تحتفل مكتبة قطر الوطنية بالأسبوع العالمي للإتاحة الحرة 2020 خلال الفترة بين 19 و 25 أكتوبر الجاري ببرنامج زاخر بالمحاضرات والورش والمناقشات والفعاليات الافتراضية التي تسلط الضوء على جهود المكتبة ومبادراتها في دعم الإتاحة الحرة بالإضافة إلى أهم القضايا والتحديات في هذا المجال.
يُمثّل الأسبوع العالمي للإتاحة الحرة الذي يقام للعام العاشر على التوالي فرصة سانحة للمجتمع الأكاديمي والبحثي لمعرفة مزايا النشر المفتوح للدراسات والأبحاث بالإتاحة الحرة، وتبادل ما تعلموه مع الزملاء، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة على نطاق واسع في ترسيخ الإتاحة الحرة كواقع جديد في مجال النشر البحثي والأكاديمي.
يقام الأسبوع العالمي للإتاحة الحرة هذا العام تحت شعار "إتاحة لأغراضٍ سامية: العمل على بناء منظومة عادلة وشاملة". ويهدف النشر بالإتاحة الحرة إلى تعزيز إمكانية الاطلاع الشامل على الأبحاث الأكاديمية والدراسات العلمية على نطاق شامل بلا قيود وبلا تكلفة، الأمر الذي سيثمر عن الكثير من المنافع والفوائد الإيجابية في كل شيء ابتداءً من التعليم إلى ممارسة الطب إلى النجاح في ريادة الأعمال، فضلاً عن إزالة العوائق القائمة على أسس تاريخية من الظلم وعدم التكافؤ أمام نشر المعرفة حول العالم.
أولى فعاليات مكتبة قطر الوطنية بمناسبة الأسبوع العالمي للإتاحة الحرة هي محاضرة افتراضية تقام في 19 أكتوبر تتناول برنامج المكتبة لدعم الإتاحة الحرة وما يقدمه من تمويل وتسهيلات مالية للباحثين والأكاديميين في قطر لنشر أعمالهم في دوريات الإتاحة الحرة لدى كبار دور النشر، وتتطرق المحاضرة إلى نبذة مختصرة عن مفهوم الإتاحة الحرة ومدى أهميته للبحوث في قطر والعالم.
جدير بالذكر أن المكتبة منذ 2017 قد موّلت نشر أكثر من ألف مقال بحثي في دوريات الإتاحة الحرة، مما جعلها تتبوأ مكانة بارزة كمؤسسة رائدة في دعم الإتاحة الحرة في قطر والعالم العربي. وقد نجح برنامج دعم الإتاحة الحرة في ترسيخ التأثير العالمي للمكتبة عبر توسيع نطاق الوصول للمعلومات والبحوث وإزالة العوائق التي تحول دون ذلك مثل تكاليف النشر.
في 20 أكتوبر تنظم المكتبة للباحثين والمؤلفين في قطر ورشة حول كتابة ونشر الأبحاث الأكاديمية تسلط الضوء على المعلومات والإرشادات حول كيفية إعداد مسودات الأبحاث الأكاديمية وتحسين لغتها لزيادة فرصها في الحصول على الموافقة والنشر.
وفي اليوم التالي أي 21 أكتوبر تعقد المكتبة محاضرة حول جهود المكتبة نحو إنشاء خدمة وطنية لتجميع الإنتاج البحثي في دولة قطر، مع تسليط الضوء على أهم الفرص وأبرز التحديات في هذا الصدد. لقد حققت دولة قطر العديد من الإنجازات البارزة في مجال الأبحاث العلمية في العديد من التخصصات والمجالات خلال السنوات العشر الماضية، غير أن الحالة الحالية لإدارة البيانات البحثية في قطر تتسم بتعدد وتفرق مصادر المعلومات والبيانات البحثية عن الأنشطة البحثية في البلاد، وافتقارها إلى التنسيق المتبادل. وتلتزم المكتبة بالتعامل مع التحديات الجديدة المتزايدة الأهمية التي تتعلق بجمع البيانات البحثية مثل إدارة البيانات البحثية ونشرها باعتبارها مخرجات بالغة الأهمية وحفظها رقميًا على المدى البعيد.
لقد أحدثت جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) هزات عميقة تردد صداها في جميع مناحي الحياة، لا سيما الاقتصاد والتعليم. فقد أغلقت المكتبات أبوابها أمام الجمهور، وزاد الاعتماد على المصادر الإلكترونية الأمر الذي استدعى ضرورة وجود محتوى رقمي عالي الجودة وأهمية توفير الإتاحة الحرة للمعلومات. ولا شك أن تأثير الجائحة قد طال أيضًا قطاع الإتاحة الحرة والعلوم المفتوحة والنشر الأكاديمي. حول هذا الموضوع تنظم المكتبة في 22 أكتوبر محاضرة بعنوان "مشهد الإتاحة الحرة في زمن كورونا"، وتتناول تأثير الجائحة على الجهات المعنية، خاصة المكتبات ودور النشر الأكاديمي والمؤسسات البحثية، وتحاول استكشاف التوقعات والنتائج لعام 2021 وما بعده.
وفي ختام الأسبوع العالمي للإتاحة الحرة تعلن المكتبة في 25 أكتوبر عن الفائز بالنسخة الأولى من جائزة مبادرات الإتاحة الحرة التي أطلقتها المكتبة في الشهر الماضي ضمن التزامها بتوفير الوصول الشامل والحر إلى المعلومات وإيمانها بإزالة أي حواجز أو عقبات تحول دون انتشار المعرفة، وتمنح الجائزة لأفضل المبادرات التي تُسهم في الإتاحة الحرة للبحوث الأكاديمية والدراسات العلمية المفتوحة في قطر. وبجانب تسليم الجائزة، تتضمن الفعالية عرضًا تقديميًا للجهة الفائزة حول جهودها في دعم نشر البحوث العلمية.