بعد مرور خمس سنوات على تدشينها، تعلن مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن فتح أبوابها لاستقبال الجمهور، ابتداءً من الثلاثاء 7 نوفمبر المقبل، وسيصبح بإمكان كل أفراد المجتمع في قطر زيارة المبنى الجديد للمكتبة الذي يحتوي على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في عالم المعلومات والمكتبات، والاطلاع على ما يحويه من ذخائر الآداب والعلوم والمعرفة الإنسانية في ما يقرب من مليون كتاب ودورية ومجلة، بالإضافة إلى المكتبة التراثية، والمجموعات الخاصة للأطفال واليافعين.
وفيما تتيح خدماتها ومرافقها الحديثة لاستخدام المجتمع من مختلف الفئات، تتطلع مكتبة قطر الوطنية للانضمام إلى مصاف أرقى المؤسسات العالمية في مجالات التعلُم والبحوث والثقافة، وأداء دور ريادي في الحفاظ على تراث قطر والمنطقة، والمساهمة في دعم التنمية البشرية من خلال التشجيع على الاستكشاف والابتكار، بما يتفق مع رؤية قطر الوطنية 2030 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
جدير بالذكر أن المبنى المتطور، الذي صممه المعماري الهولندي رم كولهاس في قلب المدينة التعليمية، تبلغ مساحته 45 ألف متر مربع واستغرق تشييده خمس سنوات من التخطيط والتنفيذ، وهو أول مبنى جديد يتم افتتاحه لمكتبة وطنية في أي مكان بالعالم خلال الألفية الجديدة. وكانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، قد أعلنت عن تدشين مشروع المبنى في أكتوبر 2012.
وبهذه المناسبة، صرّحت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، قائلة: "إننا سعداء للغاية بفتح أبواب المكتبة لاستقبال مختلف شرائح المجتمع في قطر. لقد صُمّم مبنى المكتبة ليكون ملتقى يجتمع فيه الناس من مختلف الأعمار للتعلم والتأمل والمشاركة والتفاعل والتعاون في أجواء ملهمة مشجعة، ونحن حريصون أشد الحرص على تقديم باقة متنوعة من الخدمات ترضي مختلف الأعضاء والزائرين، ونتطلع بكل لهفة وترقب ليوم الثلاثاء 7 نوفمبر لفتح أبوابنا واستقبال فئات المجتمع بأكمله في رحاب هذا الصرح الجديد والرائع لمكتبة قطر الوطنية".
وأضافت قائلة: "ومن أسباب سعادتنا الجمة أيضًا استقرار المكتبة التراثية في مقر دائم يحفظ كنوزها التاريخية والتراثية الثمينة التي لا تتعلق بدولة قطر فحسب بل بمنطقة الخليج والحضارة العربية والإسلامية بأسرها".
تضم المكتبة التراثية، التي تقع في قلب المبنى الجديد لمكتبة قطر الوطنية، نصوصًا ومخطوطات نادرة ترجع للعصور الذهبية من الحضارة الإسلامية في العلوم والفلك والرياضيات والطب، بالإضافة إلى الوثائق التاريخية والخرائط القديمة، ومجسمات كوكب الأرض، والأدوات العلمية، والصور القديمة، وكتابات للرحالة الذين زاروا الخليج العربي أو عاشوا بها عبر العصور.
ومن أهم أقسام المبنى التي يتوقع أن تحظى بإقبال هائل من فئات المجتمع، مكتبة الأطفال، التي وضعت في قسم منفصل في المكتبة يضم أكثر من 150 ألف كتاب باللغة العربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية ولغات أخرى عديدة. ولا تقتصر خدمات مكتبة الأطفال على الكتب فحسب، بل تنظم أيضًا برامج وورشًا لمهارات التعليم المبكر لمساعدة أولياء الأمور على صقل مهارات القراءة لدى صغارهم منذ نعومة أظفارهم، كما يوجد بالمكتبة العديد من الدمى التعليمية ومواد الفنون والأعمال اليدوية، وبرامج متطورة للتعلم التفاعلي، والأهم من كل ذلك دعم ورعاية فريق متميز من أمناء المكتبة المؤهلين.
ولم تنس المكتبة اهتمامات الناشئة واليافعين من سن 13 إلى 18 عامًا، فخصصت لهم مجموعة اليافعين التي تحتوي على أكثر من 30 ألف كتاب ومجلة وقصة مصورة، بالإضافة إلى الحواسيب وأدوات التعلم التفاعلية، ومنطقة للفعاليات مُصمّمة خصيصًا لهم، كما تضم مجوعة اليافعين مئات الكتب والمراجع التعليمية، سواء لمرحلة الثانوية أو الدراسة الجامعية.
تضم المكتبة العديد من أماكن الاطلاع والدراسة الفردية والجماعية، ومختبرين لأجهزة الحاسب، ومركز لمهارات الكتابة، كما توفر لعشاق الموسيقى والإنتاج الصوتي والمرئي محطة الإبداع التي تحتوي على مجموعة كبيرة من المعدات المتطورة مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد وآلات العزف الموسيقي، بالإضافة إلى معدات إنتاج وتحرير الوسائط الصوتية والمرئية.
مبنى المكتبة مجهز بالكامل لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، وبه العديد من الابتكارات الهندسية والتكنولوجية الفريدة، مثل نظام الفرز الآلي للكتب، وثلاثة خطوط من نظام ناقل الأفراد، والعديد من شاشات الوسائط التفاعلية، ومحطات استعارة الكتب وإرجاعها تلقائيًا، مما يسهل استعارة الكتب على الزائرين من أعضاء المكتبة.
بعد افتتاح أبواب المكتبة، سيصبح بمقدور الأعضاء الحاليين المشتركين في المصادر الإلكترونية الحصول على بطاقات العضوية التي تمكنهم من الاستعارة واستخدام العديد من مرافق المكتبة، أما الذين لم يسجلوا أنفسهم بعد كأعضاء في المكتبة، فيمكنهم التسجيل والحصول على بطاقة العضوية باتباع إرشادات التسجيل على موقع المكتبة أو زيارة المكتبة وتقديم بطاقات الهوية القطرية للموظفين المعنيين.
ستفتح مكتبة قطر الوطنية أبوابها خلال شهر نوفمبر 2017، لتوفر للجمهور المحلي فرصة الاستفادة من الموارد التي يزخر بها المبنى الجديد، فيما ستطلق كافة الخدمات والمعارض بدءاً من تاريخ الافتتاح الرسمي للمكتبة في عام 2018.