جدّدت مكتبة قطر الوطنية التزامها الراسخ بدعم الباحثين في قطر ومساعدتهم على نشر أوراقهم البحثية على مستوى العالم بانضمامها إلى تحالف الاستدامة العالمي لخدمات العلوم المفتوحة.
وقد اختيرت المكتبة لتكون الجهة التي تمثل منطقة الشرق الأوسط في مجلس إدارة تحالف الاستدامة العالمي لخدمات العلوم المفتوحة ضمن التزامها المستمر بنشر المعرفة وتبادل المعلومات في جميع العالم عبر الإتاحة الحرة، وقد تم تعيين الدكتور الوليد الخاجة، أخصائي أول الملكية الفكرية ومدير برنامج دعم الإتاحة الحرة بالمكتبة، ليكون ممثل المكتبة في هذا المجلس.
وبهذه العضوية، تنضم المكتبة إلى شبكة تضم مجموعة من المؤسسات المؤثرة الملتزمة بالإسهام في دعم البنى التحتية للإتاحة الحرة والعلوم المفتوحة ونشرها في جميع أنحاء العالم. وتشمل هذه البنى التحتية موارد الاتصالات والخدمات والبرمجيات العلمية التي تساعد الباحثين في جمع أبحاثهم وتخزينها وتنظيمها وإتاحة الاطلاع عليها ونشرها وتقييمها.
ويعمل تحالف الاستدامة العالمي لخدمات العلوم المفتوحة على تحديد وتحليل الخدمات الأساسية غير التجارية للعلوم المفتوحة والإتاحة الحرة ويقدم توصيات التمويل للجهات المهتمة بدعم مثل هذه الخدمات. ومنذ عام 2017 والتحالف يحث المجتمع العالمي على الاستثمار في نحو 3 ملايين دولار من مشاريع البنى الأساسية المفتوحة.
وحول الانضمام إلى تحالف الاستدامة العالمي لخدمات العلوم المفتوحة، صرح سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، قائلًا: "مبدأ الريادة يتأكد في بلدنا يومًا بعد آخر، ومكتبة قطر الوطنية لديها من الإمكانيات والكفاءات ما يمكنها من تحقق الريادة، فهي تسير بخطوات أكيدة نحو تأدية رسالتها وتحقيق رؤيتها التي تحملها بكل ثقة، سواءً على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو الدولي، من خلال خدمة المجتمع والمؤسسات العلمية والباحثين والدارسين من كل مكان. وعليها دور تسعى للقيام به على مستوى العالم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الخليج والمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط بصورة عامة".
وأضاف سعادته: "تحقق المكتبة الريادة من خلال مؤتمراتها الدولية سواءً بالشكل التقليدي أو الافتراضي. وأزمة كوفيد رغم أنها عرقلت العمل التقليدي لكنها وسعت الدائرة الديموغرافية والجغرافية في عقد المؤتمرات والمنتديات بمشاركة من كل مكان في العالم وفي توفير كل الجهود لدعم الباحثين والعلماء والمفكرين المبدعين".
وقال أيضًا: "يأتي انضمام مكتبة قطر الوطنية للشبكة العالمية لتحسين ودعم خدمات الإتاحة الحرة واختيارها ممثلًا للشرق الأوسط في هذه الشبكة ليعكس المكانة التي وصلت إليها مكتبتنا، وسيكون ذلك حافزًا جديدًا لجهودنا الساعية إلى تعزيز مكانة المكتبة عالميًا وتوسيع خدماتها للمعرفة والعلم والتنمية".
وأشار سعادته إلى إمكانيات المكتبة ومزاياها الفريدة بقوله: "إن ما تحتويه مكتبتنا من كنوز وما تتمتع به من محتوى وحداثتها وتطورها في مجال الرقمنة وإمكانياتها البشرية سيتيح لها أداء رسالتها على الوجه الأكمل. ونعد رواد المكتبة بأننا سنقوم بحلقات نقاش افتراضية تغطي كل الموضوعات ذات العلاقة بالمكتبات الوطنية والتعاون معها لخدمة التنمية المستدامة والمعرفة في كل مكان".
وهنأ سعادته قيادة البلاد على الإنجاز الذي حققته المكتبة بقوله: "نهنئ قيادتنا الكريمة وبلدنا العزيز بهذه المكانة التي تتمتع بها مكتبتنا الوطنية ونعدهم أن نبذل كل جهد لنكون أهلاً لهذه الثقة".
ومن جانبه علق الدكتور الوليد الخاجة قائلًا: "يقوم مفهوم الإتاحة الحرة على إتاحة الأوراق والمطبوعات البحثية مجانًا للجميع حتى يصبح بمقدور كل شخص مهتم الاطلاع على البحوث والدراسات العلمية والاستفادة منها. ونحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا لدعم الباحثين، ليس في قطر والشرق الأوسط فحسب بل في جميع أنحاء العالم أيضًا، من أجل نشر أعمالهم ودراساتهم البحثية على أوسع نطاق ممكن".
وأضاف: "الإتاحة الحرة هي إحدى قيمنا الجوهرية في المكتبة، وتتجلى في التزامنا بتوفير الإتاحة المجانية غير المقيدة لمجموعاتنا وخدماتنا مثل بوابة مكتبة قطر الرقمية. فالإتاحة الحرة هي حجر الأساس لتوسيع نطاق انتشار البحوث والدراسات العلمية وتوفير الأدلة على مدى تأثيرها. كما تؤدي إلى تحسين سمعة الباحثين ومؤسساتهم، وإلى تحسين جودة الأبحاث والدراسات نفسها على المدى الطويل من خلال الممارسات البحثية المفتوحة والشفافة والقابلة لإعادة الدراسة".
وقال أيضًا: "لن ندخر وسعًا في دعم الباحثين والعلماء المبتكرين والمفكرين المبدعين ورواد العلوم في أي مكان نصل إليه من أجل تعزيز تأثير أعمالهم وأفكارهم في جميع أنحاء العالم. ومن خلال انضمامنا إلى تحالف الاستدامة العالمي لخدمات العلوم المفتوحة، سنحرص على القيام بدور مؤثر في ضمان نجاح مبادرات الإتاحة الحرة والعلوم المفتوحة في المستقبل".
الجدير بالذكر أن المكتبة كانت قد انضمت إلى عدد من المبادرات الدولية للإتاحة الحرة مثل مشروع دعم رسوم نشر المقالات البحثية «INTACT OpenAPC»، والمبادرة الدولية للإتاحة الحرة 2020، وتساهم في إرساء المبادئ والأسس الدولية للإتاحة الحرة وتحديدها عبر عضويتها في الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «الإفلا».
وقد قدّم برنامج مكتبة قطر الوطنية لدعم الإتاحة الحرة منذ عام 2017 المساعدة لمئات الباحثين في قطر من خلال توفير التمويل الذي يغطي جميع التكاليف المرتبطة بنشر أوراقهم البحثية في منصات الإتاحة الحرة. كما تقدم المكتبة كذلك قسائم الإتاحة الحرة التي يقدمها شركاء المكتبة من الناشرين للباحثين المؤهلين لنشر أوراقهم البحثية في دوريات الإتاحة الحرة التابعة لهؤلاء الناشرين.