افتتحت مكتبة قطر الوطنية، بالشراكة مع المتحف العربي للفن الحديث (متحف) معرضًا يسلط الضوء على حياة الفنانة التشكيلية الجزائرية الشهيرة باية محي الدين ومسيرتها وأعمالها الفنية، وذلك ضمن فعاليات العام الثقافي قطر - الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا 2022.
يحتفي المعرض - وعنوانه "باية محي الدين: استكشاف الألوان والطبيعة" – بالمسيرة الفنية العريضة للفنانة باية التي تمتد لما يقرب من ستة عقود، ويفتح نافذة على حياتها المليئة بالأحداث الفارقة من الأربعينات حتى نهاية التسعينات من القرن الماضي. ويقدم المعرض 18 لوحة تجسد الموضوعات والمحاور التي طالما تبنتها باية طوال حياتها، وتكشف العناصر الخيالية وغير الخيالية التي تردد صداها في أعمالها المختلفة.
جدير بالذكر أن الأعمال الفنية التي يقدمها المعرض، المستمر حتى نهاية مارس 2023، منتقاة من ثلاثة مصادر هي: مجموعة المتحف العربي للفن الحديث (متحف)، ومكتبة قطر الوطنية، بالإضافة لعدد من المقتنيات من مجموعات خاصة في الدوحة.
وقد نظمت المكتبة جولة إعلامية في المعرض بحضور سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وسعادة السيد مصطفى بوطورة، سفير الجمهورية الجزائرية الشقيقة لدى دولة قطر.
وعلق الدكتور الكواري على هذه المناسبة قائلًا: "لقد نحتت باية محي الدين لنفسها مكانة مرموقة في فضاء الفن التشكيلي، وأصبحت من أهم الفنانين في الجزائر والعالم العربي، بل وفي العالم بأسره. ويهدف هذا المعرض إلى الاحتفاء بحياتها ومسيرتها الفنية ضمن رسالة المكتبة الساعية إلى إطلاق المبادرات وتنظيم الفعاليات الفنية التي ترسخ مكانة قطر كوجهة ثقافية عالمية والمكتبة كمؤسسة تكرس جهودها لخدمة وصون تراث قطر والمنطقة".
وأضاف قائلاً: "نشكر متحف ومتاحف قطر وأصحاب المجموعات الخاصة في قطر على دعمهم لهذا المعرض ومساعدتهم لنا في أن نروي القصة الفريدة لمسيرة باية الثرية أمام جمهور المكتبة".
وعلقت زينة عريضة، مديرة متحف، على هذا المعرض بقولها: "يسعدنا التعاون مع مكتبة قطر الوطنية في هذا المعرض الذي يهدف إلى تقديم أعمال باية محي الدين للجمهور، وباية فنانة جزائرية كبيرة، وأعمالها من المقتنيات الأساسية في مجموعة متحف".
وأضافت: "يركز متحف، كوجهة للفن العربي الحديث في قطر، على إتاحة الفرصة لزائريه لتذوق أشكال فنية جديدة من إبداع الفنانين التجريبيين والمعاصرين والتفاعل معها. ويأتي هذا المعرض ليجسد رسالة "متحف" في تعزيز الوعي وتعميق الفهم للأعمال المهمة للفنانين في العالم العربي".
تعتبر باية محي الدين من أهم الفنانين الجزائريين في عصرها، وقد امتدت مسيرتها الفنية لما يقرب من ستة عقود تخللتها أحداث تاريخية فاصلة مثل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وحرب الاستقلال الجزائرية، والحرب الأهلية الجزائرية. وقد استمدت باية إلهامها في الأساس من وطنها في الجزائر حيث توفيت في عام 1998. وقد تأثرت لوحاتها العميقة، الشبيهة بالأحلام والزاخرة بالرموز والزخارف، تأثرًا واضحًا بالتراث الثقافي للجزائر. وانجذبت باية، التي فقدت والديها في سن الخامسة، إلى الفن وهي فتاة شابة في السادسة عشرة من عمرها عبر مراقبة محيطها في الجزائر، الذي تمتزج فيه الثقافتان العربية والبربرية. وحظيت باية بتقدير كبير من شخصيات بارزة في الحركة الفنية الباريسية الطليعية مثل بابلو بيكاسو وهنري ماتيس والسريالي الشهير أندريه بريتون.
اشتهرت باية بأعمالها الفنية في الجزائر وفرنسا والشرق الأوسط، وحازت شهرة دولية مع أول معرض أقيم لها في أمريكا الشمالية بتنظيم من معرض "غراي آرت غاليري" في جامعة نيويورك في عام 2018.
يمثل معرض مكتبة قطر الوطنية حول أعمال باية إنجازًا فارقًا آخر ضمن جهود المكتبة لإثراء الحوار الثقافي والتفاهم بين الأمم في إطار فعاليات العام الثقافي قطر - الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا 2022. وتنظم المكتبة مجموعة أخرى متنوعة من الفعاليات الشيقة والجذابة عبر الإنترنت وبالحضور المباشر طوال شهر ديسمبر. للاطلاع على القائمة الكاملة للفعاليات، يُرجى زيارة صفحة الفعاليات على موقع المكتبة الإلكتروني (www.qnl.qa/ar/events).