أكدت مكتبة قطر الوطنية دورها الريادي في صون تراث المنطقة عبر تنظيم سلسلة من الفعاليات المصممة لصقل الخبرات في مجال حفظ المواد التراثية وصيانتها ومكافحة الاتجار غير المشروع بها .
وفي هذا الصدد، نظمت المكتبة، خلال شهر مايو الماضي، بصفتها المركز الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها في الدول العربية والشرق الأوسط، باقة متنوعة من الفعاليات التي تنوعت بين الجلسات التدريبية حول ترميم وصون المواد الأرشيفية والورش التعليمية حول مكافحة الاتجار غير المشروع بالوثائق والمقتنيات التراثية.
في الأول من مايو، اختتمت المكتبة دورة تدريبية استمرت يومين لتزويد موظفي دار الوثائق القطرية بالمهارات اللازمة لصون المواد الأرشيفية وإدارتها والمحافظة عليها. واكتسب المشاركون في الدورة خبرات حول أفضل ممارسات تخزين المواد الأرشيفية، والتعامل السليم معها، والترميم الوقائي لها، وذلك من منظورين نظري وتطبيقي.
وفي الرابع عشر من مايو، نظمت المكتبة جلسة حول مكافحة الاتجار غير المشروع بالوثائق والمقتنيات التراثية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك ضمن أعمال المؤتمر الخامس والأربعين للجنة الدولية لمكتبات الشرق الأوسط (ميلكوم) الذي عُقد في لندن. شاركت في الجلسة السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، والسيدة عبير شرفة، مديرة برامج مشاريع ائتلاف الآثار.
تحدثت السيدة هوسم تان عن مشروع "حماية" الذي أطلقته مكتبة قطر الوطنية للتصدي لأنشطة التهريب والاتجار غير المشروع بالتراث الوثائقي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أما السيدة عبير شرفة فقد تناولت دور التكنولوجيا الرقمية في الحفاظ على التراث الثقافي.
ويجسّد تعاون مكتبة قطر الوطنية مع اللجنة الدولية لمكتبات الشرق الأوسط (ميلكوم) والجمعية الأوروبية لأخصائيي المكتبات في الشرق الأوسط التزام المكتبة بحماية الكنوز الوثائقية في المنطقة عبر التعاون الدولي والتقنيات المتقدمة.
وفي إطار مشروع "حماية"، نظمت المكتبة أيضًا ندوة عبر الإنترنت في 21 مايو لمناقشة دور المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص (اليونيدروا) في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. تطرقت الندوة إلى الجهود المبذولة لتسهيل استعادة المواد الثقافية المسروقة وإعادة تلك المصدرة منها بشكل غير قانوني، وذلك بالاستفادة من الإجراءات والآليات التي نصت عليها اتفاقية اليونيدروا لعام 1995.
اختتمت المكتبة أنشطتها في هذا الإطار بورشة مدتها خمسة أيام نظمها مركز الحفظ والصيانة بالمكتبة حول ترميم المواد الأرشيفية وصونها. وقد صُمِّمَت الورشةُ خصيصًا لأخصائيي الحفظ والصيانة من أرشيف الشارقة، وتناولت مجموعة واسعة من الموضوعات منها مشكلات الحفظ الشائعة في المواد الأرشيفية، وحلول العلاج والترميم، والتخزين السليم، وعمليات التنظيف المتقدمة وإزالة الحموضة عن الورق، وطُرُق تجليد الكتب، وقد جَسّدت الورشة التزام مكتبة قطر الوطنية الثابت بصون التراث الوثائقي والمحافظة عليه، وتعزيز القدرات الإقليمية في مجال حماية المواد والمقتنيات الأرشيفية وصونها وترميمها.
وقال مكسيم نصره، رئيس قسم صيانة مقتنيات المكتبة والمحافظة عليها في المكتبة: "بصفتنا مركز الإفلا الإقليمي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، نعتز بقيادة الجهود في صون التراث الثقافي الثري لمنطقتنا وحمايته. إننا من خلال ورش التدريب الشاملة والتعاون الدولي لا نساعد فقط في مكافحة الاتجار غير المشروع بالتراث الوثائقي في المنطقة، بل نعمل أيضًا على صقل وتحسين المهارات والأساليب المتقدمة الضرورية لصون التراث الوثائقي. ونحن بهذه الجهود نؤكد مُجدّدًا التزامنا بالحفاظ على تراث دولة قطر لأجيال الحاضر والمستقبل، ودعمنا لصون التراث الوثائقي في العالم العربي والشرق الأوسط".