صُمِّم مبنى مكتبة قطر الوطنية، الذي يقع في قلب المدينة التعليمية، وفقًا لأحدث معطيات التكنولوجيا الحديثة ليكون الوجهة الاجتماعية المفضلة لكل سكان قطر، والمكان الذي يتيح لهم الأجواء والمناخ الملائم من أجل تبادل الأفكار والتعلم والتفاعل المجتمعي.
يُهيئ المبنى الذي تبلغ مساحته 45 ألف متر مربع زائريه لاستكشاف مسيرة تطور المعرفة من الماضي إلى الحاضر. ويحقق المبنى الذي صمَّمه المهندس المعماري العالمي، رم كولهاس، التوازن بين توافر المحتوى المعرفي وسهولة الوصول إليه من جهة، والمحافظة على هذا المحتوى وصونه من جهة أخرى.
صرحٌ للمعرفة
يشبه تصميم المبنى ورقتين فوق بعضهما مطويّتين من الزوايا ومسحوبتين إلى الأعلى بحيث يشكل الفراغ بينهما ما يشبه شكل الصدفة وهو عبارة عن الفضاء الداخلي المفتوح من المبنى.
أما الجزء الداخلي الرئيسي فقد صُمِّم ليتيح دخول مقدار محدد بدقة من ضوء النهار لبهو المكتبة بما يرمز للمعرفة التي تربط المكتبة بالعالم الخارجي. وتوفر الواجهة الزجاجية المموجة التي تعكس ضوء النهار ضوءًا طبيعيًا مثاليًا دون وهج أو سطوع يساعد على القراءة وأنشطة التواصل والتفاعل الاجتماعي. كما صُمّمت أرفف الكتب لتبدو كجزء طبيعي من المبنى ذاته وبارز من الأرض في إشارة للقيمة الرفيعة للكتب في الثقافة القطرية.
وبينما صُمّمت المكتبة التراثية من المواد الكلاسيكية مثل الرخام، صُمِّمَت الأجزاء الأخرى من المبنى من مواد حديثة مثل الفولاذ المقاوم للصدأ، وجاء التناغم والانسجام بينهما ليؤكد على تدرج المعرفة من الماضي إلى الحاضر.
مكتبة القرن الحادي والعشرين
تمتزج أحدث التقنيات المبتكرة بمكونات مبنى المكتبة في تناغم وانسجام تامين، الأمر الذي يُعزِّز استخدام الرواد للمبنى بسهولة ويُسر، ودون أن يتعارض ذلك مع المظهر الجمالي العام. ومن أمثلة هذه التقنيات:
- محطات آلية ذاتية الخدمة تتيح للرواد استعارة الكتب وإعادتها، ونظام تلقائيًا لفرز الكتب وتصنيفها باستخدام تكنولوجيا تحديد الهوية بترددات الراديو (RFID)
- نظام ناقل الأفراد الذي يوفر وسيلة لنقل زوار المكتبة بين مستوياتها وطوابقها وأرففها المختلفة، مما يسهل على رواد المكتبة ومستخدميها الوصول لأي قسم أو أرفف في المجموعة الرئيسية بالمكتبة
- عدد كبير من أجهزة الحاسوب، والأجهزة اللوحية، والشاشات التفاعلية، والأدوات السمعية والبصرية، التي تم تركيبها في جميع أنحاء المبنى
الحفاظ على التراث
تلتزم المكتبة من خلال جمعها لأهم وأندر المواد والمخطوطات والوثائق التراثية والتاريخية والثقافية في دولة قطر والمنطقة بتوفير بيئة تحافظ على هذا التراث الذي لا يقدر بثمن لأجيال عديدة قادمة. ولتحقيق هذا الهدف، يحتوي المبنى على:
- واجهات عرض مُؤمّنَة بظروف مناخية مُحكمة ودرجة حرارة ورطوبة مثالية في المكتبة التراثية وموزعة في مختلف أنحاء المبنى
- معمل الحفظ والصيانة الذي يعمل على صيانة مواد المكتبة التراثية وترميمها
- معمل الرقمنة الذي يقوم برقمنة المواد من مختلف المجموعات في المكتبة وإتاحتها للدارسين والطلاب والباحثين حول العالم
وجهة للمجتمع
يحتوي مبنى المكتبة على مرافق متنوعة للدراسة والبحث والتعاون الفردي والجماعي. ومن هذه المرافق:
- تحتوي قاعة التكنولوجيا المساعدة لذوي الإعاقة على 16 حاسوبًا مع مناضد ذات ارتفاع قابل للتعديل. والقاعة مُجهزة بتقنيات وبرامج وأجهزة ومعدات متطورة صُمّمت خصيصًا لمساعدة هذه الفئة من المستخدمين
- منطقة مُخصصة لليافعين والشباب
- مكتبة خاصة بالأطفال مساحتها 686 مترًا مربعًا
- محطة للإبداع من 4 غرف
- قاعتان للتدريس
- معمل حاسوب
- 8 غرف للدراسة والتعاون الجماعي
- 28 مقصورة للدراسة الفردية
- 3 غرف لمشاهدة الوسائط السمعية-البصرية
- 26 شاشة تفاعلية كبيرة و465 حاسوبًا
- منطقة للفعاليات الخاصة بسعة 200 مقعد مع معدات للإضاءة وشاشة عرض ونظام صوتي متقدم جدًا وستائر خافضة للضوضاء
- قاعة محاضرات بسعة 120 مقعدًا
- مطعم ومقهى