يسلط التقرير السنوي الأول لمكتب الإفلا الإقليمي الضوء على إنجازات العام الأول التي تشمل تدريب أكثر من 1200 أخصائي مكتبات وتعزيز التعاون الإقليمي بين دول المنطقة

مكتبة قطر الوطنية تقود جهود تطوير خدمات المكتبات في العالم العربي

22 مايو 2025

أصدرت مكتبة قطر الوطنية التقرير السنوي لعام 2024 للمكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يوجد مقره في المكتبة. يوثق التقرير عامًا حافلًا بالإنجازات والشراكات والبرامج التي أسهمت في تطوير خدمات المكتبات، وتنمية مهارات العاملين في هذا القطاع، وإرساء التعاون المعرفي على مستوى المنطقة.

كانت مكتبة قطر الوطنية قد اختيرت رسميًا لتكون المكتب الإقليمي لاتحاد الإفلا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على هامش مؤتمر الإفلا العالمي 2023، وأقيم حفل توقيع الاتفاقية في ديسمبر 2024 مصحوبًا بسلسلة من ورش بناء القدرات التي تؤكد التزام المكتبة بتعزيز التعاون المهني على المستويين الإقليمي والعالمي.

وتناول التقرير السنوي عددًا من الإنجازات البارزة في العام الأول منها إطلاق برنامج "أخصائيي المكتبات من أجل المكتبات"، الذي استقطب 1,259 مشاركًا من 31 دولة، وتضمن 16 ورشة تدريبية متخصصة قدّمها نخبة من الخبراء من قطر وسلطنة عُمان وسوريا ومصر وأفغانستان وفلسطين. وكان لهذه الجلسات إسهام كبير في نقل المعرفة وتبادل الخبرات وتعزيز كفاءة العاملين في مجال المكتبات بالمنطقة.

أشار التقرير إلى إنجاز آخر هو الدور الريادي لمكتبة قطر الوطنية في تحديث بيانات المكتبات في دولة قطر ضمن مبادرة "خريطة مكتبات العالم" التابعة لاتحاد الإفلا، وهي مبادرة عالمية تسعى إلى إبراز دور المكتبات وتأثيرها حول العالم. ومنذ سبتمبر 2024، قادت المكتبة جهودًا تنسيقية شملت 400 مكتبة في الدولة بمعدل استجابة بلغ 80.7%، وبمشاركة واسعة من مكتبات المدارس الحكومية والخاصة، والمكتبات الجامعية والعامة والخاصة.

ومن الإنجازات اللافتة التي تناولها التقرير أيضًا مبادرة المكتبة لتطوير قدرات العاملين في القطاع عبر برنامج "أخصائيي المكتبات الصاعدين" وورش العمل التي نظمتها المكتبة لطلبة جامعة السلطان قابوس بسلطنة عُمان، وجمعت بين الجانبين النظري والعملي، وأتاحت للمشاركين إمكانية التعرّف على الأقسام الرئيسية في المكتبة مثل المكتبة التراثية، ومركز الرقمنة، ومختبر الصيانة والحفظ، بالإضافة إلى الجولات الثقافية الميدانية. وقد حظي البرنامج بتقدير دولي، ودعت رابطة أخصائيي المكتبات والمعلومات في المملكة المتحدة المكتبة لتوثيق تجربتها في مقال نُشِر في مجلة ILIG Focus التابعة للرابطة.

قالت السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، في تعليقها على إصدار هذا التقرير: "تجسّد هذه المبادرات الدور المتنامي للمكتبات في دعم المجتمعات بوسائل متعددة، تشمل دعم التعلم، وتوفير الوصول إلى المعرفة، وتنظيم الفعاليات الإبداعية والثقافية، وتعزيز إمكانيات بناء مجتمع متماسك.

وأضافت قائلة: "بصفتنا مقر المكتب الإقليمي لاتحاد الإفلا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نؤكد التزامنا الراسخ بدعم التعاون الإقليمي من أجل تبادل الخبرات والمعارف، وحفظ التراث الثقافي، وتعزيز الابتكار في قطاع المكتبات".

ومن جانبها علّقت السيدة إيمان الشمري، مدير إدارة المجموعات الوطنية بالإنابة في مكتبة قطر الوطنية، ومدير المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.: "لقد برهن هذا العام على ما يحققه التنسيق بين الجهود الإقليمية في بناء مجتمع مهني مزدهر من أخصائيي المكتبات الذين يشتركون في القيم والمبادئ نفسها".

تعتزم المكتبة - في ضوء ما حققته في العام الماضي - توسيع برامج التدريب، وإطلاق مبادرات تعاونية جديدة في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى إقامة حوارات استراتيجية دورية مع اتحاد الإفلا لضمان مواءمة الأولويات العالمية لاحتياجات تطوير خدمات المكتبات في العالم العربي.