مخطوطات ابن الهيثم العلمية تنبض بالحياة في مكتبة قطر الوطنية

6 سبتمبر 2016
كرس العالم العربي المسلم أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم، الذي ولد في القرن الحادي عشر الميلادي في أوج العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، حياته لدراسة البصريات والضوء، ويعد من أكثر مؤلفي عصره إنتاجاً، وساهمت اكتشافاته الجوهرية بدور كبير فيما يعرف الآن باسم المنهج العلمي الحديث.

وتضم مكتبة قطر الرقمية التابعة لمكتبة قطر الوطنية آلاف المخطوطات من كتابات ومؤلفات العديد من العلماء المسلمين، ومن أبرزهم ابن الهيثم الذي اختارته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) ليكون أيقونة احتفالاتها بالسنة الدولية للضوء والتقنيات المعتمدة على الضوء، بمناسبة مرور ألف عام على كتابة مؤلفه الأعظم، "كتاب المناظر"، الذي كان له دور جوهري في فهم الضوء ورؤية الأشياء ووضع أسس البصريات الفيزيائية الحديثة.

وفي إطار هذه الاحتفالية أقامت المنظمة مؤتمراً دولياً في 14 و15 سبتمبر2015 بعنوان "العصر الذهبي الإسلامي للعلوم في مجتمع المعرفة: ابن الهيثم نموذجاً" للإشادة بإنجازات العلماء المسلمين خلال العصر الإسلامي الذهبي.

وعلى هامش المؤتمر تم تنظيم معرض العصر الإسلامي الذهبي وإسهاماته في عالم المعرفة اليوم، بالتعاون بين اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ومكتبة قطر الوطنية مع مكتب اليونسكو بالدوحة. وتقوم المكتبة الوطنية من خلال هذه المشاركة بتسليط الضوء على بعض أعمال العالم المشهور ابن الهيثم المتوفرة في مجموعتها التراثية، ومكتبة قطر الرقمية التابعة لها.


 
 

واحتفالية السنة الدولية للضوء 2015 مبادرة عالمية مستمرة على مدار العام تهدف إلى تعزيز الوعي العالمي بأهمية البصريات والضوء وتأثيره العميق على الحضارة الإنسانية. وتسلط الضوء على دور العالم الإسلامي وعلماء المسلمين ومساهماتهم في اقتصاد اليوم القائم على المعرفة. كما تلقي الضوء على العديد من الاختراعات العلمية والاستثنائية في مجالات الرؤية والبصريات والضوء التي قدمها ابن الهيثم.

وتحتفي مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بقيمة التراث والعلوم التي أنتجتها الحضارة العربية والإسلامية، وقد تجلى هذا الاحتفاء في تعاونها مع المكتبة البريطانية لإنشاء مكتبة قطر الرقمية التي تضم أكثر من نصف مليون وثيقة تاريخية مرتبطة بدولة قطر والخليج العربي وتاريخ العلوم العربية والإسلامية. ومن أبرز مخطوطات ابن الهيثم التي تنبض بالحياة في مكتبة قطر الوطنية قول في الضوء، ومقالة في ضوء القمر، ومقالة في صورة الكسوف، وقول في أضواء الكواكب، وقول في هيئة العالم، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

وبإتاحة النسخ الرقمية من المخطوطات الأصلية لمؤلفات ابن الهيثم وغيرها من العلماء العرب، تؤكد مكتبة قطر الوطنية للشباب في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي أنهم أحفاد جيل عظيم من العلماء والمخترعين، وأنهم أبناء حضارة قدمت الكثير من المعرفة والإنجازات والاختراعات للبشرية والعالم، وهي بذلك تغرس في نفوسهم حب المعرفة، وتعطيهم دفعة للمستقبل، وتجعلهم يثقون في قدرتهم على الابتكار والإبداع في مختلف المجالات وتلهمهم لدراسة العلوم والمعرفة والانخراط في مهن البحث العلمي.

تسلط مكتبة قطر الوطنية الضوء على العصر الذهبي للحضارة الإسلامية بصفة عامة من خلال إتاحة الفرصة للعالم أجمع للاطلاع على العديد من مؤلفات وأبحاث ابن الهيثم المتوفرة في مجموعتها التراثية ومكتبة قطر الرقمية التابعة لها، وهي بذلك تقدم الإلهام لأجيال المستقبل وتؤكد على دورها ورؤيتها الريادية في مد جسور المعرفة بين تراث قطر والعالم العربي والإسلامي والمستقبل.

تقوم مكتبة قطر الوطنية بثلاث وظائف هي المكتبة الوطنية، والمكتبة الجامعية والبحثية، والمكتبة العامة. وتضم المكتبة الوطنية مجموعة تراثية تسهم بطريقة فريدة في إثراء المشهد الثقافي لدولة قطر. وكان الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني قد وضع النواة الأولى لهذه المجموعة في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وتمثّل هدفه الأساسي من إنشائها في توفير مصادر تاريخية قيِّمة وثرية عن دولة قطر، من أبرزها القسم الخاص بالمطبوعات العربية القديمة الذي يوفر مواد نادرة من الكتب القديمة باللغة العربية والتي تمت طباعتها بشكل أساسي في أوروبا أو في العالم العربي مع بدايات ظهور الطباعة، مثل الكتب التي تمت طباعتها في مطبعة الشوير في لبنان، وحلب والموصل وبولاق والحجاز.