نظمت مكتبة قطر الوطنية محاضرة حول مجموعة مكتبتها التراثية من الكتب النادرة التي ألفها الرحالة الأوربيون الذين سافروا إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومدينة مكة المكرمة خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
سلطت المحاضرة التي قدمها يوسف الأنصاري، أخصائي المعلومات بالمكتبة، الضوء على كتب الرحالة الأوروبيين في القرون الأربعة الماضية حول رحلاتهم إلى مدينة مكة وحياتهم فيها ومناسك الحج كما شاهدوها وعاصروها، ورؤيتهم لعادات شبه الجزيرة العربية وتقاليدها. وقدمت هذه الكتب معلومات أساسية عن الحياة الروحية للناس في شبه الجزيرة العربية وتعاملاتهم، والنظم السياسية التي كانت تحكم مكة في تلك الفترة.
حول المحاضرة علق يوسف الأنصاري قائلًا: "لا تنبع قيمة كتب الرحالة الغربيين من ندرتها فحسب، بل من كونها تمثل المصادر التاريخية الأولية التي توثق رؤية إحدى الثقافات لثقافة أخرى في وقت معين، فضلًا عن أنها تقدم شهادة تاريخية أساسية حول التاريخ الاستثنائي لمدينة مكة المكرمة في الثقافة التراثية، وشعائر الحج ومناسكه، وروح المدينة وشخصيتها في تلك الحقبة الزمنية".
بينت المحاضرة أن لودوفيكو دي فارثيما القادم من بولونيا في إيطاليا، المعروف باسم الحاج يونس، كان أول رحالة أوروبي غير مسلم يدخل مكة المكرمة – بعد أن تظاهر بالإسلام - عام 1503 وقدم وصفًا كاملاً ودقيقًا للمدينة المقدسة ومناسك الحج وشعائره. أما جوزيف بيتس، أو الحاج يوسف، المستكشف الإنجليزي الشهير، فيعتبره كثيرون من أوائل الأوروبيين الذين دخلوا مكة بعد لودوفيكو دي فارثيما، وإليه يُنسب أول وصف مكتوب للطريق الغربي للحج من المغرب عبر مصر إلى مكة المكرمة.
تتسق محاضرة " كتابات الرحالة الغربيين عن مكة" مع رسالة المكتبة الساعية لحفظ تراث قطر والمنطقة من خلال إعداد برامج وخدمات مبتكرة وتقديمها في بیئة معلوماتیة موثوقة وفي محیط متقدم تكنولوجیًا وثقافیًا.
للاطلاع على القائمة الكاملة لفعاليات المكتبة، يُرجى زيارة صفحة الفعاليات في موقع المكتبة (www.qnl.qa/ar/events).