وقعت مكتبة قطر الوطنية مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية اتفاقًا يمهد الطريق لانضمام المكتبة إلى اتحاد الكتب الـمُيسّرة بصيغ ملائمة لذوي الإعاقة البصرية، ومن ثم تمكين المكتبة من تبادل الكتب المُيّسرة مع بقية الجهات والكيانات الأعضاء في خدمة الكتب العالمية التابعة للاتحاد، وتمكين المستخدمين ممن لديهم إعاقات بصرية من الوصول لأكثر من 540 ألف كتاب بـ 76 لغة مختلفة.
يتيح توقيع الاتفاقية للمكتبة استخدام الفهرس الإلكتروني لخدمة الكتب العالمية التابعة لاتحاد الكتب المُيّسرة، وهذا الفهرس يدعم المكتبات والمؤسسات الأعضاء التي لديها مستفيدين من المكفوفين وضعاف البصر أو لديهم إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات ويمكّنهم من الوصول بسهولة للمحتوى الملائم لاحتياجاتهم.
تستطيع المكتبة في إطار هذا الاتفاق طلب الكتب المُيّسرة من المكتبات والمؤسسات الأخرى المشاركة في الاتحاد بمقتضى معاهدة مراكش، ومن ثم توفير المزيد من الكتب الرقمية الميسرة المتاحة لذوي الإعاقة البصرية. كما سيتمكن رواد المكتبة الذين لديهم صعوبات في قراءة المطبوعات أو من ينوب عنهم من الوصول لمجموعة واسعة من الكتب الرقمية المُيّسرة بلغات مختلفة.
وصرحت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي للمكتبة، قائلة: "يعزز الاتفاق التزامنا بإتاحة المعرفة وتوسيع نطاق الوصول للمعلومات للجميع. ويقع على عاتق المؤسسات الوطنية مثل المكتبة مسؤولية تقديم قدوة يُحتذى بها في احتضان الجميع ودمج ذوي الإعاقة وإتاحة الفرص المتكافئة لهم للوصول إلى المعرفة. وسنستفيد من الفرص التي يتيحها لنا هذا الاتفاق لضمان تزويد جميع رواد المكتبة بموارد التعلم ومصادر المعلومات التي تمكّنهم من ممارسة حقوقهم كأعضاء فاعلين في المجتمع".
تحقق مبادرة خدمة الكتب العالمية التابعة لاتحاد الكتب المُيّسرة أهداف معاهدة مراكش التي تشرف عليها المنظمة العالمية للملكية الفكرية في كونها تتيح للجهات والمؤسسات المفوضة مثل المكتبات الوطنية التبادل الدولي للكتب المُيّسرة من خلال الفهرس الإلكتروني العالمي الذي يضم 540 ألف عنوان من الكتب المُيّسرة المتاحة لذوي الإعاقة البصرية بأكثر من 70 لغة.
وعلقت مونيكا هاليل لفبلاد، رئيس اتحاد الكتب المُيّسرة، بقولها: "إننا سعداء بانضمام مكتبة قطر الوطنية لخدمة الكتب العالمية التابعة للاتحاد، إذ يعني ذلك أن ضعاف البصر والمكفوفين سيتمكنون من الاستفادة من مجموعة الكتب المُيّسرة بأكثر من 76 لغة. ونأمل في استقبال الكتب المُيّسرة باللغة العربية من مكتبة قطر الوطنية، في ضوء الاهتمام المتزايد بالتراث الأدبي العريق للعالم العربي".
تحتوي المجموعة الرئيسية في المكتبة العديد من الكتب المُيّسرة الملائمة لذوي الإعاقة البصرية ما بين كتب بمقاسات وأحجام خطوط كبيرة، وكتب صوتية مسموعة، وكتب بطريقة برايل باللغتين العربية والإنجليزية، كما توفر المكتبة قاعة خاصة مجهزة بأحدث المساعدة وأدوات التكنولوجيا والبرمجيات المتطورة التي تمكن ذوي الإعاقة من الوصول للمعلومات والاطلاع على مواد المكتبة، منها المصدر الإلكتروني "Bookshare" الذي يضم أكثر من 500 ألف كتاب صوتي ومطبوع بطريقة برايل باللغتين العربية والإنجليزية للمكفوفين أو أي شخص آخر لديه إعاقة تحول دون قراءة الكتب المطبوعة.
وقد تعاونت المكتبة عن قرب مع حكومة قطر لدعم انضمام دولة قطر إلى معاهدة مراكش، وقد تحقق ذلك في يناير 2019. وحول ذلك الإنجاز، قالت الدكتورة سهير وسطاوي: "إننا نبذل قصارى جهدنا في إتاحة مصادر المعرفة المطبوعة والرقمية ليستطيع الجميع الوصول إليها بسهولة ويُسر. هذا الالتزام الثابت تترجمه جهودنا ومبادراتنا المختلفة، ومنها دعمنا للانضمام إلى معاهدة مراكش الذي يجعل المكتبة وجهة خاصة للمستخدمين في قطر. ومن خلال بنود هذه الاتفاقية، نحن سعداء بالانضمام إلى جهود المجتمع الدولي لتحقيق أهدافنا المشتركة".
وقد شارك فريق من موظفي المكتبة في اجتماع اللجنة الدائمة لحقوق المؤلف والحقوق المصاحبة، كما عرض إنجازات المكتبة في مؤتمر المنظمة العالمية للملكية الفكرية التي أقيمت في جنيف بسويسرا في 21 أكتوبر.
جدير بالذكر أن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وهي إحدى الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، قد أنشأت اتحاد الكتب المُيّسرة في 2014 لتفعيل بنود معاهدة مراكش لتيسر إتاحة الكتب والمصنفات المنشورة للمكفوفين وذوي الإعاقة البصرية ومن لديهم إعاقة تحول دون قراءة الكتب المطبوعة. وتنص معاهدة مراكش على إنتاج الكتب المُيّسرة لذوي الإعاقة وجعلها عابرة للحدود على أساس غير ربحي من خلال وضع استثناءات للقوانين التقليدية لحقوق النسخ والنشر.