قدّم خبراء مكتبة قطر الوطنية هذا الأسبوع للباحثين جلسة حول برنامج تمويل النشر بنظام الإتاحة الحرة، وهو جزء من التزام المكتبة بنشر المعرفة والمعلومات حول العالم، وتناولت الجلسة التي قُدمت عن بعد عبر الإنترنت بعض النصائح العملية للباحثين الراغبين بنشر مقالات وكتب بنظام الإتاحة الحرة، مع إرشادات موسعة للحصول على تمويل للنشر في المجلات التي تعمل بهذا النظام.
يرمي تمويل النشر بنظام الإتاحة الحرة إلى دعم الأبحاث التي تجري في قطر ويُغطي نفقات متعلقة بالنشر عبر هذا النظام، وهذا التمويل متاح للطلبة، وللباحثين، وللهيئات التدريسية في مؤسسات التعليم العالي، أو في المؤسسات البحثية غير الربحية في قطر.
وتعتبر مكتبة قطر الوطنية رائدة حاليًا في مجال الإتاحة الحرة في الخليج والعالم العربي، وتسعى نحو إيجاد تأثير عالمي لها خاصة فيما يتعلق بالمجالات التي تتأثر فيها سبل الحصول على المعلومات بعوامل مثل غياب التمويل.
وموّلت المكتبة نشر 782 بحثًا منذ عام 2017. وكشف ائتلاف مكتبة قطر الوطنية للمصادر الإلكترونية النقاب مؤخرًا عن شراكة مع دار نشر إلزيفير (Elsevier) في العلوم والصحة لتنفيذ مشروع تجريبي للنشر بنظام الإتاحة الحرة بالكامل في قطر، وتُمثل هذه الشراكة أول اتفاقية قراءة ونشر مشتركة للدار في منطقة الخليج العربي.
لدى المكتبة أيضًا اتفاقيات إتاحة حرة مع ناشرين آخرين يعتمدون على الاشتراك التقليدي، بما في ذلك
Springer Nature و Taylorو Francisو Emeraldو Sageو Ovidو Wolters Kluwerو IEEEو KargerوDe Gruyter.
وعلّق الدكتور الوليد الخاجه، أخصائي ملكية فكرية أول في مكتبة قطر الوطنية ومدير صندوق تمويل الإتاحة الحرة، حول هذا الموضوع قائلًا: «نحن ملتزمون بدعم الباحثين في قطر لنشر نتائجهم على أوسع نطاق ممكن، وسندعم العلماء المبتكرين، والمفكرين، والمبدعين، والرواد العلميين، متى لاحت الفرصة لذلك لإيصال صدى جهودهم إلى جميع أنحاء المعمورة. وسُعدنا بالتواصل مع الباحثين في قطر هذا الأسبوع لتوضيح كيفية تمويل نشر أبحاثهم. إن الإتاحة الحرة هي أحد قيمنا الأساسية، والتي تتجلى أيضًا في التزامنا بتقديم إتاحة مجانية وغير مقيدة لمجموعاتنا وخدماتنا مثل مكتبة قطر الرقمية ومستودعنا الرقمي.»
وأردفَ قائلًا: «أوجدنا فضاءً للباحثين في جميع أنحاء دولة قطر للنشر في مجلات الإتاحة الحرة من خلال تغطية رسوم نشر المقالات للمجلات المحلية والدولية، فضلاً عن التفاوض على اتفاقيات مع الناشرين الرئيسيين لضمان حصول الأبحاث القطرية على التأثير المستحق في مجتمع البحث وسواه.»
ولفت د. الخاجه الانتباه إلى نقطة أخرى بقوله: «قد لا يجد العديد من الباحثين في قطر سبيلًا لدعم كافٍ متاحٍ من المنح أو الصناديق التمويلية المؤسسية، لذا من الضروري أن نساعد في سد هذه الفجوة لجعل الإتاحة الحرة خيارًا أسهل.»
وتشارك مكتبة قطر الوطنية أيضًا في العديد من مبادرات الإتاحة الحرة الدولية، مثل مشروع INTACT Open APC، وOA2020 والمساهمة كذلك في تطوير مبادئ الإتاحة الحرة الدولية من خلال الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA).