بعد النجاح الكبير الذي حققته المكتبة على مدار السنوات الست الماضية التي أطلقت خلالها العديد من المشاريع والمبادرات، أبرم الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) ومكتبة قطر الوطنية اتفاقًا جدد به ثقته في كفاءة المكتبة وقدرتها على الاضطلاع بدور المركز الإقليمي لصون المواد التراثية في العالم العربي والشرق الأوسط والمحافظة عليه، وذلك لفترة جديدة مدتها ثلاث سنوات.
يتيح الاتفاق للمكتبة التي اختيرت مركزًا إقليميًا لصون المواد التراثية والمحافظة عليها في 2015 مواصلة النهوض بدورها الريادي في تنسيق جهود ومبادرات الحفظ والصيانة بين الدول العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكانت المكتبة في عام 2021 المنصرم قد نظمت العديد من الندوات الافتراضية الإقليمية رفيعة المستوى التي تناولت موضوعات مثل تاريخ المخطوطات، ودراسة العلامات المائية، والتطبيقات العلمية للمحافظة على التراث الوثائقي.
تعليقًا على تجديد الشراكة مع الإفلا، قالت السيدة هوسوم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية: " نعتز ونفخر بتجديد الشراكة مع اتحاد الإفلا التي ستتيح لنا مواصلة دورنا الجوهري في الحفاظ على التراث الوثائقي لدولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. فالتعاون والتنسيق بين الدول بما يتجاوز الحدود الوطنية لكل دولة ضرورة ملحة لمجابهة التهديدات التي تتعرض لها هذه المواد الفريدة التي لا نظير لها ولا يمكن تعويضها، ونتطلع إلى التعاون مع المؤسسات حول العالم لضمان وصول أجيال المستقبل إلى هذه المواد التي تقدم لنا نافذة معرفية على ماضي المنطقة وتاريخها".
وكانت المكتبة قد أطلقت مشروع "حماية" في 2020 لمكافحة تهريب التراث الوثائقي والاتجار غير القانوني به في المنطقة من خلال تبادل المعرفة وتنسيق التعاون بين المؤسسات التراثية والهيئات الحكومية.
وقد علّق السيد ستيفان إيبييغ، مدير شؤون المجموعات المُميزة بمكتبة قطر الوطنية، على تمديد الاتفاق مع اتحاد الإفلا بقوله: "إنه لمن دواعي اعتزازنا أن نواصل رسالتنا في مكافحة التهريب والاتجار غير الشرعي في المواد التراثية، ونتطلع إلى استمرار القيام بدور المركز الإقليمي المعتمد من الاتحاد الدولي لجميعات ومؤسسات المكتبات لصون المواد التراثية والمحافظة عليها في العالم العربي. لقد أطلقنا وأنجزنا العديد من المشاريع منذ 2015 ونخطط لتكريس المزيد من الجهود لحماية تراثنا في السنوات القادمة. وقد أعددنا العديد من الخطط لتلبية متطلبات التدريب والتطوير لتزويد خبراء المستقبل بالمهارات المطلوبة لحفظ التراث الوثائقي العريق لدولة قطر والعالم العربي بأكمله لحفظ هذا التراث للأجيال القادمة".
ستواصل المكتبة مسؤوليتها في رصد الكوارث والأخطار التي تهدد تراث المنطقة الوثائقي عبر التعاون مع المؤسسات والجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات الضرورية والسريعة وتقديم الدعم المتاح. ومن أمثلة ذلك أن المكتبة تقود جهودًا متواصلة لإعادة بناء المكتبات والمراكز الأرشيفية في لبنان عقب الانفجار الذي تعرض له مرفأ بيروت في 2020.
جدير بالذكر أن شبكة المراكز الإقليمية لصون المواد التراثية والحفاظ عليها المعتمدة من اتحاد الإفلا تدعم المكتبات حول العالم في صون وحماية التراث الوثائقي والمرئي والمسموع في مختلف صوره وأنواعه وأشكاله، وتهدف إلى تعزيز التعاون الدولي لتحقيق هذه الرسالة.