
تواصل مكتبة قطر الوطنية، بصفتها المركز الإقليمي المعتمد من الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا) لصون المواد التراثية والمحافظة عليها في العالم العربي، جهودها الرامية إلى التصدي للاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية في المنطقة.
وبالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والهيئة العامة للجمارك في دولة قطر، وإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في المملكة المغربية، تشارك المكتبة في تنظيم المؤتمر الدولي والورشة الإقليمية رفيعة المستوى حول دور هيئات الجمارك في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.
يقام المؤتمر في 30 يونيو في مقر الإيسيسكو بالرباط، تليه ورشة تدريبية لمدة خمسة أيام يشارك فيها نخبة من ضباط ومسؤولي الجمارك والمتخصصين والخبراء في التراث الثقافي وممثلي جهات تطبيق القانون من مختلف العالم العربي، بهدف تعزيز قدرات ضباط الجمارك والعاملين في المنافذ الحدودية على رصد الممتلكات الثقافية واكتشافها وحمايتها وتطبيق الأطر القانونية الدولية، وتوثيق التعاون مع المؤسسات الثقافية والأمنية ذات الصلة.
شهد حفل الافتتاح كلمات لعدد من كبار الوزراء والمسؤولين، من بينهم معالي السيد عبد اللطيف وهبي، وزير العدل بالمملكة المغربية؛ ومعالي السيد محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية؛ والسيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية؛ وسعادة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو؛ وسعادة السيد طلال عبد الله الشيبى، مساعد رئيس الهيئة العامة للجمارك للشؤون الجمركية بدولة قطر، إلى جانب قيادات رفيعة المستوى من إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة المغربية.
شددت هوسم تان في كلمتها على خطورة التهديدات المتزايدة التي تواجه التراث الثقافي، ودور السلطات الجمركية في مواجهة هذه التهديدات، وأكدت على أهمية العمل المشترك بين المؤسسات المعنية ووسائل الإعلام والمجتمع، واستعرضت الجهود التي بذلتها مكتبة قطر الوطنية في هذا المجال وأهمية التعاون الإيجابي والشراكة الفعالة. وصرحت قائلة: «إن القطع الثقافية تجسّد هويتنا الجماعية؛ فهي تحفظ ذاكرتنا، وتعكس شخصيتنا، وتكشف قيمنا ومعتقداتنا. ومن خلال العمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا الإقليميين والدوليين، نؤكد التزامنا بالتصدي للاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية وضمان صونها للأجيال القادمة».
أما السيد طلال عبد الله الشيبى، مساعد رئيس الهيئة العامة للجمارك للشؤون الجمركية في دولة قطر، فقد أكد على أهمية التعاون مع جهات مثل مكتبة قطر الوطنية والإيسيسكو في تعزيز قدرة هيئات الجمارك على حماية التراث الثقافي في المنافذ الحدودية، قائلاً: «سلطات الجمارك هي خط الدفاع الأول الذي يتصدى لتهريب الممتلكات الثقافية، ولذا فهي تضطلع بدور محوري في مكافحة الاتجار غير المشروع بهذه الممتلكات".
وأشار الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، إلى أن الورشة تجسد إنجازًا كبيرًا في بناء جسور التعاون بين المؤسسات الثقافية والسلطات الجمركية في العالم الإسلامي، وهو ما يعزز رسالة منظمة الإيسيسكو في تطوير جهود ومبادرات حماية التراث الثقافي.
تمثل الورشة محطة بارزة في مسيرة الجهود الساعية لتوطيد التعاون الإقليمي لمكافحة الجرائم الموجّهة ضد الممتلكات الثقافية، وتعزز في الوقت نفسه المكانة الرائدة لمكتبة قطر الوطنية في صون التراث. وتتسق جهود المكتبة في هذا المجال مع الرؤية العامة لدولة قطر والتي يمثل صون الهوية الثقافية أحد ركائزها. وتنهض المكتبة بصفتها مركز الإفلا الإقليمي بدور مفصلي في تمتين التعاون الإقليمي وتوفير التدريب والدعم لحماية التراث.