أغلقت المدارس والجامعات والمكتبات في قطر وحول العالم أبوابها لمواجهة انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وصارت قاعات المحاضرات والمعامل وفصول الدراسة خالية لضمان سلامة جميع أطراف العملية التعليمية من طلاب ومعلمين وأساتذة وموظفين.
غير أن الأنشطة الدراسية والبحثية في قطر لم تتوقف. فقد ساهمت المجموعة المتميزة من المصادر الإلكترونية التي توفرها مكتبة قطر الوطنية لدعم الطلاب من جميع الأعمار من رياض الأطفال حتى المدارس والجامعات بدور جوهري في تمكين الطلاب بجامعة حمد بن خليفة، وغيرها من الجامعات والمدراس في الدولة، من مواصلة دراستهم واستكمال مشاريعهم البحثية دون أي تعثر أو اضطراب.
وفي الوقت الذي توقفت فيه الدراسة بجميع الكليات في جامعة حمد بن خليفة ابتداءً من 10 مارس حتى إشعار آخر، اتجه الجميع نحو التعلم الإلكتروني. ولأن احتياجات الطلاب تأتي في المقام الأول ولأن جامعة حمد بن خليفة حريصة على استمرار التحصيل الأكاديمي للطلاب في ظل هذه الظروف الاستثنائية وغير المسبوقة، كانت إمكانية تصفح مجموعة ممتازة من المصادر الإلكترونية عبر مكتبة قطر الوطنية ميزة حقيقية.
يستطيع طلاب جامعة حمد بن خليفة المسجلون كأعضاء في مكتبة قطر الوطنية الوصول إلى أنواع مختلفة من المصادر الإلكترونية للمكتبة تشمل الكتب الإلكترونية والأوراق البحثية والأطروحات والرسائل الأكاديمية والكتب الصوتية ومقالات الصحف والمجلات الرقمية والدوريات العلمية المتخصصة والمقاطع الموسيقية والفيديو وغير ذلك الكثير. وبإمكان الطلاب غير الأعضاء في المكتبة الحصول على العضوية بسرعة وسهولة عبر الإنترنت من خلال تسجيل العضوية على الرابط: https://www.qnl.qa/ar/library-services/become-a-member.
بعد الحصول على عضوية المكتبة، يصبح بمقدور طلاب الجامعة استخدام قواعد البيانات الإلكترونية عبر موقع المكتبة في تصفح محتويات أكثر من 190 قاعدة بيانات والنصوص الكاملة لنحو 600 ألف كتاب إلكتروني و16 ألف دورية وأكثر من 465 ألف تقرير ورسالة وأطروحة، وغير ذلك الكثير في شتى مناحي المعرفة والموضوعات كالفنون والعلوم الإنسانية والتعليم والعلوم الصحية والقانون والعلوم السياسية والأديان والفلسفة والعلوم الاجتماعية والتاريخ وغير ذلك من التخصصات.
تُكرِّس مكتبة قطر الوطنية إمكانيات التكنولوجيا الرقمية لتضمن تواصل الطلاب مع أخصائيي المعلومات لديها طوال الوقت. فالطلاب الذين يحتاجون إلى أي مساعدة في الوصول إلى المراجع الأكاديمية المناسبة من مقالات وكتب إلكترونية أو إنشاء قائمة المراجع أو تحديد موعد لاستشارة بحثية مع أخصائي المعلومات المتخصص في موضوع البحث يستطيعون إرسال أسئلتهم واستفساراتهم عبر خدمة "اسأل أخصائيي المعلومات بالمكتبة" المتاحة الآن في ثوب جديد على الرابط: https://www.qnl.qa/ar/old/ask-qnl-librarians
يقول الدكتور عماد الدين شاهين، الوكيل المؤقت لجامعة حمد بن خليفة: "لقد حل هذا الوباء بغتة ولم يكن بمقدور أي شخص الاستعداد له، لكنه في الوقت نفسه كان فرصة نادرة كشفت لنا تميز المنظومة التعليمية في مؤسسة قطر ومدى كفاءتها. وقد كانت القواسم المشتركة بين جامعة حمد بن خليفة ومكتبة قطر الوطنية في دعم استمرار التعلم، والتميز والابتكار الأكاديمي تجسيدًا منطقيًا ومباشرًا لأهدافهما الرامية إلى تعزيز المعرفة وبناء القدرات ومد جسور التواصل في المجتمع. ولهذا أحث جميع الطلاب والمعلمين وهيئة التدريس في جامعة حمد بن خليفة على الاستفادة المثلى من المصادر الإلكترونية للمكتبة التي لا تضاهيها بحق أي مكتبة أخرى في المنطقة".
ومن جانبه قال باتريس لاندري، كبير أخصائيي المكتبة ونائب المدير التنفيذي: "نجحت مصادرنا الإلكترونية في سد الفجوة الهائلة التي سببها الإغلاق المفاجئ للمؤسسات التعليمية في قطر، ونحن سعداء بمساعدة طلابنا على اكتشاف سبل بديلة لضمان استمرارهم في التعلم والبحث والدراسة. نرحب بالطلاب من جامعة حمد بن خليفة وسائر الجامعات والمدارس الأخرى في قطر الذين سيجدون في أخصائيي المعلومات بمكتبة قطر الوطنية الخبراء في مجالهم أصدقاء داعمين مستعدين لتقديم أي دعم ومساعدة عن بعد في هذه الفترة الاستثنائية. تشمل مصادرنا الإلكترونية عددًا كبيرًا من الموضوعات والتخصصات، وبإمكان الطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس وجميع العاملين الوصول إلى الأبحاث والأطروحات الأكاديمية والكتب الإلكترونية والدوريات العلمية التي نثق أنها ستكون لهم عونًا كبيرًا في إنجاز أعمالهم وإنهاء أبحاثهم عن بعد".
من المصادر الإلكترونية المتاحة في المكتبة على سبيل المثال لا الحصر قاعدة البيانات في مجال الصحة (Consumer Health Database) التي صُمّمت خصيصًا لطلاب العلوم الصحية، وتتضمن دوريات ومجلات تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات الصحية مثل الإصابات الرياضية وصحة المرأة والتغذية وطب الأسنان والعناية بالعيون. ويستطيع الطلاب وجميع المهتمين بالأديان والفلسفة تصفح المكتبة الرقمية للدراسات الدينية وقاعدة بيانات المنهل وفهارس أكسفورد للدراسات الإسلامية وقاعدة بيانات دراسات الإسلام والشرق الأوسط وقاعدة بيانات موسوعة الإسلام وموسوعة كامبريدج الجديدة حول تاريخ الإسلام.
ومن المصادر العلمية قاعدة بروكويست للعلوم (ProQuest Science Database)، وهي مرجع شامل وجامع للباحثين الذين يدرسون العلوم التطبيقية والعامة، وتحتوي على مصادر من ثمانينيات القرن العشرين وحتى اليوم مع توفير النصوص الكاملة لأكثر من 1200 وثيقة. كما يستطيع الطلاب الاطلاع على أحدث أعداد المجلات العالمية مثل "New Yorker" و"Newsweek" و"The Economist" و"Wired" ومئات المجلات الأخرى في شتى التخصصات والاهتمامات.
يقول محمود علي داري، طالب في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة: "كان قرار إغلاق المؤسسات التعليمية في الدولة رغم تفهمنا لأسبابه وملابساته مصحوبًا بالتحديات. بالتأكيد نعلم أن الصحة تأتي في المقام الأول ولها الأولوية القصوى قبل أي شيء آخر. وقد وجدنا في المصادر الإلكترونية التي توفرها مكتبة قطر الوطنية البديل المثالي الذي يتيح لنا طوال فترة البقاء في البيت مواصلة ما بدأناه وإنهاء دراساتنا وأبحاثنا الأكاديمية. ورغم أن هذه المصادر توفرها المكتبة باستمرار حتى قبل افتتاح مبنى المكتبة، لكننا لم ندرك قيمتها وأهميتها الرائعة سوى في هذه الفترة الاستثنائية، وسأحرص على الاستفادة منها قدر ما أستطيع".
للوصول إلى المصادر الإلكترونية للمكتبة، يُرجى زيارة الرابط: https://www.qnl.qa/ar/explore/online-resources