الموقع التجريبي لمكتبة الشرق الأوسط الرقمية يقدم منصة جامعة للتراث الثقافي العالمي

طُور بالشراكة مع تحالف الآثار ومكتبة قطر الوطنية ومكتبات ستانفورد

1 فبراير 2018
قطعة مُصمّمة من الذهب في صورة رأس أسد ترجع إلى الفترة الأخمينية من القرن السادس إلى الرابع قبل الميلاد، من بين القطع المفهرسة في الموقع التجريبي لمكتبة الشرق الأوسط الرقمية.

أطلق مجلس موارد المكتبات والمعلومات، اليوم، الموقع التجريبي لمكتبة الشرق الأوسط الرقمية، بالتعاون مع كل من تحالف الآثار، ومكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر، ومكتبات ستانفورد، وذلك لخدمة العديد من الجهات من الأفراد والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالتعاون معها.

يحتوي الموقع التجريبي الحالي لمكتبة الشرق الأوسط الرقمية، الذي طُوِّر بتمويل من مؤسسة وايتينغ، على ما يقرب من 135 ألف مادة ثقافية. وفي صورتها النهائية، ستحتوي هذه المكتبة الرقمية نصوصًا ومقاطع فيديو وصورًا فوتوغرافية وسجلات ووثائق أرشيفية ومخطوطات وصورًا ثلاثية الأبعاد وخرائط تحكي تاريخ المنطقة خلال 12 ألف عام. ويقوم على جمعها وإعدادها وتنظيمها نخبة من العلماء والمتخصصين وخبراء من الثقافات التي تمثلها هذه المكتبة. ويتيح الموقع الذي صممته ونفذته مكتبات ستانفورد عرض المعلومات بالحروف العربية واللاتينية.

يتعاون في تنفيذ مكتبة الشرق الأوسط الرقمية مجموعة كبيرة من الشركاء ومؤسسات التراث الثقافي من جميع أنحاء العالم التي تهدف إلى المساهمة في إنشاء مصدر معرفي، متاح على مستوى العالم، يحتوي على أوصاف وصور تفصيلية للقطع الأثرية والمواد التراثية، بالإضافة إلى معلومات ثقافية حول تاريخ هذه الآثار ومنشأها. وسيستفيد من مكتبة الشرق الأوسط الرقمية طيف واسع من المستخدمين، من علماء الآثار في القاهرة، وطلاب المدارس في كاليفورنيا وأنقرة، والمسافرين من بوينس آيرس، وحتى موظفي الجمارك الذين يكافحون تهريب الآثار في سنغافورة، بالإضافة إلى فئات أخرى عديدة.

يقول تشارلز هنري، رئيس مجلس موارد المكتبات والمعلومات: "سيغدو النموذج التجريبي الناجح لمكتبة الشرق الأوسط الرقمية جسرًا رقميًا أو مظلة متعددة الأبعاد ينضوي تحتها العديد من الدول والشعوب ووجهات النظر، التي تتكامل فيما بينها من أجل الاحتفاء بتراثنا الثقافي وروعته والحفاظ عليه لضمان استدامته وتسهيل الوصول إليه".

أما دانيال ريد، المدير التنفيذي لمؤسسة وايتينغ، فيقول: "من خلال التعاون الوثيق مع رعاة وخبراء التراث الثقافي للشرق الأوسط، تتطلع مكتبة الشرق الأوسط الرقمية إلى إتاحة هذا التاريخ العريق بالكامل للطلاب والمعلمين والعلماء والمواطنين في المنطقة وحول العالم. هذا الموقع التجريبي بمثابة الخطوة الأولى المُهمة في إنشاء البنية التحتية التقنية والبدء في تأسيس العديد من الشراكات الضرورية لتحقيق هذا الطموح المهم".

من جانبه، أكد بيتر هيردريش، المؤسس المشارك في تحالف الآثار والباحث الرئيسي في المشروع، قائلاً: "الجهود القيادية الفكرية للشركاء الإقليميين هي ركيزة أساسية لنجاح المشروع. فالأمم المتحدة تعتبر إنشاء موقع لحصر المواد التراثية ورقمنتها وتسهيل الوصول إليها الخطوة الأولى في حماية مجموعات التراث الثقافي من النهب والإتجار غير المشروع، وهذا على وجه التحديد مقصدنا من التعاون المشترك".

وصرحت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، بقولها: "نحن نعيش عصرًا أصبحت فيه الحاجة إلى الحفاظ على الثقافة من خلال الرقمنة وتسهيل الوصول للمعلومات عن الشرق الأوسط على نطاق واسع أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. وستنهض مكتبة الشرق الأوسط الرقمية بمهمة رئيسية في زيادة الوعي بالتراث الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط وتعزيز فهمه. ونحن في مكتبة قطر الوطنية سعداء للغاية بإطلاق هذا الموقع التجريبي".

بالتزامن مع إطلاق الموقع التجريبي، يجري الآن تجهيز نماذج لمعارض ودراسات الحالة لنشرها على الموقع التجريبي https://dlme.clir.org/. ويركز أول المعارض المتوقعة على تماثيل الإناث في مصر والشرق الأدنى، وتاريخ قطر وتراثها البحري، وكيف تدعم مكتبة الشرق الأوسط الرقمية مبادرات حفظ التراث الثقافي. أما دراسة الحالة، فتتناول اكتشاف عالم المصريات "جاكو ديلمان"، باستخدام الموقع التجريبي، لقصاصات من البردي لم يتم فهرستها مع مواد البردي الأخرى وتوضح نوع الاكتشافات التي تأمل مكتبة الشرق الأوسط الرقمية إتاحتها للمستخدمين في جميع أنحاء العالم.

يعتمد الموقع التجريبي على نتائج من منحة تخطيط سابقة من "مؤسسة أندرو و. ميلون". لمعرفة المزيد عن مكتبة الشرق الأوسط الرقمية، يجرى زيارة الموقع: https://dlme.clir.org/.