بمناسبة الأسبوع العالمي للإتاحة الحرة، اختُتِمت بمكتبة قطر الوطنية في الأسبوع الماضي سلسلة من الفعاليات سلّطت الضوء على التزام المكتبة بنشر المطبوعات والمصادر الإلكترونية وإتاحتها للاطلاع مجانًا وبلا أي رسوم. وناقشت هذه الفعاليات التي أقيمت بمناسبة الأسبوع العالمي للإتاحة الحرة كيف يُمكن لدولة قطر تصميم نظم مفتوحة شاملة وعادلة لخدمة الاحتياجات المعرفية لمجتمع متنوع الثقافات واللغات.
وهذا هو العام الأول الذي تحتفل فيه المكتبة بالأسبوع العالمي للإتاحة الحرة بعد إعلانها كمكتبة وطنية رسمية للدولة، آملةً في الاستفادة من هذه الفرصة لاستكشاف المزيد من الفرص والطرق حول تقديم الخدمات الداعمة للبحوث والابتكارات الوطنية.
في 23 أكتوبر، أقيمت ورشة تفاعلية حول سبل تمكين دور نشر الدوريات والدراسات الأكاديمية من توسيع نطاق الاطلاع على المخرجات البحثية الوطنية. وفي اليوم التالي 24 أكتوبر، ضمن فعاليات الأسبوع، عُرض ولأول مرة في قطر الفيلم الوثائقي "جدار السداد: تجارة الأبحاث الأكاديمية" الذي أكد الضرورة الحتمية للإتاحة الحرة للأبحاث والدراسات العلمية، وتناول الأسباب ووجهات النظر وراء تطبيق نموذج الأعمال الحالي الذي تنتهجه دور النشر الأكاديمية الربحية.
واختتم الأسبوع فعالياته في 28 أكتوبر بعروض تقديمية ومحاضرات ومناقشات تحت شعار "تصميم أسس عادلة للمعرفة المفتوحة: دور المكتبة الوطنية". وقد قدم هذه العروض والمحاضرات خبراء بارزون منهم الدكتور هلال الأشول، مدير مختبر الأبحاث الجزيئية لانحلال الأعصاب بالمعهد التقني الفيدرالي السويسري، والدكتور تورستن ريمر، رئيس الخدمات البحثية في المكتبة البريطانية.
وقد علق الدكتور ريتشارد أوكينيدي، نائب رئيس مؤسسة قطر للبحوث والتطوير والابتكار، على الفعاليات بقوله: "الإتاحة الحرة والعادلة للمعرفة لها تأثير جوهري على إعداد أجيال المستقبل من الباحثين والعلماء في قطر. فالمعرفة هي وقود الأبحاث والابتكار، وإتاحة الوصول للمعرفة التي تحتويها الدراسات والأبحاث الأكاديمية سيعزز حب الاطلاع والتجريب وريادة الأعمال، وستؤدي في النهاية إلى توسيع نطاق المشاركة في تنفيذ البحوث والابتكار بما يؤدي إلى تعزيز الاقتصاد في دولة قطر".
أما الدكتور عبد الستار الطائي، المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، فقد أضاف قائلا: "يقدم لنا النشر بالإتاحة الحرة فرصة لتوسيع نطاق الاطلاع المجاني على مخرجاتنا البحثية وتعزيز تأثيرها على مستوى العالم. لم تعد القضية الآن حول مدى ضرورة الإتاحة الحرة والفورية للمطبوعات البحثية، بل أصبحت تتعلق بمدى سرعتنا في تحقيقها وبأكثر الوسائل والمناهج استدامة واستمرارًا".
وصرحت سوزان ريلي، مدير شؤون المحتوى الرقمي واستخداماته في مكتبة قطر الوطنية، بقولها: "لقد سعدنا كثيرًا بمشاركة العديد من الجهات والمؤسسات والأطراف في هذه الفعاليات، الأمر الذي يؤكد التزامنا المشترك بتعزيز الوصول للمعرفة. وأتطلع للتعاون مع مختلف الجهات المعنية لتحقيق الرؤية المشتركة بيننا وهي السعي لإتاحة المعلومات مجانًا لكافة أفراد المجتمع سواءً في قطر أو خارجها".
وفي إطار تعزيز الالتزام بالتعلم والبحوث، أعلنت المكتبة عن جائزة جديدة لتعزيز الإتاحة الحرة للعلوم لتكريم الأفراد والمؤسسات الذين سيساهمون في هذا المجال بهدف دعم مجهوداتهم وتوسيع نطاق تأثيرها. وتوفر المكتبة الدعم للباحثين الراغبين في نشر الكتب والمقالات بالإتاحة الحرة من خلال برنامج دعم الإتاحة الحرة الذي يُغطي رسوم نشر المقالات والأبحاث بنظام الإتاحة الحرة.
كما أبرمت المكتبة العديد من الاتفاقيات مع دور النشر لدعم برنامج دعم الإتاحة الحرة وتوسيع نطاق الاستفادة منه، وفي إطار هذه الاتفاقيات يحصل المتقدمون المستوفون للشروط، سواءً كانوا طلابًا جامعيين أو طلاب دراسات عليا أو أعضاء هيئة التدريس أو باحثين أو موظفين في أي مؤسسة للتعليم العالي أو المؤسسات البحثية غير الربحية داخل دولة قطر، على دعم مادي كامل على رسوم النشر بالإتاحة الحرة في مجموعة من دور النشر هي: PLOS وBioMed Central وFrontiers وهنداوي وDove Medical Press وMDPI.
ومن المزايا الإضافية التي تقدمها المكتبة للمؤلفين والباحثين قسائم الإتاحة الحرة مع ناشرين متميزين مثل Emerald وSage وOvid وWolters Kluwer والمعهد الدولي لمهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) وKarger وDe Gruyter.
لمعرفة المزيد من المعلومات عن قسائم الشراء بما في ذلك الدوريات التي تغطيها الاتفاقيات والإرشادات للباحثين، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني للمكتبة: https://www.qnl.qa/en/researchers/OAQNL