تنظم مكتبة قطر الوطنية، خلال الفترة من 22 إلى 25 أبريل 2018، معرض ومؤتمر "أسبوع العمارة التقليدية في الخليج"، الذي يُسلِّط الضوء على سمات وهوية العمارة في الخليج وتاريخها الثقافي والاقتصادي الأوسع، من خلال قصة العمارة التقليدية في المنطقة بدايةً من القرن الثامن عشر إلى ستينيات القرن الماضي.
تبدأ فعاليات المؤتمر بافتتاح معرض صور ورسومات المباني التاريخية في قطر التي التقطها المصور الفوتوغرافي فينسنت آيتزيغاه في عامي 1984 و1985، ضمن مشاركته في مسح البعثة الفرنسية الأثرية إلى قطر بقيادة الدكتورة كلير هاردي جيلبرت، الباحثة الأولى في المركز الوطني للبحوث العلمية بجامعة باريس الفرنسية.
وتمثل هذه الصور الفوتوغرافية للعمارة التقليدية في قطر جزءًا صغيرًا من الأرشيف الفوتوغرافي الكامل للبعثة الفرنسية، الذي اقتنته المكتبة مؤخرًا، ويحتوي في المجمل على 1700 صورة شفافة ملونة لنماذج العمارة العامة والشعبية والدينية والعسكرية. ويلي المعرض محاضرة حول العمارة التقليدية في قطر تلقيها الدكتورة جيلبرت مع المصور الفوتوغرافي آيتزيغاه.
ويحفل المعرض بالعديد من الجلسات والمحاضرات التي تتناول مشاريع العمارة الحديثة في المنطقة، وأنماط العمارة المحلية في قطر والخليج، وتأثير التجارة والهجرة خلال حقبة ما قبل النفط في تشكيل سمات العمارة المحلية الخليجية. كما يُناقش المؤتمر وضع العمارة التقليدية في الخليج اليوم، وممارسات الحفاظ عليها والنقاش الدائر حولها، والدور الحيوي البارز الذي تقوم به في تشكيل الهوية الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي. يقام المؤتمر بالتعاون مع كلية العمارة بجامعة ليفربول، وقسم العمارة والتخطيط العمراني بكلية الهندسة في جامعة قطر، والمهندس إبراهيم الجيدة، الرئيس التنفيذي وكبير المهندسين في المكتب الهندسي العربي.
وصرح الدكتور جيمز أونلي، مدير شؤون الأبحاث التاريخية والشراكات بمكتبة قطر الوطنية، ومنسق المؤتمر، بقوله: "ندعو جميع المهتمين بالعمارة والتراث والثقافة في قطر لحضور أسبوع العمارة التقليدية بالخليج، الذي تنظمه مكتبة قطر الوطنية. فعلى مدار أسبوع كامل، يلتقي كبار خبراء العمارة في مكان واحد لعرض لمحات من تاريخ العمارة العريق في المنطقة ومؤثراتها وتناولها بالنقاش والتحليل".
ومن جانبه، قال إبراهيم الجيدة: "هذا المؤتمر حدثٌ مهمٌ طال انتظاره لدراسة العمارة التقليدية في الخليج. وقد أحسن تنظيمه القائمون عليه، كما يتمتع كل من الوفود والمنظمين بسجل مهني وأكاديمي مرموق، وسيكون للموضوعات والقضايا التي سيتناولها المؤتمر دورٌ كبير في التشجيع على إجراء المزيد من الدراسات. وأتمنى أن يعقد هذا المؤتمر بصورة سنوية".
وصرح ستيفان آيبيغ، مدير شؤون المجموعات المميزة في المكتبة بالإنابة، بقوله: "تعكس العمارة التقليدية في قطر المشهد الاجتماعي والثقافي عميق الجذور، ابتداء من المتاجر والبيوت والمساجد في المدن إلى اصطبلات الخيول والمزارع ونزُل الصيد والقلاع في المناطق الريفية والقروية. ومع أن العديد من هذه المباني والمنشآت لم تعد موجودة، لكننا نستطيع أن نتبين من خلال نماذجها طريقة حياة الأجيال السابقة، وكيف أثرت السمات المعمارية لهذه المنشآت القديمة على بيئة المباني الحديثة".
ويمثل أسبوع العمارة التقليدية في الخليج جزءًا من مشروع مكتبة قطر الوطنية حول العمارة التقليدية في الخليج، الذي يسعى لإنشاء أرشيف رقمي للصور التاريخية، والخرائط والرسومات المعمارية، والمطبوعات والمنشورات المرتبطة بالتراث المعماري للمنطقة، وإتاحته لاستخدام العلماء والباحثين والطلاب والجمهور العام في قطر وحول العالم.