في إنجاز كبير ضمن جهودها الحثيثة لحفظ ونشر تاريخ وتراث المنطقة، أعلنت مكتبة قطر الوطنية عن إضافة الصفحة الرقمية رقم مليونين هذا الشهر ونشرها عبر بوابتها الإلكترونية "مكتبة قطر الرقمية"، وهي أكبر أرشيف رقمي متخصص في تاريخ الشرق الأوسط على مستوى العالم. وكان قد تم تدشين مكتبة قطر الرقمية في أكتوبر 2014 ضمن شراكة مع مؤسسة قطر والمكتبة البريطانية.
تحتوي مكتبة قطر الرقمية على مجموعة فريدة من أهم التقارير والمراسلات والمخطوطات والخرائط والصور التاريخية والتسجيلات الصوتية المتعلقة بمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة، كما تحتوي على مقالات متعمقة لنخبة من الخبراء المتخصصين تقدم للقراء نظرة متعمقة حول موضوعات متنوعة تتعلق بماضي المنطقة وشعوبها.
جميع مواد مكتبة قطر الرقمية متاحة للاطلاع والتنزيل المجاني لكافة المستخدمين عبر الإنترنت في كل أنحاء العالم، كما أنها مصحوبة بملاحظات تفسيرية باللغتين العربية والإنجليزية، الأمر الذي جعلها مرجعًا أساسيًا لا غنى عنه للباحثين وكل المهتمين بتاريخ المنطقة وتراثها. وقد حظيت مكتبة قطر الرقمية منذ إطلاقها قبل أكثر من ست سنوات بإقبال كبير من الباحثين والعلماء والدارسين والجمهور العام من جميع دول العالم سواءً لأغراض أكاديمية أو بحثية للاهتمام العام.
حقائق عن مكتبة قطر الرقمية منذ إطلاقها في 2014:
من 2014 حتى الوقت الحالي:
- 1,9 مليون مستخدم من جميع أنحاء العالم
- أكثر من 15 مليون مشاهدة لصفحات الموقع
من 2017 – 2020:
- تنزيل أكثر من 300 ألف مادة
- تنزيل 6,000 مادة في المتوسط كل شهر
أكثر الدول استخدامًا لمكتبة قطر الرقمية بالترتيب:
الولايات المتحدة الأمريكية، وقطر، والمملكة المتحدة، وعمان، والمملكة العربية السعودية، والهند.
(المصدر: إدارة شؤون البحوث التاريخية والشراكات في مكتبة قطر الوطنية)
إطلاقها قبل أكثر من ست سنوات بإقبال كبير من الباحثين والعلماء والدارسين والجمهور العام من جميع دول العالم سواءً لأغراض أكاديمية أو بحثية للاهتمام العام.
وقد علّق سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، على هذا الإنجاز المهم قائلًا: "هذا الإنجاز التاريخي هو ثمرة قناعتنا بأن المعرفة لا ينبغي أن يقف أمامها أي عائق، ويجعل مكتبتنا في صدارة مكتبات العالم بنوعية وكم الوثائق المتاحة للجميع. لقد غدت مكتبة قطر الرقمية نموذجًا يُحتذى به ويجسد للعالم أجمع ما ينبغي أن يكون عليه تصميم مكتبة المستقبل، وهو إنجاز يجعلنا نفخر بالتعاون مع المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر في تحقيق الريادة في مشهد الرقمنة الأرشيفية لتاريخ الشرق الأوسط. ويطيب لنا بهذه المناسبة أن نتقدم بأسمى آيات الامتنان والتقدير لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر فلولاها لم يكن لهذا الإنجاز التاريخي والعلمي والثقافي أن يتحقق، ولولا رؤيتها الثقافية الثاقبة وجهودها الحثيثة الحكيمة ما استطعنا تحويل الحلم إلى واقع ملموس. وستظل مكتبة قطر الوطنية نبراسًا للمعرفة يحتضن التبادل الحر والمنفتح للأفكار والمعلومات، وستواصل جهودها لزيادة وتنمية المواد المرقمنة التي يستطيع العالم كله الوصول إليها والاطلاع عليها".
وأضاف الدكتور جيمس أونلي، مدير شؤون البحوث التاريخية والشراكات في المكتبة: "تُحدث مكتبة قطر الرقمية تغييرَا جوهريًا في النهج الذي يدرس به العلماء والطلاب والباحثون تاريخ منطقة الخليج والعلوم في العالم العربي، وغدت مرجعهم الأول إذ ساعدتهم في العثور خلال ثوانٍ قليلة ما كان يستغرق منهم أسابيع أو شهور ولا نبالغ إذا قلنا سنين. لقد سهلت مكتبة قطر الرقمية بكثير إمكانية الاطلاع على معلومات القرون الماضية، الأمر الذي أدى إلى طفرة كبيرة في عدد الدراسات التاريخية الجديدة والمبتكرة حول منطقة الخليج، التي طالما كانت أقل أقاليم الشرق الأوسط حضورًا في الدراسات والأبحاث التاريخية الأكاديمية. وبقدر ما سعدنا بإنجاز رقمنة مليوني صفحة من المواد الأرشيفية المهمة التي لا غنى عنها للباحثين والطلاب والمهتمين، سعدنا أيضًا بوصول عدد زائري موقع المكتبة إلى 1,9 مليون مستخدم في شهادة دامغة تؤكد على أن جهودنا محل تقدير في جميع أنحاء العالم".
أما السيد رولي كيتينغ، الرئيس التنفيذي للمكتبة البريطانية، فقد أضاف قائلاً: "نحن سعداء بوصول مكتبة قطر الرقمية لهذا الإنجاز الكبير، وإتاحة مليوني صورة رقمية من الوثائق والمحتوى التاريخي مجانًا عبر الإنترنت. أحد الأهداف الجوهرية للمكتبة البريطانية أن تتعاون مع الشركاء حول العالم لتوسيع آفاق المعرفة الإنسانية وتعزيز الفهم المتبادل. وقد مكننا التعاون مع مكتبة قطر الوطنية ومؤسسة قطر من إتاحة وثائقنا وسجلاتنا المرتبطة بتاريخ الخليج والعلوم العربية لملايين المستخدمين حول العالم، الأمر الذى أسهم في فتح آفاق جديدة أمام البحث والابتكار، وتيسير الوصول لهذه المجموعات القيمة".
تتناول مكتبة قطر الرقمية التاريخ والتراث المعاصر لمنطقة الخليج الواسعة (وهي شبه الجزيرة العربية وإيران والعراق)، ما يجعلها الوجهة المثالية للقراء الذين يرغبون في بحث مجموعة متنوعة من الموضوعات مثل ممارسات التبادل التجاري، والحربين العالميتين، وشركات النفط، وإدارة الاستعمار البريطاني للمنطقة، والمعاهدات والاتفاقيات، والملاحة البحرية، والعمليات العسكرية، والطيران المدني والمنتديات الاقتصادية، والقومية العربية ومؤلفات الطب العربي. وتحتوي المكتبة كذلك على مجموعة نادرة من المخطوطات العربية حول العديد من الموضوعات منها علم الفلك، والرياضيات، والزراعة، والفلسفة، ونظرية الموسيقى، والعلوم العسكرية، والجغرافيا، والقانون، والكيمياء، والميكانيكا، وعلم الحيوان.
عندما سئل عن التأثير التعليمي والأكاديمي لمكتبة قطر الرقمية، قال الدكتور فهد بشارة، أستاذ زميل لمقعد ’روح الله رمضاني‘ في دراسات شبه الجزيرة العربية والخليج بجامعة فيرجينيا الأمريكية: "لقد كانت مكتبة قطر الرقمية ثورة بكل معاني الكلمة لأمثالنا من الباحثين والمتخصصن في تاريخ الخليج وشبه الجزيرة العربية والمحيط الهندي. فقد خفضت إلى حد جوهري من تكاليف الوصول إلى المواد والوثائق والمراجع المتعلقة بالمنطقة، الأمر الذي جعل البحث التاريخي والكتابة الأكاديمية أسهل إلى حد لا يصدق مقارنة بفترة ما قبل إطلاق مكتبة قطر الرقمية. أستطيع الآن بسهولة العودة إلى المصادر التي كتبت عنها ملاحظات قبل عدة أعوام، كما وجدت مصادر جديدة تمامًا للمشاريع البحثية التي أعمل عليها. بفضل مكتبة قطر الرقمية، أصبح بمقدور الطلاب الجامعيين وطلاب الدراسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكية كتابة الأوراق البحثية باستخدام مراجع لم يكن بوسعهم الوصول إليها عن طريق آخر، كما أصبح باستطاعة المحاضرين والمدرسين تصميم الدورات التعليمية حول المواد الأرشيفية في مكتبة قطر الرقمية. وبالنسبة للعلماء والأساتذة المتخصصين في الخليج وشبه الجزيرة العربية وللمؤرخين في المجالات الأخرى، فتحت مكتبة قطر الرقمية آفاقًا واسعة داخل الحقل الأكاديمي وخارجه".
أما الدكتورة كليمنز تشاي، الباحثة في معهد الشرق الأوسط، بجامعة سنغافورة الوطنية، فقالت: "قدمت مكتبة قطر الرقمية خدمات جليلة للدراسات العلمية والبحثية حول منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية بتعاونها مع المراكز الأرشيفية حول العالم، وفي مقدمتها المكتبة البريطانية، ورقمنتها لسجلاتهم التاريخية حول الخليج. ويكتسب مشروع مكتبة قطر الرقمية أهمية أكبر من أي وقت مضى في عصر التكنولوجيا والجائحة التي ما زالت قائمة. لقد أصبحت مكتبة قطر الرقمية مصدرًا لا غنى عنه للباحثين في الخليج حول العالم، ويشعر عموم الباحثين المتخصصين في دراسات الشرق الأوسط في مختلف دول العالم بعظيم التقدير والامتنان لكل من مكتبة قطر الوطنية ومؤسسة قطر".
واحتفالًا بهذا الإنجاز، كتب الدكتور جيمس أونلي مقالًا أكاديميًا متعمقًا بعنوان "عيسى بن طريف آل بن علي، حاكم البدع (الدوحة) 1843 – 1847". وكتب أيضًا مقالًا على مدونات مكتبة قطر الوطنية حول الموضوع نفسه. وللاطلاع على المزيد من المعلومات عن الشراكة يمكنك زيارة مدونة "المعرفة الحية" على موقع المكتبة البريطانية.
تواصل مكتبة قطر الرقمية تنمية مجموعاتها الأرشيفية لإثراء معرفة أجيال المستقبل بمنطقة الخليج والأقاليم المحيطة به ومساعدتهم في إعادة اكتشاف تاريخهم وتراثهم. للاطلاع على القائمة الكاملة من الموضوعات المتاحة على موقع مكتبة قطر الرقمية، يُرجى زيارة www.qdl.qa.