ضمن احتفالات وفعاليات "الدوحة عاصمة للثقافة الإسلامية 2021"، نظمت مكتبة قطر الوطنية، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، مؤخرًا ندوة نقاشية بعنوان "دور المكتبات العامة والخاصة في الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي"، افتتحها سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية بإلقاء الكلمة الرئيسية التي ركزت على جهود المكتبة في حفظ التراث العربي والإسلامي.
شارك في الندوة نخبة من الضيوف والمتحدثين وهم معالي الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة والاتصال في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيكو)، والسيدة سوزان ليفي، مدير مكتبة متحف الفن الإسلامي، بالإضافة إلى عدد من الخبراء في المكتبة وهم السيدة عبير الكواري، مدير إدارة البحوث وخدمات التعلّم، والسيد مكسيم نصره، أخصائي صيانة الكتب، والسيد محمود زكي، أخصائي المخطوطات، وأدارت الندوة السيدة مريم المطوع، رئيس قسم إتاحة المجموعات في المكتبة التراثية.
وفي كلمته الرئيسية التي افتتح بها الندوة، قال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية: "تقدم المكتبة إسهامات فاعلة في فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، فهي إحدى قلاع التراث الثقافي بفضل ما تزخر به المكتبة التراثية بها من مخطوطات وخرائط نادرة توفّر للمستفيدين معرفة تراثيّة واسعة بالتاريخ القطري خاصّة، وتولي المكتبة التراث الثقافي مكانته المتميّزة اللائقة به. وقد تجاوزت المكتبة الدور التقليدي في المحافظة على التراث، من خلال تبنيها للأساليب التكنولوجيّة المتقدّمة، وتوظيفها للوسائط الرقميّة في رقمنة المخطوطات الإسلامية من مختلف مكتبات العالم حتّى تبقى شاهدة على تاريخنا المشترك، وتظل مصدرًا أساسيًا من مصادر معرفتنا بكنوز التراث الفكري الذي عرفه المسلمون على امتداد قرون".
وقال أيضًا في كلمته: "ولما كانت مكتبة قطر الوطنية تؤمن بأن الحفاظ على التراث العربي والإسلامي هو أهم ركيزة في رسالتها، فقد عملت على تحقيق ذلك من خلال مد جسور التواصل مع المكتبات والأرشيفات والمؤسسات الثقافية العالمية من أجل الحصول على نسخة رقمية من الوثائق والمخطوطات والمؤلفات التي تمثّل درة النتاج الفكري والعلمي للحضارة العربية والإسلامية في عصرها الذهبي ثم نشر هذه النسخ الرقمية في بوابة مكتبة قطر الرقمية، التي أثمرتها الشراكة الطويلة والبناءة مع المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر ".
ومن جانبه، قال معالي الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة والاتصال في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيكو): "منذ أسس الخليفة العباسي المأمون بيت الحكمة في القرن الثالث الهجري، ظلت المكتبات العامة وعاءً لحفظ التراث بمختلف أنواعه، وعبر القرون الماضية استطاعت هذه المكتبات الإبقاء على عدد كبير من هذه الثروات الثقافية الإسلامية رغم ما واجهته من صعوبات وكوارث طبيعية وحروب. وبفضل ذلك، أصبحت مجتمعاتنا واعية بجذورها وأصولها ومدركة لثقافتها وهويتها. ودورنا كمنظمة إسلامية عالمية يكمن في وضع سياسات محكمة للاستفادة من هذه الكنوز العظيمة وإبراز دورها الثقافي والحضاري ونقلها للعالم للاستنارة والاستفادة منها".
سلطت الندوة الضوء على دور المكتبات في الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي وأهمية الحفاظ على هذا التراث، فطوال العصور الذهبية للحضارة العربية والإسلامية، جسدت المكتبات العامة إحدى أبرز معالم النهضة العلمية عند العرب والمسلمين، وانتشرت خزائن الكتب في أقطار العالم الإسلامي، وعَرف تاريخنا الإسلامي عصورًا طويلة اتسعت فيها رقعة العلم والتأليف في كل الفنون والميادين، وكانت المكتبات الكبرى تُشد إليها الرحال من جميع أقطار العالم لصيتها الذائع وندرة كتبها وطلبًا للعلوم التي لا توجد في غيرها.
تزخر المكتبة التراثية في مكتبة قطر الوطنية بمجموعة لا مثيل لها من الكتب والمخططات الوثائق والخرائط والصور النادرة، وبها معرض دائم مفتوح للزائرين لاستكشاف محتوياتها ومقتنياتها. للتعرف على المكتبة التراثية، يمكنك زيارة الرابط https://www.qnl.qa/ar/explore/heritage-library. وبالإضافة إلى ذلك، تنظم المكتبة العديد من الندوات النقاشية لإذكاء الوعي بالتراث بين المكتبات. للاطلاع على القائمة الكاملة لفعاليات المكتبة وأنشطتها، يُرجى زيارة صفحة الفعاليات في موقع المكتبة الإلكتروني (www.qnl.qa/ar/events).