تابعت مكتبة قطر الوطنية ببالغ الحزن والأسى وبمشاعر من الصدمة والذهول أخبار الانفجار المدمر الذي حدث في مرفأ بيروت وما ترتب عليه من خسائر بشرية غالية وخسائر مادية ومعنوية هائلة.
تُعبّر المكتبة عن خالص تعازيها للشعب اللبناني الشقيق في الذين قضوا في هذه الفاجعة، وتتوجه بالدعاء إلى الله بالشفاء العاجل للجرحى وعودة المفقودين إلى ذويهم في خير وعافية، كما تُعلن عن دعمها لحملة "لبنان في قلوبنا" التي أطلقتها مؤسسات حكومية وخيرية قطرية.
إن لبيروت مكانة خاصة في قلب كل عربي، وتسجل الذاكرة الثقافية العربية مواقفها ودورها في احتضان أعظم الكتاب والشعراء والفنانين اللبنانيين وإخوتهم من العرب، فما تمتعت به لبنان من حرية فكرية جعل منها ملجأ في أحلك الظروف لكل كاتب أو أديب أو مبدع مضطهد، وملاذًا للشعراء والأدباء والكتاب والفنانين.
ولبيروت أيضًا مكانة خاصة كعاصمة للكتاب العربي، وللثقافة العربية، والدوحة التي رفعت شعار "الثقافة العربية وطنًا والدوحة عاصمة" تشارك بيروت أحزانها، وتؤكد ثقتها في استمرار مكانة بيروت الثقافية يدًا بيد مع شقيقتها الدوحة.
لقد تعرض التراث العربي في عدة حواضر ومدن عربية للتدمير والنهب وهو ما يتطلب منا جميعًا بذل كل ما في وسعنا لصون هذا التراث العظيم والمحافظة عليه.
وإذ تُشاطر مكتبة قطر الوطنية شعب لبنان ومثقفيه وأدبائه معاناتهم وآلامهم لهذه المأساة، فإنها تدق ناقوس الخطر للتنبيه على الأخطار التي تهدد تراث لبنان المعماري والوثائقي، وتعبر عن قلقها على تراث بيروت وتحث على بذل أقصى الجهود اللازمة لصونه والحفاظ عليه.
وتعلن مكتبة قطر الوطنية عن التضامن مع لبنان ومع مكتبة لبنان الوطنية وسائر مؤسساتها الثقافية والتراثية، وتؤكد أن لبنان لا تقف وحدها في هذه المحنة. وقد بدأت المكتبة بالفعل في التواصل مع نظرائها من الجهات المعنية في لبنان لإبداء استعدادها لتقديم كل دعم ممكن للمكتبة الوطنية وغيرها من المؤسسات التراثية والثقافية اللبنانية.
وتُعلن المكتبة أنها تضع كل ما لديها من خبرات وكفاءات بشرية متميزة في الحفاظ على التراث، بعضها لبناني الجنسية، لخدمة جهود الحفاظ على التراث العريق في لبنان وصون كنوزها الثقافية والمعرفية من الأخطار التي تهدده.
كلنا ثقة في لبنان وتخطيه للكارثة وعودته للقيام بدوره التاريخي المنوط به لخدمة الثقافة العربية.
حفظ الله لبنان وكل البلدان من كل مكروه.