– احتفلت مكتبة قطر الوطنية بمرور أكثر من نصف قرن على نشر أول ديوان شعري للشاعر اليمني الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، الحائز على العديد من الأوسمة والجوائز وأحد أبرز الشعراء والأدباء والنقاد في العالم العربي في العقود الخمسة الأخيرة، وذلك على هامش احتفائها بالتراث الثقافي والأدبي اليمني.
شهدت الفعالية التي أقيمت في 6 نوفمبر مشاركة كل من سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وسعادة السيد راجح حسين بادي، سفير جمهورية اليمن لدى دولة قطر. وتضمنت الفعالية عرض فيلم قصير عن الدكتور المقالح، وكلمة للروائي التونسي نزار شقرون، فضلاً عن أنشطة ثقافية وفنية أخرى منها قراءات في شعر المقالح يلقيها الإعلامي اليمني أحمد الشلفي، وعزف موسيقي على العود للملحن اليمني فيصل شرف الدين.
وفي كلمته خلال الفعالية، قال سعادة الدكتور الكواري: "إن احتفاءنا اليوم بمثقف عربي في قامة الدكتور المقالح إنما هو احتفاء من المكتبة بهويتها وأدبها العربي، فشعراء الأمة ومفكروها ومثقفوها هم رموزها وصانعو مجدها الأدبي".
وأضاف قائلاً: "الاحتفاء بالأدباء والشعراء العرب إنما هو جزءٌ أصيل من رسالة المكتبة ورؤيتها، ويتفق تمامًا مع قناعاتي التي كونتها على مدى عقود من ممارسة العمل الدبلوماسي في مراكز عربية وغربية والإشراف على الشأن الثقافي في دولة قطر. وخلاصة هذه القناعات أن الثقافة هي العروة الوثقى بين الشعوب، خاصة بين بلدينا قطر واليمن، اللتين تشتركان في اللغة والدين والقيم والتاريخ وحتى أواصر الدم والقربى".
ومن جانبه قال سعادة السفير اليمني السيد راجح حسين بادي: "لقد كبرنا بجوار اسم الدكتور عبد العزيز المقالح وشعره، وما زال من آبائنا الكبار الذين أغنوا أرواحنا وعقولنا ووجداننا بفكرهم وإبداعاتهم وإسهاماتهم وحضورهم الكبير. لقد حفظنا منذ البواكير اسمًا عزيزًا ارتبط بالشعر والإبداع وبالفن والثقافة وبالفكر والعلم وحركة التحديث والتغيير وكل ما هو سامٍ وجميل ونبيل".
وأضاف قائلاً: "لقد رددنا قصائد الدكتور المقالح منذ تفتح وعينا على الحياة، وما زال شعره صوت أرواحنا وأشجاننا وحادي أحلامنا وآمالنا منذ ديوانه الأول "لا بدّ من صنعاء" الصادر عام 1971. في مسيرته الحافلة تعانقت روح الشاعر والأديب المبدع وعقلية الأكاديمي والباحث والمفكر، ولطالما أسهمت قصائده وكتبه المتفردة والملهمة في إثراء المكتبة اليمنية والعربية والتي نقرأ فيها روحه وفكره وأصالته وحساسيته ومنظوراته العميقة وعوالمه الواسعة الرحبة".
ويأتي الاحتفاء بالشاعر اليمني الكبير الدكتور المقالح على هامش احتفال المكتبة بالمعرض الثقافي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا الذي يسلّط الضوء على تقاليد هذه الدول عبر برنامج حافل بالفقرات والفعاليات الجذابة واللقاءات الحوارية والأنشطة اليدوية للزائرين.
وقد أقيم المعرض ضمن مشاركة المكتبة في فعاليات مبادرة "الأعوام الثقافية" التي تهدف إلى تعزيز وإثراء التبادل الثقافي مع دول العالم وتعميق التفاهم بين الأمم والشعوب. وتعتزم المكتبة بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن إقامة معرض في العام المقبل يسلّط الضوء على التراث الوثائقي اليمني من واقع مقتنيات أرشيف المكتبة الحافل بالصور الفوتوغرافية والمخطوطات عن اليمن، ويهدف المعرض إلى تعزيز الوعي بأهمية هذا التراث وضرورة حمايته والحفاظ عليه.