افتتحت مكتبة قطر الوطنية المعرض الفني لأعمال الأطفال "ريشة" الذي يقام ضمن فعاليات العام الثقافي "قطر – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022"، ويسلّط الضوء على استعدادات دولة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022™.
ويهدف المعرض الذي يقام تحت شعار "نرحب بالعالم في قطر 2022™" إلى التعريف بمجهودات دولة قطر في التحضير لأكبر بطولة رياضية في العالم من خلال الملاعب التي أنشأتها لاستضافة هذا الحدث المهم، ولمساعدة الأطفال على الربط بين الأحداث المعاصرة ومواكبتها باستخدام الفنون ومن خلال توظيف وسائل الإنماء الإبداعي والثقافي.
ويحتوي المعرض، الذي يستمر حتى نهاية العام الجاري، على 32 لوحة رسمها الطلاب من مختلف المدارس في قطر أثناء مشاركتهم في ورشة فنية استمرت يومين تحت إشراف الفنانة القطرية مريم الملا. ووظف الطلاب المشاركون خلال الورشة مواهبهم الفنية ورؤاهم الإبداعية لتصميم عمل فني تكعيبي مستوحى من أهم المنشآت الرياضية في قطر.
وافتتح المعرض سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وبهذه المناسبة، صرّح سعادته قائلًا: "إنه ليسعدني افتتاح معرض ريشة الذي يجسّد التزامنا بتعزيز الفنون والثقافة كوسيلة للتعبير. وهذا المعرض مع كونه لرسوم الأطفال، إلا أن له أهمية خاصة لسببين، الأول، لارتباطه بالمونديال، فهو أحد فعاليات المكتبة التي تحتفي ببطولة كأس العالم والمستمرة حتى نهاية هذا الحدث التاريخي. والثاني، لأن محتويات هذا المعرض متاحة للزوّار من ذوي الإعاقة البصرية، الأمر الذي يعكس التزام مكتبة قطر الوطنية بإدماج هذه الفئة المهمة من أفراد المجتمع وإشراكهم في الفعاليات الفنية والثقافية التي تعقدها المكتبة ".
ويحتوي المعرض، الذي أقيم بالشراكة مع معهد دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة، على صور بارزة عالية التباين مع وصف صوتي وآخر بطريقة برايل لإثراء زيارة روّاد المكتبة من ذوي الإعاقة البصرية. ومن الفعاليات المصاحبة للمعرض، جولات تعريفية منظمة وورش عمل حول طرق إنشاء اللوحات الفنية ذات التفاصيل بارزة الملمس، فضلاً عن باقة منوعة من الأنشطة الترفيهية والفنية للأطفال.
وحول المعرض، علّقت السيدة مرام آل محمود، مدير مكتبة الأطفال واليافعين في مكتبة قطر الوطنية بقولها: "دورنا في المكتبة يتجاوز بكثير نشر ثقافة القراءة بين الناشئة والشباب. فمعرض "ريشة" هو شهادة على التزامنا بتوفير وتنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة في بيئة محفزة وداعمة للإبداع ومتاحة للجميع بما في ذلك الأشخاص من ذوي الإعاقة، وعلى حرصنا على تشجيع مواهب أفراد المجتمع وتنميتها".
وأضافت: "نأمل أن يساعد المعرض في تعزيز علاقة الأطفال بالرياضة وتحفيزهم على حب الرياضة من خلال الفنون".
ويتسق المعرض مع القيم الأساسية لمكتبة قطر الوطنية وهي المساواة، والتنوع، وسهولة الوصول، والاحترام، والإنصاف، وإدماج الأشخاص من ذوي الإعاقة وتيسير حصولهم على المعرفة ووصولهم إلى المعلومات. وتلتزم المكتبة بإتاحة كافة مصادرها للجميع، وتتضمن مجموعتها الرئيسية العديد من المواد والكتب التي أُعدَّت خصيصًا لذوي الإعاقة، منها الكتب المطبوعة بأحرف كبيرة، والكتب المسموعة، وتلك المطبوعة بطريقة برايل.
ويتضمن مركز التكنولوجيا المساعدة في المكتبة العديد من الأدوات والمعدات التي تلبي احتياجات الأشخاص من ذوي الإعاقة، منها طاولات قابلة لتعديل الارتفاع ومجموعة من أحدث التقنيات والبرمجيات الملائمة لهم، فضلاً عن عقد العديد من الأنشطة والفعاليات المعدّة خصيصًا للأشخاص من ذوي الإعاقة.
وفي إطار دورها الوطني، تدعم المكتبة العام الثقافي "قطر – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022"، وذلك لإيمانها بأن الثقافة هي واحدة من أكثر الأدوات فعالية لتوحيد البشر وتشجيع الحوار وتعميق التفاهم بين الأمم والشعوب.