نظمت مكتبة قطر الوطنية بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العمانية، دورة تدريبية بعنوان (الطرق العملية لفحص مقتنيات المكتبات بوسائل علمية) في مقر هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العُمانية خلال الفترة ١٩-٢١ فبراير، شارك فيها عدد من المتخصصين في صيانة الكتب والمخطوطات من قطر والكويت وإيران وسلطنة عُمان بالإضافة إلى دول أخرى عديدة.
تأتي هذه الدورة التدريبية ضمن إطار مشروع الحفاظ على التراث الوثائقي في المنطقة العربية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، من خلال فهم احتياجات المؤسسات الوثائقية والتحديات التي تواجهها، والعمل على بناء قدرات العاملين في مجال حفظ التراث الوثائقي، وتعزيز المعرفة وتبادل المعلومات.
وقد ركزت الدورة التدريبية على موضوعات التصوير التقني للمقتنيات التراثية وتقنية الانعكاس الطيفي لتحديد الأصباغ المستخدمة في المخطوطات، ويمثل التصوير التقني مجموعة من الصور الملتقطة بكاميرا رقمية معدلة حساسة للنطاق الطيفي تستخدم مصادر ومرشحات إضاءة مختلفة للحصول على مجموعة مختارة من الصور التقنية، تقدم كل منها معلومات مختلفة عن المادة قيد الفحص، كما تناولت الدورة التدريبية التحليل الطيفي الانعكاسي وهو تقنية حديثة محمولة لتحديد الأصباغ المستخدمة في المخطوطات واللوحات الفنية.
وفي هذا الإطار قال السيد ستيفان إيبيغ، مدير إدارة صيانة مواد المكتبة والمحافظة عليها في مكتبة قطر الوطنية: "نحن سعداء بإقامة هذه الدورة التدريبية في سلطنة عمان ضمن جهود المركز الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها في المنطقة العربية والشرق الأوسط. وتمثل هذه الدورة فرصة لتزويد الخبراء في المنطقة العربية بأحدث المهارات في حفظ المخطوطات التاريخية وصيانتها، وقد أسعدنا حضور المتخصصين من مختلف دول المنطقة ومشاركتهم في هذه الدورة التدريبية التي نقيمها بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العُمانية".
وأضاف إيبيغ: "تأتي هذه الدورة في وقت تواجه فيه عملية الحفاظ على هذا التراث القيم الكثير من التحديات، منها محدودية الموارد المستخدمة لمنع التدهور الطبيعي، ونقص الخبرات الفنية وكذلك الصراعات في المنطقة أو الكوارث الطبيعية. ويهدف تعاون مركز الحفظ والصيانة في المكتبة المُزود بأحدث البرامج والتقنيات مع الشركاء في قطر وعمان وغيرها من دول المنطقة إلى الحفاظ على التراث الثقافي العريق في الدول العربية وتعزيز الوعي بالحفاظ على الكتب والمخطوطات والوثائق التاريخية النادرة".
من جانبه قال عبد المحسن بن سعيد بن سلطان الهنائي المدير العام للمديرية العامة لتنظيم الوثائق في مقر هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العُمانية: "يأتي تنظيم هذه الدورة في إطار التعاون المشترك بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العمانية ومكتبة قطر الوطنية في المجال الثقافي والعلمي من أجل اكساب المشاركين المهارات والمعارف اللازمة لصقل مهاراتهم في الطرق العلمية الحديثة لفحص مقتنيات المكتبات والمتاحف ودور الوثائق بوسائل وطرق علمية حديثة".
فيما قالت بدريه بنت عيسى الندابيه، المكلفة بأعمال رئيس قسم الترميم بهيئة الوثائق في مقر هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العُمانية: "نحن سُعداء باستضافة هذه الورشة في سلطنة عمان، وقد تعرفنا من خلالها على معلومات قيمة حول استخدام التقنيات الحديثة في مجال الصيانة والترميم، كما تناولت الورشة أساسيات فحص المواد الورقية وما تحتويه من زخارف وألوان غنية وثرية جديرة بالفحص والدراسة والتحقيق، وركزت الورشة بوجه خاص على صقل المهارات الفنية المتعلقة بعلم الطيف الضوئي والألوان وعلاقتها في مجال الفحص الفني للوثائق والمخطوطات والكتب".