حققت السيدة جوزه راشد المري، مدير إدارة تنمية المجموعات في مكتبة قطر الوطنية، الكثير من الإنجازات التي يحق لها أن تفخر بها، فهي أخصائية مكتبات قطرية حاصلة على شهادة الماجستير في علوم المكتبات، وتعمل في مكتبة قطر الوطنية مديرًا لإدارة تنمية المجموعات.
تؤمن جوزه المري بأن المكتبات ينبغي أن تكون ساحة اجتماعية تفاعلية وجذابة، وقد وجدت في مكتبة قطر الوطنية البيئة الخصبة التي تتجسد فيها كل أفكارها وقناعاتها حول الدور الذي ينبغي أن تؤديه المكتبة. تقول عن عملها في المكتبة: "أفخر بانتمائي لفريق من أخصائيي المكتبات والمعلومات يعمل على تغيير ثقافة المكتبات في قطر ويُقدم مفهومًا جديدًا لما ينبغي أن تكون عليه المكتبات ودورها في المجتمع".
حول بدايات عملها في المكتبة تقول السيدة جوزه: "بدأت العمل في المكتبة المركزية للمدينة التعليمية (كما كانت تدعى في ذلك الوقت) في عام 2011 بعد عودتي من المملكة المتحدة وحصولي على شهادة الماجستير في علوم المكتبات من جامعة شيفيلد. في ذلك الوقت، كانت النظرة التقليدية للمكتبة ترى أنها مكان يحتوي على الكتب وأن دور العاملين فيها يقتصر على مساعدة رواد المكتبة في استعارة هذه الكتب وتقديم الردود الأساسية للاستعلامات والاستفسارات التي لديهم، مع تقديم القليل من الدعم والتشجيع لهم".
لم تكن جوزه، أثناء دراستها الجامعية، سعيدة بالأنماط التقليدية لخدمات المكتبات في ذلك الوقت. تقول عن ذلك: "كنا كثيرًا ما نسمع أخصائيي المكتبات يقولون إنهم لم يختاروا مهنتهم. وبالنسبة لي فقد اخترت العمل كأخصائية للمكتبات من منطلق إرادة واعية يدفعها الشغف والحماس. لقد أردت دومًا مكتبة توفر لروادها وزائريها أجواءً مليئة بالزخم والتفاعل، وخطر على بالي أن أكون أخصائية مكتبات لإحداث هذا التغيير في بلدي الحبيب قطر".
بعد أن حصلت جوزه المري على درجة الماجستير في علوم المكتبات، التحقت بمكتبة قطر الوطنية التي كانت في المراحل الأولى لإنشائها. تسترجع جوزه المري ذكرياتها مع المكتبة بقولها: "لقد مضى على عملي في المكتبة ثمانية أعوام حتى الآن. وكان التركيز على التواصل مع المجتمع من الإنجازات الأولى التي حققتها في بداية عملي حتى قبل أن يكون لدينا هذا الصرح الرائع الذي نحن فيه الآن. فقد شرعنا في زيارة المؤسسات والجامعات المختلفة في دولة قطر من أجل الترويج لرؤية المكتبة، ومجموعاتها، وخدماتها، والمكتبة الرقمية التي بدأنا في إنشائها وتوفيرها للمستخدمين في ذلك الوقت. وسرعان ما نجحنا في جذب اهتمام الجميع بعملنا، وطلبوا من فريقنا زيارتهم حتى يتعرفوا على خططنا وكيفية التسجيل لاستخدام مصادرنا الرقمية".
تقول جوزه عن دورها كأخصائية مكتبات قطرية: "الجوانب الثلاثة التي أحبها في عملي كأخصائية مكتبات هي الأسلوب الذي نخدم به أفراد المجتمع وندعمهم ونساعدهم، فنحن نساعد في تمكينهم عندما نقدم لهم المعلومات والمراجع الدقيقة. ولا نفعل ذلك بغرض الرِبح، بل هدفنا هو تلبية الاحتياجات المعرفية لكل من يعيش على أرض دولة قطر وإثراء حياتهم وتمكينهم من تطوير قدراتهم وتحقيق أهدافهم الشخصية والدراسية والمهنية".
تضيف جوزه: "قبل أن تفتح المكتبة أبوابها للجمهور، لطالما كنت أتساءل هل هذه الكتب الرائعة التي نشتريها ستلبي توقعات واحتياجات الرواد وزوار المكتبة. أفخر الآن بالإعلان أن المكتبة خلال فترة وجيزة قد أعارت أكثر من مليون كتاب للجمهور! والوصول لهذا العدد الكبير خلال عام واحد فقط إنجاز كبير، ومؤشر على قوة تأثيرنا في المجتمع. وقد أكد ذلك التعليقات ورسائل البريد الإلكتروني الإيجابية التي تصلنا".
وتتابع حديثها قائلة: "المكتبات هي بيئة للتعلم، وهي كذلك وجهة للتواصل الاجتماعي، حيث يستطيع المرء تعزيز مهاراته من خلال الفعاليات والمبادرات المختلفة. وفي هذا المضمار تتبوأ مكتبة قطر الوطنية دورًا رياديًا في تقديم نموذج لمكتبة تطبق أرقى المعايير المهنية في مجال المكتبات".
وتختم جوزه قائلة: "أود من كل شخص يعيش في دولة قطر ويريد تطوير أو اختيار مساره المهني أن يتوجه لمكتبة قطر الوطنية. وأفخر بأني عضو في فريق رائع يحمل على كتفيه مهمة تغيير المفهوم التقليدي عن المكتبات في قطر، وتشجيع المجتمع بأكمله، خاصة الشباب، على أن يكونوا جزءًا من هذا التغيير".