استضافت مكتبة قطر الوطنية ندوة نقاشية رفيعة المستوى لفريق دولي من الخبراء ضمن مبادرة محليّة ذات نطاق عالمي لحماية الذاكرة والتاريخ والتراث الفلسطيني واللبناني ضد المحو والإبادة الجماعية.
تهدف هذه المبادرة التي تحمل عنوان "محاربة المحو: الأرشفة ضد الإبادة في غزة والحرب على لبنان" إلى المساهمة في حماية التراث الثقافي الفلسطيني واللبناني عبر تعزيز الوعي، وحشد التأييد، والتدريب، وأرشفة وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة المصادر، وتطوير البنية التحتية الرقمية.
تشارك في المشروع عدة مؤسسات مثل الجامعات والجمعيات المهنية والأرشيفات ومؤسسات التراث وشبكة واسعة من الخبراء من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق ومصر إلى اليابان وباكستان وأستراليا وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا وأيرلندا.
وتعليقًا على هذه المبادرة، صرحت عبير الكواري، مدير شؤون المجموعات الوطنية والمبادرات الخاصة في مكتبة قطر الوطنية، قائلةً: "تستكمل نقاشات اليوم جهود المكتبة المستمرة للمساهمة في حماية التراث العربي المشترك منذ بدء الحرب على غزة. فقد أدى التصعيد وتكثيف القصف إلى تعريض عدد متزايد من المواقع الأثرية في غزة ولبنان للخطر، وهو ما يهدد بطمس معالم تحمل آلاف السنين من التاريخ."
وأضافت: "دمرت حتى الآن 104 مواقع أثرية في غزة، وهناك مخاوف من توسع هذا التدمير ليشمل المزيد من التراث الثقافي في المنطقة، خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان. ونأمل عبر حشد الدعم، وأرشفة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، وتبادل المصادر والخبرات، وتطوير البنية التحتية الرقمية أن نحد من هذا الضرر ونحمي هوية المنطقة الثقافية."
شارك في الندوة كلٌ من الدكتورة/ جميلة غدار، المديرة المؤسسة لمختبر الأرشيف والوسائط الرقمية والأستاذة الجامعية المساعدة بجامعة دالهوزي في كندا، والدكتورة/ حنين شحادة، الأستاذة المساعدة الزائرة في قسم العلوم الإنسانية بجامعة نيويورك في أبو ظبي والباحثة المشاركة في مركز دراسات أرض فلسطين في الجامعة الأمريكية في بيروت.
وبهذه المناسبة، أكدت الدكتورة/ جميلة غدار أن المبادرة تعتمد على شبكات العلاقات العالمية ووسائل الإعلام لمواجهة التأثيرات الثقافية السلبية للحرب، وقالت: "من خلال التعاون العالمي واستغلال وسائل الإعلام الرقمي الحديثة، نسعى لحماية أرشيف التراث الفلسطيني واللبناني ضمن جهودنا للدفاع عن الحياة والأرض والحرية العربية."
من جهتها، وصفت الدكتورة/ حنين شحادة جهود حماية التراث بأنها "مقاومة سلمية"، وأضافت: "صون الذاكرة هو فعل مقاومة؛ ربما يحترق الفلسطينيون بنيران قصف الاحتلال، لكنها لا تكسر إرادتهم ولا تحرق إصرارهم على المقاومة والنضال والاستمرار، إذ ينهضون مرارًا لنشر الصور من بين رماد القصف، متحدين محاولات الطمس والإبادة لإبقاء الحقيقة نابضة بالحياة."
شارك في هذه الندوة النقاشية أيضَا رولا شهوان، مديرة قسم المكتبة والأرشيف البصري في الجامعة العربية الأمريكية، وغادة دمشق، الزميلة حاليًا في مجال الأرشفة والمكتبات في جامعة دالهوزي في كندا، ورامي زريق، الأستاذ الدكتور في قسم إدارة النظم البيئية في الجامعة الأميركية في بيروت، وتمارا ريان، طالبة الدكتوراه في كلية المعلومات بجامعة ميشيغان.
أدار الندوة رواد بو ملهب، رئيس قسم المخطوطات والأرشيف بمكتبة قطر الوطنية. وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من الجهود التي نظمتها مكتبة قطر الوطنية منذ بدء الحرب على غزة، لتأكيد الهوية العربية الأصيلة لفلسطين والمساهمة في حماية تراثها الثقافي.