراثية، حيث تحتوي على مجموعة كبيرة من المواد الفريدة والنادرة في مجال الخرائط العثمانية وفي مقدمتها خريطة المخطوطة العثمانية التي يبلغ طولها حوالي 4.35 مترًا، ويعود تاريخها إلى منتصف القرن السابع عشر الميلادي. وتظهر الخريطة مسار دجلة والفرات من منبعهما في منطقة شرق الأناضول وحتى مصبهما في منطقة شط العرب والخليج العربي. وتظهر في هذه الخريطة عدة مدن، من بينها مدينة مكة المكرمة، بالإضافة إلى مدن أخرى، وقلاع، والطرق التي تربط بينهم. 

ومن بين أبرز الخرائط العثمانية النادرة في هذا القسم النسخة الكاملة من "ترجمة الأطلس الجديد" (Cedid Atlas Tercümesi)، الذي يعود تاريخه إلى بدايات القرن التاسع عشر، ونشره محمود رئيف أفندي، وهو واحد من أندر الأطالس في العالم. كما يضم القسم خريطة العالم المدهشة المصنوعة على شكل قلب ويعود تاريخها إلى عام 1559. وكانت هذه الخريطة، المنسوبة إلى شخص غير معروف كثيرًا  يُسمى حاجي أحمد، قد صنعت في مدينة البندقية الإيطالية. 

وبالإضافة إلى ما سبق، يتضمن هذا القسم خرائط وأطالس عثمانية يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، بالإضافة إلى العديد من المقتنيات النادرة الأخرى.

خرائط عصر الاستكشاف الأوروبي

ومن ضمن المقتنيات البارزة في هذا القسم في مجال رسم الخرائط الأوروبية الطبعة الكاملة اللاتينية الأولى من "أطلس مايور"، الذي نشره جوان بلاو في 11 مجلدًا، ويعود تاريخه إلى عام 1662م، وهو واحد من أروع الأمثلة على نشاط رسم الخرائط الهولندية من عصر الاستكشاف، بالإضافة إلى نسخة متميزة من أطلس "ثياترم أوربيس تيراروم" (Theatrum Orbis Terrarum) لرسام الخرائط الفلمنكي أبراهام أورتيليوس يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر. 

الخرائط الحديثة 

تضم المكتبة التراثية أيضًا العديد من الخرائط السياحية والطبوغرافية التي يعود تاريخها إلى القرن العشرين وتقدم ثروة ثمينة من المعلومات لدراسة التغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة في العقود الأخيرة. وتشتمل هذه المواد على خرائط طبوغرافية حديثة أعدتها وكالات رسم الخرائط لعدد من الدول في منطقة الشرق الأوسط. كما أن هناك خرائط عسكرية عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعود للقرن العشرين (صادرة عن شعبة الجغرافيا بهيئة الأركان العامة البريطانية، وإدارة الخرائط بالجيش الأمريكي، على سبيل المثال لا الحصر)، بالإضافة إلى تغطية جيدة جدًا للبحر الأحمر والخليج العربي في مجموعة الخرائط الملاحية، فضلًا عن بعض خرائط الملاحة الجوية لشبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج.   

أدوات ومعدات الرحالة

تضم المكتبة التراثية أيضاً تشكيلة رائعة من المعدات والأدوات التي استخدمها الرحّالة والمستكشفون والملاحون والمسَّاحون ورسامو الخرائط. ويعود تاريخ معظم هذه الأدوات إلى القرن التاسع عشر، باستثناء بعض المعدّات الملاحية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر.

ومن ضمن أدوات الملاحة والتِرحال والمسح التي تحتويها هذه المجموعة بوصلات صغيرة يمكن حملها في الجيب وساعة توقيت (كرونومتر) ومساطر متوازية وساعات شمسية وتلسكوبات وآلات لتحديد اتجاهات السفن وأجهزة قياس مختلفة ومزاوي وأسطرلابات وآلات السُدس والثُمُن والرُبع. كما تضم المجموعةٍ معدّات الكتابة المستخدمة في السفر وتشكيلة من سكاكين الجيب التي تحتوي مقابضها على ساعات. ويوجد أيضًا في هذا القسم صندوقان لحفظ الأدوية من القرن التاسع عشر مع بمحتوياتهما الكاملة من الأدوية، فضلاً عن معدات جراحية تضم مجموعة أدوات خاصة بإجراء عمليات البتر.

ومن المقتنيات المميزة الأخرى في هذا القسم ساعة جيب شمسية محفورٌ على محيطها أسماء المدن المهمة، بما فيها مكّة المكرّمة، يمكن من خلالها تحديد التوقيت في هذه المدن، وبعض الأدوات لتحديد الاتجاه الصحيح للقبلة، وعدد من آلات "الرُبع" العثمانية والأسطرلابات.