ما إن أعلنت مكتبة قطر الوطنية عن فتح أبواب مقرها الجديد للجمهور في السابع من نوفمبر، حتى توافد آلاف الرواد لزيارتها، في بداية مبشرة ومكللة بالنجاح لأحدث صرح ثقافي ومعرفي في دولة قطر.
وخلال زيارتهم الأولى لمكتبة قطر الوطنية، حرص أكثر من 11 ألف زائر على التسجيل في المكتبة للحصول على بطاقة العضوية المجانية التي تتيح لهم استعارة الكتب والاستفادة من الخدمات المتعددة التي تقدمها المكتبة. كما حرص عدد كبير من الرواد على استعارة الكتب، والاستمتاع بقراءة كتبهم المفضلة في العديد من أماكن الدراسة، والاطلاع على الموارد التي تزخر بها المكتبة، واستخدام المرافق والتجهيزات الإبداعية والتعاونية، بما في ذلك مركز تطوير مهارات الكتابة ومحطة الإبداع.
وكانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وسعادة السيد باولو جينتيلوني، رئيس الوزراء الإيطالي، قد قاما بزيارة المبنى قبل الافتتاح.
وكان من بين الآلاف الذين زاروا المكتبة سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، وسعادة الدكتور إبراهيم الجعفري، وزير الخارجية العراقي، وسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث السابق، وسعادة السيد أجاي شارما، سفير المملكة المتحدة لدى دولة قطر، وسعادة السيد أدريان نورفولك، سفير كندا لدى دولة قطر، ومجموعة من نواب البرلمان الهندي، بالإضافة إلى عشرات المسؤولين من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة.
ومنذ افتتاح المبنى الجديد حتى الآن، استعار أعضاء المكتبة ما يزيد عن 18 ألف كتاب في مختلف التخصصات، الأمر الذي يكشف عن ولع المقيمين والسكان في قطر وشغفهم بالقراءة والتعلم. كما حرص كثير من الزائرين على القيام بجولة في المكتبة التراثية، التي تحتوي على عشرات النصوص والخرائط والمخطوطات النادرة حول تاريخ الحضارة العربية والإسلامية.
وحول استقبال سكان دولة قطر لافتتاح مبنى المكتبة، تقول الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية: "بعد الافتتاح بأيام قليلة، رأينا قوة المكتبة تتجلى كوجهة تحتضن مختلف فئات المجتمع وتوفر لهم الأجواء الملائمة للقراءة والإبداع والتفاعل مع بعضهم البعض. لقد كنا حريصين على افتتاح مكتبة قطر الوطنية للجمهور، ورؤية حماس الرواد أوضح لنا مدى أهمية الدور الذي تقوم به المكتبة بالنسبة لدولة قطر وشعبها. إننا ندعو كل من زارنا مرة لتكرار الزيارة، لأنه في كل مرة سيجد شيئًا جديدًا، سواءً للتعلم أو التسلية".
وتزامنًا مع افتتاح مقرها الجديد، أطلقت مكتبة قطر الوطنية نسخة حديثة من موقعها الإلكتروني www.qnl.qa الذي يتيح لكل سكان قطر التسجيل للحصول على عضوية المكتبة، والبحث عن أي كتاب ضمن مجموعات المكتبة ومصادرها الإلكترونية، وحجز قاعات الاجتماعات والفعاليات، والاطلاع على آلاف الكتب الإلكترونية والصوتية وأفلام الفيديو في مئات المصادر الرقمية المتاحة مجانًا لكافة أعضاء المكتبة.
وكانت مكتبة الأطفال واليافعين أكثر أقسام المكتبة إقبالًا من آلاف الأسر وأولياء الأمور، الذين اصطحبوا أبناءهم للتصفح والاستعارة من مجموعتها التي تضم أكثر من 100 ألف كتاب، تشمل القصص المصورة والكتب التثقيفية والمعلوماتية والمجلات، وكتب القراءة المبسطة، وأقراص الفيديو الرقمية، وقواعد البيانات، والكتب الصوتية والإلكترونية، باللغة العربية والإنجليزية ولغات أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن مبنى المكتبة، الذي صممه المعماري الهولندي الشهير رِم كولهاس، مفتوح للجميع بلا استثناء، والعضوية متاحة مجانًا بدون أي تكلفة لأي شخص لديه بطاقة هوية قطرية، وهو مُجهز بالكامل لاستقبال كافة الزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويحتوي المبنى على عدد من الابتكارات التكنولوجية المصممة خصيصًا، مثل النظام الآلي لفرز الكتب، وشاشات الوسائط التفاعلية، ومحطات استعارة الكتب وإعادتها تلقائيًا التي تسهل عملية استعارة الكتب في أي مكان بالمكتبة.
وستنظم المكتبة خلال شهر نوفمبر باقة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة، منها ورش لأولياء الأمور حول مهارات التعلم المبكر للأطفال، وسرد القصص والحكايات، واليوجا، واستكشاف العلوم، وعشرات الفعاليات الأخرى.
جدير بالذكر أن عملية بناء وإنشاء مبنى مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، استغرقت خمس سنوات. وكانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، قد تفضلت بالإعلان عن إطلاق مشروع المكتبة في 19 نوفمبر 2012.