استضافت مكتبة قطر الوطنية في 23 يناير حفلاً جديدًا من سلسلة حفلات "الفلهارمونية في المكتبة" التي تحييها أوركسترا قطر الفلهارمونية شهريًا بالمكتبة. وهذا الحفل هو الأول من نوعه في العام الجديد وكذلك الفعالية الأولى في إطار الاحتفال بالعام الثقافي "قطر - فرنسا" الذي تستمر فعالياته على مدار عام 2020.
وقد استمتع جمهور المكتبة خلال الفعالية بالأعمال الموسيقية لاثنين من أهم مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية في فرنسا وأكثرهم نفوذًا وتأثيرًا خلال نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وهما كلود ديبوسي وغابرييل فوريه. وقد عزفت أوركسترا قطر الفلهارمونية الرباعية الوترية الوحيدة لكل منهما ضمن مسيرتهما الموسيقية الحافلة.
وعزفت الفرقة المكونة من عازفين محترفين ومرموقين الرباعية الوترية في سلم مي الصغير مصنف ١٢١ لغابرييل فوري، والرباعية الوترية في سلم صول الصغير مصنف ١٠ لكلود ديبوسي. وكما هو الحال مع الموسيقار فوري، كانت مقطوعة الموسيقار ديبوسي هي الرباعية الوترية الوحيدة التي ألّفها طوال حياته. وكان ديبوسي قد أكمل تأليفها عام 1893 وعمره حينها 31 سنة.
وكان من بين الحاضرين في الحفل سعادة السيد فرانك جيليه، سفير جمهورية فرنسا لدى قطر، الذي صرح قائلًا: "إنه لشرف لنا أن نكون الليلة في ضيافة مكتبة قطر الوطنية التي اكتشفت أنها إلى جانب اهتمامها بالعلوم والمعارف، فهي تحتفي كذلك بالفنون والموسيقى. وكنت أعلم أن المكتبة تستضيف حفلات موسيقية، لكني لم أكن أعلم أن بها قسمًا خاصًا للموسيقى يضم مصادر قيمة حول هذا الفن، وكان ذلك دافعًا آخر لي لزيارة المكتبة. وأكثر ما أسعدني حقًا هو حسن الضيافة والحفاوة التي لقيناها في المكتبة واهتمامها بالعام الثقافي "قطر – فرنسا 2020" من خلال استضافتها لحفل الفلهارمونية الذي عُزفت خلاله موسيقى ديبوسي وفوريه، وهما من أهم الموسيقيين الفرنسيين، ليس في عصرهما فقط، بل حتى عصرنا هذا. كل الشكر والتقدير للمكتبة والقائمين عليها".
أما ياسمين الحاق، مساعد المدير التنفيذي في مؤسسة حمد الطبية فقد كانت من بين الحضور وعلقت قائلة: "إنني أعيش في قطر منذ عشر سنوات، وأعتقد أن مبنى المكتبة هو واحد من أروع المباني في قطر، والخدمات والمرافق التي توفرها المكتبة للمجتمع ممتازة. إنني أحب الموسيقى الكلاسيكية، وقد اصطحبت معي والدتي التي حضرت من ألمانيا لزيارتي. ومن وجهة نظري، تمثل الحفلات الموسيقية في المكتبة وسيلة رائعة للتقريب بين المجتمعات والثقافات، ذلك لأن الموسيقى لغة مشتركة بين الشعوب، ومن ضمن الجمهور اليوم ترى كل فئات المجتمع من جميع الأعمار".
أما عمر إبراهيم، من رواد المكتبة الذين حضروا الحفل، فيعلق على مشاركته قائلًا: "لقد علمت بالفعالية من الموقع الإلكتروني للمكتبة، ولأني من عشاق الموسيقى الكلاسيكية فقد حرصت على الحضور للمكتبة والاستمتاع بعزف الموسيقى بينما تحيط بنا الكتب من كل جانب، إنها حقًا تجربة فريدة من نوعها، وأحب معايشتها في المكتبة من حين لآخر".