نظمت مكتبة قطر الوطنية بالتعاون مع سفارة جمهورية أذربيجان لدى الدوحة فعالية للاحتفاء بمرور 880 عامًا على ميلاد الشاعر والمفكر العظيم نظامي كنجوي، الذي كان أحد رموز النهضة في الشرق، وكان عمله العظيم الخالد «خمسة» تجسيدًا للأدب والفلسفة العالمية من خلال القوة الجمالية لشعره.
في بداية الاحتفالية، ألقى سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، الكلمة الافتتاحية تلتها كلمة سعادة السيد النور علييف، نائب وزير الثقافة في جمهورية أذربيجان. وفي الفقرة الرئيسية من الاحتفالية، ألقى السيد مايل يعقوب - الحاصل على دكتوراه في الفلسفة ومؤسس أكاديمية الفلسفة وعلم الاجتماع في أذربيجان- كلمة بعنوان «صورة الشخص المثالي وملامحه في أعمال نظامي كنجوي»
بهذه المناسبة صرح سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، قائلًا: "تشترك قطر وأذربيجان في العديد من القيم الثقافية والتاريخية والدينية التي وطدت العلاقة بين البلدين وشعبيهما. وإنه من دواعي سرورنا أن نشارك اليوم في الاحتفال بالشاعر العظيم "نظامي كنجوي" وإنجازاته الأدبية. وتفخر مكتبة قطر الوطنية ومكتبتها التراثية الفريدة بأنها تضم مخطوطات نادرة من أعماله، كان لها دور كبير في إلهامنا بهذه الاحتفالية عندما زار أصدقاؤنا من سفارة أذربيجان المكتبة التراثية واكتشفوا أن هناك مخطوطات نادرة لهذا الشاعر العظيم ليست موجودة لديهم. وكم يسعدنا أن نقدم نسخة رقمية من هذه المخطوطات لأصدقائنا في أذربيجان في الذكرى الـ 880 لهذا الشاعر والفيلسوف الكبير".
وأضاف سعادته قائلًا: "ومكتبة قطر الوطنية في احتفائها بالشاعر نظامي كنجوي تحتفي أيضًا برؤيته الهادفة إلى مد جسور التواصل بين الشعوب من خلال الأدب والشعر، وهي الرؤية التي تنتهجها مكتبة قطر الوطنية من خلال إيمانها بأن الثقافة هي خير سفير للتواصل بين الشعوب. ونؤمن بأن احتفالية اليوم ستثري مجتمعاتنا بالمعرفة الأدبية والتاريخية، تلك المعرفة التي طالما كان لها دور كبير في التكوين الثقافي للشعوب العربية والإسلامية".
ومن جانبه قال سعادة السيد النور علييف، نائب وزير الثقافة في جمهورية أذربيجان: "نظامي لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان رجلًا حكيمًا وفيلسوفًا يركز على القيم الإنسانية والبشر والعدالة وقضايا المرأة وحسن الجيرة وأهمية المرأة في المجتمع في توجهاته الفكرية والفلسفية والشعرية. ومن أقواله: "الجمال ليس شيئًا يُورَّث، بل قيمة تكتسبها وتحققها‘. لقد كانت قصائد نظامي وأعماله الشعرية مصدر تأثير وإلهام بالنسبة لنا من عدة جوانب، إذ كانت وما زالت جسرًا بين شعوب الحاضر والمستقبل. وستظل أعمال نظامي الشعرية قاسمًا مشتركًا بين العديد من الشعوب والأمم والثقافات ويذيب الحواجز والفواصل بينهم. وأود أن أعبر عن خالص امتناني لمكتبة قطر الوطنية لإقامة هذه الاحتفالية بمناسبة مرور 880 عامًا على ميلاد الشاعر نظامي كنجوي، وآمل أن نواصل جهودنا المشتركة لتعزيز التعاون بيننا في مجالات الثقافة والأدب والشعر في السنوات المقبلة".
سلطت الاحتفالية الضوء على النسخ الرقمية من أعمال الشاعر نظامي كنجوي التي تحتفظ بها المكتبة التراثية وتتراوح ما بين مخطوطات ورسومات فنية ومنمنمات مستلهمة من قصائده ومثنوياته. كما عرضت المكتبة أعمال الشاعر التي ترجمها عبدالعزيز باكوش إلى اللغة العربية ومنها "مخزن الأسرار"، و"خسرو وشيرين" و"هفت بيكر".
تحرص مكتبة قطر الوطنية على إبراز القيم الفنية الرفيعة في أعمال كبار الشعراء والكتاب والمفكرين والفنانين في أنحاء العالم العربي والإسلامي، وذلك ضمن التزامها بصون التراث والثقافة العربية والإسلامية والحفاظ عليهما. وقد أسهم للعالم العربي والإسلامي بدور بارز في مجالات الفنون والتعليم والثقافة والتراث، وتحتفي المكتبة بهذه الإسهامات وتأثيرها في تشكيل وعي أجيال المستقبل.
تواصل المكتبة فعالياتها المتنوعة لخدمة الجمهور وأفراد المجتمع في قطر مع الالتزام بالضوابط الاحترازية الوطنية لمواجهة جائحة كوفيد – 19. لمعرفة المزيد عن الفعاليات والمبادرات المستمرة، يُرجى زيارة صفحة الفعاليات في موقع المكتبة: