نظّمت مكتبة قطر الوطنية، بصفتها مركز الإفلا الإقليمي لصيانة المواد التراثية والمحافظة عليها في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، دورة تدريبية إقليمية حول ترميم المخطوطات القديمة والمحافظة عليها، وذلك بالتعاون مع المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق والمخطوطات في تونس، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
أقيمت الدورة التدريبية في المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق والمخطوطات بالقيروان، الذي يضم واحدة من كبرى مجموعات المخطوطات في العالم، واستمرّت ستة أيام، حصل خلالها المشاركون القادمون من عدة دول عربية وهي اليمن، والعراق، ولبنان، والكويت، وسلطنة عمان، وليبيا، والجزائر، على معلومات عمليّة حول تقنيات ترميم المخطوطات القديمة والمحافظة عليها، ومختلف مراحل تنظيفها من الشوائب، بالإضافة إلى محاضرات حول إنشاء المخطوطات وكتابتها.
وتشتهر المكتبة الأثرية بالقيروان، ضمن المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق والمخطوطات، باحتوائها على مجموعة ضخمة من المخطوطات المكتوبة على الرقوق، وهي من أضخم وأشهر مجموعات المخطوطات في العالم العربي والإسلامي. وتتألف من ثلاثة أقسام متكاملة وهي الوثائق القانونية، وكتب أصول الفقه (أقدمها يعود إلى عام 231 ه / 846 م)، ونسخ لمخطوطات المصاحف التي تتميز بخطوطها وزخارفها البديعة، التي يبلغ عدد أوراقها مجتمعة أكثر من 39 ألف ورقة.
وتتولّى مكتبة قطر الوطنية تنفيذ عددٍ من البرامج وورش العمل المهنية بهدف رفع قدرات العاملين في مجال الحفظ والصيانة وتعزيز مهاراتهم، وذلك في إطار دورها وجهودها لدعم صون التراث الوثائقي في المنطقة العربية. ويعتمد خبراء المكتبة على مختبرات حديثة لصون المخطوطات وترميمها، ومختبر علمي متقدم مُجهّز بأحدث المعدات والتقنيات لإجراء الدراسات والبحوث حول مكوّنات المخطوطات مثل نوعية الأصباغ، والأحبار، والورق المستخدم.
وتندرج هذه الدورة التدريبية ضمن مجموعة من المشروعات والفعاليات التي نظمتها المكتبة على مدار العامين الماضيين وواظبت على إقامتها برغم الجائحة، وذلك من خلال عقد العديد من الدورات التدريبية الافتراضية عبر الإنترنت. وإلى جانب نشر المعايير والأدلة الفنية حول التراث الوثائقي باللغة العربية بهدف تعزيز جهود الحفظ والصيانة في المنطقة بكاملها، تدعم مكتبة قطر الوطنية باقي المكتبات العربية بسلسلة من الأنشطة والمبادرات لتعزيز ممارسات الحفظ والصيانة ونشرها وتحسينها.