تؤمن مكتبة قطر الوطنية بأن المعرفة يجب أن تكون متاحة للجميع مجانًا بلا قيود وبلا تمييز، وانطلاقًا من ذلك لا تدخر المكتبة جهدًا لإتاحة الوصول غير المقيد إلى الأبحاث عبر الإنترنت لجميع المستفيدين والباحثين والدارسين في أرجاء العالم العربي والشرق الأوسط، وقد تجلى ذلك في مجموعة واسعة من الخدمات لدعم نشر الأبحاث التي تنتجها دولة قطر على مستوى العالم.
تتبوأ المكتبة مكانة رائدة في نشر الأبحاث بالإتاحة الحرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل العديد من المبادرات والخدمات التي تقدمها لضمان نشر المعرفة على أوسع نطاق وبلا أي قيود. من هذه الخدمات برنامجها لتغطية رسوم نشر الأوراق البحثية في دوريات الإتاحة الحرة، إذ موّلت المكتبة منذ عام 2018 ما يزيد عن 5,000 ورقة بحثية و2,019 باحثًا من 45 مؤسسة مختلفة في قطر.
وقد واصلت المكتبة جهودها الريادية في دعم الإتاحة الحرة بإطلاق منصة "منارة" في العام الماضي لتكون مستودعًا للبحوث القطرية ولضمان الإتاحة الحرة الدائمة للبحوث التي تنتجها دولة قطر. تنشر المنصة "مخرجات البحوث التقليدية" - مثل الأوراق البحثية ووقائع المؤتمرات والدراسات - بالإضافة إلى المخرجات "غير التقليدية" مثل مجموعات البيانات والبرمجيات والمواد المتعددة الوسائط والملصقات والعروض التقديمية باللغتين العربية والإنجليزية. وتحتوي منصة "منارة" حاليًا على ما يقرب من 5,000 مادة بحثية تم تصفحها أو تنزيلها ما يزيد عن 300 ألف مرة.
واستمرارًا لهذه الجهود، أبرمت مكتبة قطر الوطنية شراكة مع مؤسسة "نوليدج إي" وهي منظمة ملتزمة بتعزيز إتاحة المعرفة في جميع أنحاء العالم لتنظيم النسخة الثالثة من المنتدى السنوي للبحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الدوحة. يشارك في المنتدى الذي يقام في مكتبة قطر الوطنية ويستمر ثلاثة أيام ابتداءً من 21 أكتوبر نخبة من صانعي السياسات والباحثين وأخصائيي المعلومات لتعزيز انتشار العلوم المفتوحة في جميع أنحاء العالم العربي.
يقام المنتدى هذا العام تحت شعار "تحويل المعرفة إلى نتائج عملية". وقد وجه المنتدى الدعوة لأخصائيي المعلومات والباحثين وصانعي السياسات العاملين في مجال العلوم المفتوحة للمشاركة في المنتدى بإرسال عروض تقديمية باللغة العربية أو الإنجليزية قبل 1 يونيو 2024.
أطلقت مؤسسة «نولِدج إي الإنسانية» منتدى البحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (FORM) في عام 2022 ليكون مبادرة مستقلة غير ربحية هدفها دعم المجتمعات البحثية في المنطقة والجهات المعنية في رحلتهم نحو عالم من المعرفة أكثر "انفتاحًا". ويهدف المنتدى إلى تسهيل تبادل الأفكار وصياغة سياسات عملية لتبسيط التحول العالمي نحو نماذج بحثية وتعليمية مستدامة وشاملة وفي متناول الجميع.
وبهذا الصدد، صرح الدكتور الوليد الخاجة، رئيس قسم الإتاحة الحرة وحقوق النشر في مكتبة قطر الوطنية، قائلًا: "تمثل الجهود المستمرة للمكتبة لدعم مبادرات الإتاحة الحرة الركيزة الأساسية لتحقيق رسالتها. وكان لهذه الجهود دور كبير في تقوية أواصر الشراكة بين المكتبة ومؤسسة "نوليدج إي" بما يعكس التزامها بدعم النشر بنظام الإتاحة الحرة، وضمان توفير الفرص التي تمكن جميع الباحثين في أنحاء قطر من النشر في دوريات ومجلات الإتاحة الحرة. ونحن نتطلع إلى استكشاف فرص التعاون مع الجهات الإقليمية لتوفير فرص عادلة لنشر البحوث بالإتاحة الحرة ودعم منظومات العلوم المفتوحة في المنطقة، ومن سُبُل ذلك تشجيع الإقبال على المستودعات الرقمية المفتوحة".
من جهتها قالت الدكتورة إميلي تشوينوفسكي، المؤسس المشارك ومدير العمليات في المنتدى السنوي للبحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "نسعد بالشراكة مع مكتبة قطر الوطنية في المنتدى السنوي للبحوث المفتوحة هذا العام. لقد غدت المكتبة منارة رائدة في مجال الإتاحة الحرة في المنطقة، وكذلك لأفضل الممارسات التعاونية والشريك المثالي لدعمنا في رسالتنا الساعية لضمان العدالة والشمول في توفير التعليم للجميع في العالم العربي، بالإضافة إلى دعم إنشاء مجتمع تعاوني إقليمي حقيقي من أنصار العلوم المفتوحة".