تعبيرًا عن التضامن مع أهل غزة وسط الهجمات الإسرائيلية الشرسة، أقامت مكتبة قطر الوطنية، بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة، الجلسة الثالثة ضمن سلسلة فعاليات الصالون الثقافي تحت عنوان "المحتوى الرقمي عن فلسطين: الواقع والتحديات".
سلطت الندوة، التي أقيمت في 11 ديسمبر في منطقة الفعاليات الخاصة بالمكتبة، الضوء على المحتوى العربي المقروء والمسموع والمرئي في الفضاء الرقمي بهدف التعرف على واقعه والتحديات التي يواجهها، وما تشكله من تهديدات للغة والهوية والتراث، مع التركيز على ما تتعرض له غزة من اعتداء إسرائيلي جائر، والمحتوى المتعلق بفلسطين في الفضاء الرقمي العالمي لتوضيح مخاطره وتبعاته.
تحدث في الندوة التي حضرها سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، ثلاثة من الخبراء والمتخصصين، وهم الدكتور أحمد علي، مهندس رئيسي بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، الذي أدار الندوة، وكل من الأستاذة ديمة الخطيب، المديرة التنفيذية لقنوات +AJ بشبكة الجزيرة الإعلامية، والدكتور حمدي مبارك، كبير مهندسي النظم بقسم تقنيات اللغة العربية بمعهد قطر لبحوث الحوسبة.
وفي الجلسة، أبرز الدكتور أحمد علي والدكتور حمدي مبارك أهمية دور اللغة في توفير قناة أساسية للتواصل، وأكدا على أن تأثيرها لا يقتصر على كونها وسيط لنقل المعلومات فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى التعبير عن الهوية الثقافية وتيسير التفاهم.
وناقش المشاركون المحتوى العربي الرقمي من حيث الكم والكيف، سواءً كان مقروءًا أو مسموعاً أو مرئيًا، وسلطوا الضوء على واقع الأحداث في فلسطين لمعرفة أهمية المحتوى الرقمي وتأثيره، كما تناولوا كمية وجودة المحتوى الرقمي العربي، وتقييم تأثيره على الأحداث في فلسطين وارتباطها بها.
وقال الدكتور حمدي مبارك: "ناقشنا الدور الحاسم للغة العربية والفجوة في المحتوى الرقمي العربي، التي لا تعكس الأهمية العالمية لهذه اللغة. لقد نظرنا في كيفية تأثير هذا النقص على الذكاء الاصطناعي، وخلق تحيزات في توليد النصوص والصور، وفحصنا المعايير المزدوجة لمنصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما في رقابتها على المحتوى المؤيد لفلسطين".
وقال الدكتور أحمد علي في كلمته بالندوة: "من المهم أن ندرك إمكانات الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بفلسطين. إن فهم قضية التضليل الإعلامي وتأثيراتها على التصورات العالمية لفلسطين أمر حيوي أيضًا. وكان للطبيعة التفاعلية لهذه الندوة دور فعال في تشجيع مشاركة الجمهور في هذه الموضوعات الأساسية".
بدورها، تحدثت الأستاذة ديمة الخطيب في مشاركتها عن العدوان الإسرائيلي الظالم على غزة، والمحتوى الرقمي العالمي المتعلق بفلسطين، وسلطت الضوء على تداعياته بقولها: "شهدنا منذ ٧ أكتوبر تحولاً واضحاً في السردية حوّل القصة الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم خاصة بين فئة الشباب. وقد انعكس ذلك على الرأي العام العالمي، وتجلى في المظاهرات العارمة التي انتشرت في عواصم ومدن العالم، وذلك بعد عقود من سيطرة الرواية الصهيونية على السردية في وسائل الإعلام الغربية. وضمن هذا التحول انخرط الكثيرون في محاولة لإعادة (الأنسنة) للفلسطينيين الذين يتم التعامل معهم على أنهم مجرد أرقام لا يستحقون التعاطف بعكس الإسرائيليين الذين تتعاطف معهم وسائل الإعلام الغربية بتحيز تاريخي".
يؤكد الصالون الثقافي بما يتضمنه من مناقشات عميقة التزام المكتبة بتعزيز التفاهم والحوار الثقافي، وكان للندوة النقاشية دور كبير في جهود المكتبة المستمرة لتسليط الضوء على التاريخ والثقافة الفلسطينية، والإسهام في فهم تحديات المحتوى الرقمي وطبيعته وسماته.