نظمت مكتبة قطر الوطنية يومي 1 و2 نوفمبر النسخة التاسعة والعشرين من مؤتمر مديري المكتبات الوطنية في آسيا وأوقيانوسيا بمشاركة 26 دولة بالإضافة إلى مشاركة المكتبات الوطنية من دولتي فلسطين وأستراليا عبر الإنترنت.
تحت شعار "جمع الإنتاج المعرفي وإشراك المجتمع: المكتبات الوطنية ومجموعاتها"، زخر المؤتمر الذي يقام لأول مرة في المنطقة باللقاءات المثمرة والنقاشات رفيعة المستوى، وشهد مشاركة واسعة من الدول العربية.
وحول إقامة هذا المؤتمر، صرَّحت السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، في كلمتها الافتتاحية قائلة: "استضافة هذا التجمع السنوي لأول مرة في دولة قطر إنجاز مهم لنا جميعًا، فهو يؤكد التزام مكتبة قطر الوطنية بتضافر الجهود الجماعية للمكتبات، وتعزيز تبادل المعلومات، وتوسيع نطاق التعاون لتطوير المكتبات في جميع أنحاء آسيا وأوقيانوسيا. فالمكتبات تقوم بدور بارز في صون الثقافة والمعرفة، ويتسع نطاق هذا الدور في هذا العصر الرقمي ليشمل توسيع نطاق الوصول إلى التراث الوثائقي للأمة عبر مختلف المنصات والتقنيات".
من جانبها قالت هند الخليفي، مدير شؤون التخطيط الإستراتيجي والمشاريع في مكتبة قطر الوطنية: "إننا في المكتبة نحمل على عاتقنا رسالة تهدف إلى تيسير إتاحة مجموعاتنا التراثية للجمهور بوسائل جذابة وتفاعلية وسهلة الاستخدام، وصارت هذه الرسالة مسؤولية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. ولا تقتصر مبادراتنا على المحافظة على هذا التراث، بل تمتد إلى نشره وإبراز صلته بواقعنا وأهميته لدولة قطر. وبالتوازي مع جهودنا لجعل تراث الماضي في متناول الجميع، نستثمر كثيرًا في توثيق الذاكرة المعاصرة. فرصد الأحداث الراهنة أمر بالغ الأهمية للأجيال القادمة، سواءً كان ذلك عبر المواد المطبوعة أو الوسائط الرقمية أو الأشكال المختلفة للتعبير الفني".
وفي كلمتها في المؤتمر عبر تقنية الفيديو، سلطت السيدة فيكي ماكدونالد، رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا)، الضوء على أهمية المكاتب الإقليمية للاتحاد في دعم جمعيات المكتبات داخل مناطق اختصاصها، سواء بنشر المعلومات أو تسهيل تبادل المعرفة والخبرات. وتقوم المكاتب الإقليمية لاتحاد الإفلا بدور محوري في التواصل والتنسيق مع المقر الرئيسي للإفلا، وتنسيق الأنشطة الإستراتيجية والمهنية والحشد والدعم والتوعية. وجدير بالذكر أن مكتبة قطر الوطنية قد اختيرت مكتبًا إقليميًا لاتحاد الإفلا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أغسطس 2023.
وقد عرضت مكتبة قطر الوطنية خلال المؤتمر دورها بصفتها مركز الإفلا الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها في المنطقة العربية والشرق الأوسط. ويتضمن هذا الدور إنتاج ونشر المواد المتعلقة بصون المواد التراثية والمحافظة عليها، ومساعدة المكتبات العربية في مسائل حفظ التراث وصونه، ودعمها في صياغة خطط مواجهة الكوارث، وتنظيم الندوات والدورات والورش التدريبية والاجتماعات مع المؤسسات الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، سلطت المكتبة الضوء على بعض مشاريعها ومبادراتها الجديدة، لا سيما المشروع البحثي الذي تنفذه بالتعاون مع معهد قطر للبيئة والطاقة لدراسة تدهور الأحبار والورق في المخطوطات بسبب عامل الزمن.
طوال يومي المؤتمر، شارك مديرو المكتبات الوطنية في العديد من الجلسات التي تناولت العديد من القضايا والموضوعات الإستراتيجية المختلفة، منها جمع الإنتاج المعرفي والفكري للدول بما يضمن أفضل تمثيل لمختلف الفئات في المجتمع، وتيسير الوصول إلى المقتنيات التراثية، ووسائل إشراك مختلف فئات المجتمع في بناء المجموعات الوطنية. كما وفر المؤتمر منبرًا للمكتبات المشاركة لعرض إنجازاتها وبرامجها وخدماتها، و أتاح المجال لمناقشة التحديات التي تواجهها المكتبات في العديد من دول المنطقة.