الدوحة، 29 أغسطس 2015 – قدمت مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، نموذجاً ساطعاً للتقدم الكبير الذي حققته دولة قطر في قطاع المكتبات ونشر المعرفة وخدمات المعلومات باستخدام أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك خلال مشاركتها المتميزة في المؤتمر الدولي السنوي الواحد والثمانين للمكتبات والمعلومات.
يمثل المؤتمر الدولي السنوي للمكتبات والمعلومات، الذي استضافته مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا في الأسبوع الماضي، حدثاً دولياً رفيع المستوى يحشد مختلف المتخصصين والخبراء والعاملين في قطاع المكتبات وخدمات المعلومات، وهو من تنظيم الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا) التي تُعنى بقضايا المعلومات والمكتبات على مستوى العالم.
وعكست المشاركة المتميزة لمكتبة قطر الوطنية وفريقها من المتخصصين خلال المؤتمر رسالة مؤسسة قطر بإطلاق قدرات الإنسان ودعم تقدم المجتمع من خلال نشر المعرفة وإثراء الخيال وصقل الإبداع والحفاظ على تراث الأمة للأجيال القادمة.
وكانت مكتبة قطر، التي تقوم من خلال إحدى وظائفها كمكتبة وطنية على الحفاظ على المصادر المعرفية والوثائق والمواد التاريخية الخاصة بقطر والمنطقة وإتاحة الاطلاع عليها، قد حققت خلال المؤتمر إنجازاً إقليمياً كبيراً وذلك باختيارها رسمياً كأول مركز إقليمي عربي لحفظ وصيانة التراث العربي والإسلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتتمثل مهمة المركز الإقليمي لحفظ وصيانة التراث بمكتبة قطر الوطنية في استخدام أحدث التقنيات في مختبراتها من أجل حفظ المواد الأرشيفية والتراثية في قطر والمنطقة العربية بأسرها. وبمقتضى هذا الاختيار ستمثل مكتبة قطر الوطنية 25 دولة تعتمد اللغة العربية كلغة رسمية بها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وخلال مشاركتها في المؤتمر الدولي السنوي للمكتبات والمعلومات سلطت مكتبة قطر الوطنية الضوء على أهم الإنجازات التي حققتها قطر في نشر المعرفة على مستوى المنطقة والعالم، ألا وهي مكتبة قطر الرقمية، وهي بوابة إلكترونية ضخمة تتيح لكل سكان العالم الاطلاع على آلاف الوثائق التاريخية حول دول الخليج ومحيطها العربي، كما تبرز قرون طويلة من ازدهار الحضارة العربية والإسلامية في مجالات العلوم والطب والرياضيات والهندسة والكيمياء والفلك.
وعلقت الدكتورة كلوديا لوكس، مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية، على المشاركة في المؤتمر، بقولها: "يمثل المؤتمر العالمي للمكتبات والمعلومات لفريقنا فرصة فريدة للتواصل مع آلاف الخبراء من القطاع العالمي لخدمات المعلومات. وقد تبادل فريقنا الخبرات وأطلع على أفضل الممارسات العملية مع أقرانهم من الدول الأخرى، كما شاركوا في العديد من جلسات التطوير المهني".
وأضافت الدكتورة لوكس قائلة: "قدمت مكتبة قطر الوطنية للعالم كله صورة مشرفة للتقدم الباهر الذي حققته دولة قطر في مجال المكتبات وخدمات المعلومات. وقد استقبل جناحنا في المؤتمر المئات من الزائرين الذين تعرفوا على التطورات العديدة التي شهدتها خدمات المعلومات في قطر، وتتمثل في إطلاق مكتبة قطر الرقمية، والترويج لمفهوم الوصول الحر للمعلومات في قطر من خلال قواعد البيانات الإلكترونية في مكتبة قطر الوطنية، والمبادرات والخدمات الحالية التي تقدمها المكتبة، بالإضافة إلى خطط التطوير والتوسع في المستقبل".
وصرح المهندس سعدي السعيد، المد ير المشارك للشؤون الإدارية والتخطيط، بقوله: "أشاد مختلف الحاضرين والزائرين والمشاركين بالمؤتمر بالعرض التقديمي حول مكتبة قطر الرقمية، التي تمثل ذروة الثورة الرقمية التي شهدتها قطر والمنطقة" كما أضاف السعيد قائلاً: "تتعاون مكتبة قطر الوطنية مع الجهات المعنية الأخرى في قطر والمنطقة للحفاظ على الوثائق والمستندات التاريخية النادرة حول تاريخ المنطقة العربية. وستتمكن مكتبة قطر الوطنية بفضل إعلانها أول مركز إقليمي عربي لحفظ وصيانة التراث العربي والإسلامي من الوصول للمنطقة بأكملها، وسيساعدها ذلك في تقديم العون للحفاظ على المصادر التاريخية الثمينة في المكتبات المتنوعة في أرجاء العالم العربي".
وتصف عبير الكواري، من قسم شؤون الفروع بمكتبة قطر الوطنية، خبرتها بالمشاركة في المؤتمر، قائلة: "يعتبر مؤتمر إفلا العالمي لأخصائي المكتبات والمعلومات من أهم المؤتمرات المتخصصة في قطاع الخدمات المعرفية والمعلوماتية. هذا وقد حظيت بفرصة حضور المؤتمر لهذا العام، حيث قابلت الكثير من أصحاب المهنة من مختلف الجنسيات وتمكنت من التعرف على خبراتهم في مجال دعم وتطوير المكتبات بشكل عام والعامة منها بشكل خاص. كما تمكنت من حضور العديد من الجلسات النقاشية التخصصية التي تقدم آخر ما توصل اليه الباحثون في مجال المكتبات والمعلومات. الأمر الذي يساهم بلا شك في تعزيز المعرفة بأهم المستجدات، وتسخيرها في دعم وتطوير قطاع المكتبات في دولة قطر".
قدمت سامية حسن الشيبا، منسق مشاريع أول في مكتبة قطر الوطنية، خلال المؤتمر ملصقاً حول مكتبة قطر الرقمية، ووصفت هذه الخبرة بقولها: "مشاركتي في مؤتمر إفلا العالمي هي للمرة الثانية هذا العام بعد حضوري لأول مرة في ليون بفرنسا العام الماضي. وفي هذا العام قمت لأول مرة بعرض ملصق عن فكرة مكتبة قطر الرقمية أمام الحضور والمشاركين من مختلف أنحاء العالم لكي يتعرفوا على هذا المشروع وما يقدمه للعالم من إمكانية الوصول والاطلاع على كنوز التراث العربي والإسلامي".
وأضافت قائلة: "بجانب حضور الندوات التي تساهم في معرفة آخر التطورات والمناقشات في مجال المكتبات، اكتسبنا أيضاً بعض العلاقات المهمة على المستوى المهني والتعرف على أصحاب الخبرة من مختلف أنحاء العالم، مما يساهم في توطيد العلاقات وزيادة فرص التعاون".
تتيح مكتبة قطر الوطنية لكل من يعيش في قطر ولديه بطاقة هوية/إقامة قطرية فرصة الاشتراك المجاني في المكتبة للاطلاع على مجموعة ضخمة من المصادر المعرفية الإلكترونية، تتضمن أفضل الكتب مبيعاً، والأعمال الكلاسيكية، وأشهر الدوريات الأكاديمية والأفلام الوثائقية.