شارك أخصائيو حفظ وصيانة الكتب والوثائق وباحثون وخبراء في مجال المخطوطات من قطر والدول العربية في ورشة تدريبية بعنوان "تحديد وتصنيف المخطوطات الإسلامية: الأسباب والوسائل" نظمتها المكتبة لمدة خمسة أيام من 31 مارس إلى 4 أبريل في إطار دورها كمركز الإفلا الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها للبلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط.
ركزت الورشة التدريبية التي قدمتها الدكتورة آن ريجورد، الخبيرة في علم البرديات والمخطوطات، على مجموعة من المخطوطات الإسلامية بين القرنين السابع والعشرين، حيث استعرضت نوعية الورق التي كان يستخدمها الوراقون والنساخ العرب في كتابة ونسخ المخطوطات الإسلامية، وخصائص الورق من حيث طريقة التصنيع وكيفية تصنيفها، وشرح الطرق المختلفة لتوثيق الورق ومقارنتها ببعضها البعض والأدوات المتاحة لمساعدتنا في تحديد أنواع الورق والقيمة الوثائقية لها وكيفية استخدم الورق الذي يحتوي على علامات مائية كبيانات رئيسية لتحديد تاريخ المخطوط.
وحول أهمية هذه الورشة قالت الدكتورة آن ريجور: "تطورت الدراسات الورقية كثيرًا، وتوصلنا إلى اكتشافات ووسائل جديدة لتحسين كفاءة عملنا في التعامل مع المخطوطات القديمة، وهذه الاكتشافات جديرة بالتناول والشرح وتوعية أخصائيي حفظ وصيانة الكتب بها. ولهذا سعدت كثيرًا بتقديم هذه الورشة التدريبية لأنها تتيح للخبراء في قطر والمنطقة العربية التعرف على الاكتشافات والمواد الجديدة في دراسة تاريخ الورق، كما سعدت باهتمام مكتبة قطر الوطنية بهذا الموضوع وجهدها الكبير في تنظيم هذه الورشة المهمة لكل المتخصصين في حفظ المخطوطات التاريخية وصيانتها".
تقول نيل بايدار، أخصائية الحفظ وتاريخ الفنون، التي تعمل في وزارة الثقافة والسياحة في تركيا، حول مشاركتها في الورشة: "لقد كانت هذه الورشة التدريبية في غاية الأهمية بالنسبة لي، فقد زودتني بالمعرفة العملية للاستخدام في مشروع حول أوراق المخطوطات الإسلامية التي أعمل عليها حاليًا مع إحدى المؤسسات المعنية في تركيا، كما تعلمت موضوعات جديدة منها استخدام الورق الأوروبي في المخطوطات الإسلامية".
وقال يوسف ضرغام، مدير مجموعة المخطوطات في المكتبة الرئيسية لجامعة الروح القدس بالكسليك في لبنان: "تعلمت الكثير من المعلومات المهمة في هذه الورشة التدريبية حول تاريخ المخطوطات خاصة وسائل تحديد نوعية الورق المستخدم فيها. لقد كانت حقًا ورشة عملية فريدة في محتواها إذ ناقشت موضوعًا مُهمًا يُعرض لأول مرة في العالم العربي. وبقدر شعوري بالامتنان لمشاركتي وحضوري في هذه الورشة شعرت بالسعادة الغامرة لرؤية مكتبة قطر الوطنية التي سمعت عنها كثيرًا وأبهرني ما بها من أجهزة وأدوات متقدمة لحفظ المخطوطات وصيانتها".