نظمت مكتبة قطر الوطنية ندوة إلكترونية شارك فيها عدد من الخبراء من العالم العربي لمناقشة الجهود المبذولة لمكافحة التهريب والاتجار غير الشرعي بالمخطوطات والمواد التراثية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك في إطار دورها كمركز الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط. وقد ألقت الكلمة الافتتاحية في الندوة الدكتورة حمدة السليطي، الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم.
وضمت الندوة بالإضافة إلى ستيفان إيبيغ، مدير مركز الإفلا الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها في مكتبة قطر الوطنية، كلًا من الدكتورة رجاء بن سلامة، مديرة المكتبة الوطنية التونسية، والدكتور الشرقي دهملي، عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الدولي للمتاحف في المغرب. وأدار الندوة مكسيم نصرة، منسق مركز الإفلا الإقليمي في مكتبة قطر الوطنية.
وحول هذه الندوة علق السيد ستيفان إيپيغ قائلًا: "التراث الوثائقي بصفة خاصة مُهدّد بأخطار الاتجار غير الشرعي والتهريب، إذ لا توجد تشريعات وطنية كافية تكفل له الحماية المماثلة على غرار المواد الأثرية الأخرى، وهو أسهل في النقل والتهريب غير القانوني. وعلى مدار سنوات عديدة، شهدت المكتبات والمراكز الأرشيفية طفرة في معدلات تهريب المخطوطات والمواد التراثية والاتجار غير الشرعي بها. وقد تفشت هذه الظاهرة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة نظرًا لعدد الدول التي تعاني الفاقة والصراعات والاضطرابات السياسية".
كما شارك السيد إيبيغ أيضًا هذا العام في الاجتماع السنوي لمنظمة الجمارك العالمية في العاصمة البلجيكية، بروكسل، حيث عرض أنشطة مركز الإفلا الإقليمي بالمكتبة وجهوده في مكافحة تهريب المخطوطات والكتب والمواد الأرشيفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وصرحت الدكتورة رجاء بن سلامة، المدير العام للمكتبة الوطنية التونسية، بقولها: "تضطلع المكتبات بدور حيوي ومهم للغاية في الحفاظ على التراث الوثائقي والكنوز المنسية وترميمها. وتنهض المكتبات بهذا الدور بفضل قدرتها الفريدة على الانخراط في شبكات تعاونية تضم الجهات والمؤسسات المعنية وتعزيز الوعي بالقيمة الثقافية الفريدة التي لا تقدر بثمن للمواد التراثية القديمة، ثم إتاحتها للجميع من خلال الرقمنة والنشر، وصون القطع الأصلية والحفاظ عليها.
وتهدف مكتبة قطر الوطنية في إطار دورها كمركز إقليمي لصيانة المواد التراثية والمحافظة عليها منذ عام 2015 إلى إنشاء شبكة مهنية لتقديم المساعدة في تبادل المعرفة والخبرات الناجحة التي تخدم جهود الحفاظ على التراث الوثائقي في جميع دول المنطقة.