سلسلة من الندوات والورش على مدى يومين حول بناء القدرات وشبكات التعاون لتطوير خدمات المكتبات في المنطقة

مكتبة قطر الوطنية تقود عملية التحول في قطاع المكتبات بالمنطقة كأول مكتب إقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

15 ديسمبر 2024

احتفلت مكتبة قطر الوطنية بتعيينها كأول مكتب إقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. صاحب حفل التوقيع الرسمي في 15 ديسمبر سلسلة من الورش والنقاشات والمحاضرات على مدار يومين شارك فيها نخبة من الخبراء حول سُبُل بناء قدرات المكتبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتعزيز الشراكات الإقليمية، مع التركيز على تطوير الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات العالمية في مجال المكتبات.

وقع الاتفاقية السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، والسيدة شارون ميميس، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا)، خلال الحفل الذي أقيم في مكتبة قطر الوطنية بحضور  سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، والسيدة فيكي ماكدونالد، رئيس اتحاد الإفلا.

وفي كلمته بهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري: "نحتفل اليوم بخطوة متميزة في شراكتنا الممتدة مع اتحاد الإفلا التي تجاوزت عقدًا من الزمن من خلال الافتتاح الرسمي للمكتب الإقليمي للاتحاد في مكتبة قطر الوطنية، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة".

وأضاف: "يعكس اختيار مكتبة قطر الوطنية لتكون مقرًا للمكتب الإقليمي لاتحاد الإفلا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المكانة المرموقة التي وصلت إليها بلادنا في مجال المكتبات والمعلومات على المستويين الإقليمي والدولي، وكذلك قدرة قطر في أن تكون شريكًا استراتيجيًا للمؤسسات الدولية الكبرى في مساعيها لبناء مستقبل مستدام للمعرفة والبحث العلمي‎".

يتوج هذا الإعلان عن الشراكة الجديدة دور مكتبة قطر الوطنية كمركز إقليمي محوري في مجال المكتبات يُركّز على تعزيز التعاون، وتشجيع الابتكار، ونشر المعرفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ركزت الجلسة النقاشية الرئيسية على موضوع "الشراكات وتطور المعايير العالمية لإدارة المكتبات"، وهدفت لتسليط الضوء على الدور المحوري للتعاون وتبادل المعارف والخبرات في تطوير خدمات المكتبات على مستوى العالم.

وبهذه المناسبة، أكدت السيدة ماكدونالد أن شراكة اتحاد الإفلا مع مكتبة قطر الوطنية ستعزز قدرة المؤسستين على تحقيق أهدافهما في دعم المكتبات وتمكين المجتمعات التي تخدمها في المنطقة.

وأضافت: "إن شعاري كرئيسة للإفلا هو "معًا نحن أقوى"، ويُسعدني أن نحتفل بشراكتنا مع مكتبة قطر الوطنية، إذ تُعد هذه الشراكة نموذجًا مثاليًا لتوحيد جهودنا لتحقيق منجزات أكبر، لا تقتصر على المكتبات والعاملين فيها، بل تمتد لخدمة المجتمعات التي نعمل فيها".

من جهتها، أشارت السيدة شارون إلى الدور البارز الذي تؤديه المكاتب الإقليمية لاتحاد الإفلا في دفع أهداف الاتحاد قدمًا على المستوى العالمي.

وأضافت: "ما تقوم به المراكز الإقليمية ركيزة أساسية لضمان عملنا كاتحاد عالمي بكل معاني الكلمة وليس فقط دوليًا، وهو ما يساعد العاملين في قطاع المكتبات والمعلومات في جميع أنحاء العالم على الاستفادة من الانتماء لهذا الكيان العالمي. ومكتبة قطر الوطنية نموذج متميز في هذا المجال بفضل التزامها وابتكاراتها، وإنني أتطلع إلى سنوات عديدة من التعاون المثمر".

منذ افتتاحها في عام 2017، أسهمت مكتبة قطر الوطنية بدور فعّال في خدمة مجتمعها وقطاع المكتبات، إذ نظّمت أكثر من 3 آلاف فعالية استقطبت أكثر من 150 ألف مشارك.

من جهتها، قالت إيمان صالح الشمري، مدير المكتب الإقليمي للإفلا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مكتبة قطر الوطنية: "ستعمل المكتبة بصفتها الممثل للإفلا في المنطقة على ترسيخ دورها ومكانتها كمركز ثقافي رائد وتحقيق أهدافها الساعية إلى تعزيز الحوار الثقافي".

وأضافت: " نحن ملتزمون في المكتب الإقليمي للإفلا بدعم المكتبات في المنطقة لتتمكن من مواكبة أحدث المعايير والممارسات العالمية في ‏مجالها، وهو ما سينعكس على تحسين جودة ما تقدمه من خدمات. وسيوفر المكتب منصةً للتدريب وبناء ‏القدرات، مما يرفع من كفاءة العاملين في هذا القطاع، ويعزز من قدرتهم على تلبية احتياجات مجتمعاتهم".

تتضمن فعاليات اليوم الثاني ورش عمل تفاعلية ومحاضرات حول الحلول العملية للمكتبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتتضمن الموضوعات التي تناقشها هذه الورش بناء قدرات المكتبات، وتعزيز الشراكات، والتكامل الرقمي، والتعامل مع التحديات الإقليمية في العصر الرقمي.

جدير بالذكر أن مكتبة قطر الوطنية منذ اختيارها لتكون المكتب الإقليمي لاتحاد الإفلا في المؤتمر العام الثامن والثمانين لاتحاد الإفلا في العام الماضي كانت قد نظمت العديد من ورش العمل والجلسات التي تهدف إلى تطوير مهارات أخصائيي المكتبات في المنطقة مع التركيز على توظيف التكنولوجيا في تعزيز عمليتي التعليم والتعلم.