نظّمت مكتبة قطر الوطنية برنامجًا تدريبيًا لخمسة أخصائيين في مجال الوثائق وحفظ التراث والمخطوطات من المملكة الأردنية الهاشمية خلال الفترة من 24 إلى 26 يونيو، بالتعاون مع مكتب منظمة اليونسكو في عَمّان، ومكتب منظمة اليونسكو في الدوحة.
وتأتي استضافة المكتبة لهذا البرنامج التدريبي في إطار دورها كمركز إقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها للبلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط.
ويمثل الأخصائيون الخمسة وزارة الثقافة الأردنية، ودائرة المكتبة الوطنية الأردنية، ومركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الأردنية، ومركز التوثيق الملكي الأُردني الهاشمي.
وتضمن البرنامج التدريبي سلسلة من الورش المهارية والتدريبية، وجولات في مرافق المكتبة ومركز الرقمنة، ومحاضرات من أخصائيي الحفظ في المكتبة، وتعرف المشاركون على طرق وإجراءات صيانة المخطوطات والمواد التراثية والمحافظة عليها.
وتناولت المحاضرات موضوعات وثيقة الصلة بالتراث والتوثيق منها إدارة المخاطر والتقييم في المكتبات، والوسائل النظرية والعملية لحفظ المواد المرقمنة على المدى الطويل لإتاحتها للباحثين والجمهور. وتعرّف المشاركون كذلك على التكنولوجيا المستخدمة في إنشاء وإطلاق مكتبة قطر الرقمية، وكيف تساعد في تحقيق أهداف المكتبة في حفظ التراث رقميًا.
وحول البرنامج التدريبي، علق السيد أحمد خريسات، رئيس شعبة الخدمات الفنية في مركز الوثائق والمخطوطات بالجامعة الأردنية، بقوله: "هذه هي زيارتي الأولى إلى قطر، ومكتبتها الوطنية فعلًا هي لؤلؤة في الصحراء. لقد أسعدني حرصهم على جمع الوثائق والمخطوطات المتعلقة بتاريخ العالم العربي والإسلامي".
وأكدت السيدة حنان دغمش، مدير مديرية التراث بوزارة الثقافة الأردنية، أنها اكتسبت العديد من التجارب الغنية من خلال جولتها في مرافق المكتبة مثل مختبر الحفظ والصيانة، ومركز الرقمنة. وحول الورشة، علقت قائلة: "قدمت لنا الورشة تجربة غنية في التعاون مع منظمات ومؤسسات مرموقة مثل مكتب اليونسكو في عمان، ومكتب اليونسكو في الدوحة، فضلًا عن مكتبة قطر الوطنية".
وقالت نوال العقيل، مدير مديرية الوثائق في دائرة المكتبة الوطنية الأردنية: "كان الهدف من الزيارة هو معرفة المزيد عن تجربة قطر في مجال الرقمنة، وجهودها في الحفاظ على المجموعات التراثية وصيانتها. وكانت تجربة ثرية تعلمنا فيها الكثير. إنني حقًا سعيدة بزيارة هذا الصرح الثقافي الفريد في قطر".
تنفذ المكتبة العديد من المشاريع التي تدعم حفظ التراث الوثائقي في العالم العربي، منها مشروع مدته 18 شهرًا بالتعاون مع منظمة اليونسكو يركز على تحديد التراث الوثائقي في الدول العربية ويقدم الدعم في مجال بناء القدرات والتطوير المهني للمتخصصين الذين يعملون في هذا المجال.
وحول استضافة خبراء التراث الأردنيين في المكتبة، قال السيد ستيفان إيبيغ، مدير إدارة صيانة مواد المكتبة والمحافظة عليها في مكتبة قطر الوطنية: "نحن سعداء باستضافة الخبراء من الأردن في إطار دور المكتبة كمركز الإفلا الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها للبلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط وانطلاقًا من جهودنا في حفظ التراث في دولة قطر والعالم العربي. وتتيح لنا الموارد والتقنيات العالمية المتقدمة توسيع نطاق جهودنا لتشمل تعزيز الوعي بأفضل الممارسات في الحفاظ على الكتب النادرة والوثائق والمخطوطات".
من جهتها علقت السيدة إخلاص الخوالده، مسؤولة البرامج الوطنية في مكتب اليونسكو في عمان، على البرنامج قائلة: "انطلاقًا من أهداف اليونسكو الساعية إلى صون التراث الوثائقي، بما في ذلك التراث الرقمي، تنبه المكتب في عمان إلى ضرورة الاطلاع على تجربة مكتبة قطر الوطنية وجهودها في هذا المجال. لقد نجح البرنامج التدريبي الذي استضافته المكتبة في إطلاع الأخصائيين الخمسة على أفضل الطرق والوسائل المستخدمة في صون التراث الوثائقي والحفاظ عليه".