بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك واحتفالاً بيوم المخطوط العربي، الذي يوافق 4 أبريل 2022، تقيم مكتبة قطر الوطنية مجموعة من الندوات والمحاضرات عبر الإنترنت التي تركز على دراسة المخطوطات والمصاحف القرآنية القديمة، وتثري الوعي المجتمعي بتاريخ التراث العربي والإسلامي وتشجع على المزيد من الدراسات والأبحاث التاريخية والثقافية حول المنطقة، وترسخ مكانة المكتبة ودورها بصفتها إحدى المؤسسات المرجعية الرائدة في قطر والمنطقة فيما يتعلق بالتراث والحضارة العربية والإسلامية.
في 30 مارس، تنظم المكتبة ندوة افتراضية دولية بعنوان "تقاليد مخطوطات المصاحف: قراءات في مجموعة مكتبة قطر الوطنية". و تجمع الندوة عددًا من الخبراء المتخصصين يتناولون بالدَّرْسِ تقاليد إنتاج مخطوطات المصاحف وإخراجها على مدى أربعة عشر قرنًا، وعلى امتداد رُقعةٍ جغرافيةٍ مُترامية الأطراف،بالإضافة إلى المصاحف من المناطق الإسلامية النائية في ممالك أفريقا وشبه القارة الهندية، وصولاً إلى عالم الملايو والصين. وستكون مساهمات الندوة مبنية على الرَّصيد الثَّري من مخطوطات مكتبة قطر الوطنية، مقارنةً بغيرها من مخطوطات المصاحف من مختلف مجموعات العالم.
تقيم المكتبة في 11 أبريل محاضرة شهرية جديدة من سلسلة محاضرات علم المخطوطات بعنوان "مخطوطات المصاحف: مقاربة علمية مقترحة"، بالتعاون مع مركز دراسة المخطوطات في جامعة السلطان محمد الفاتح بإسطنبول في تركيا. يلقي محاضرة شهر أبريل محمود زكي، أخصائي المخطوطات بالمكتبة، ويعرض فيها منهجًا جديدًا مقترحًا لدراسة العلوم المتصلة بالمصاحف الخطية والمخطوطات القرآنية، وذلك عبر جمع المتفق من العلوم في إطار مجال معرفيّ يشمل علوم ومباحث مثل تاريخ النص القرآني والمصاحف، وعلوم القرآن المصحفية، وعلم المخطوط المصحفي.
حول هذه المحاضرات والندوات، قالت السيدة وسيلينا سيكولوفا، رئيس قسم المخطوطات والأرشيفات: تحتوي المكتبة التراثية على مجموعة غنية من النصوص التاريخية والمخطوطات والمواد النادرة القيمة، التي يستطيع الباحثون، ودارسو التاريخ والمهتمون به، والجمهور العام الاطلاع عليها والاستفادة منها. وتقوم مجموعتنا الضخمة من وثائق ومخطوطات التراث العربي والإسلامي بدور محوري في تعزيز التفاهم الثقافي والأبحاث والدراسات التاريخية في المنطقة، وهي بذلك ترفد رسالة المكتبة التي تسعى لصون التراث العربي والإسلامي والحفاظ عليه لأجيال المستقبل".
الفعالية الأخيرة حول المخطوطات القرآنية ستقام في 13 أبريل 2022، وهي جلسة لقراءة القرآن الكريم من مصاحف عتيقة عبر مصوراتٍ رقميةٍ ملونةٍ لعددٍ من الرُّقوق المصحفية المبكرة التي يعود تاريخها للقرون الهجرية الأولى، يُشرفُ على الجلسة متابعًا للقراءة ومصححًا لها الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة قطر. كما ينضم للجلسة الأستاذ أحمد وسام شاكر، الباحث في مخطوطات المصاحف والقائم على مبادرة مخطوطات القرآن، والأستاذ محمود زكي، أخصائي المخطوطات بالمكتبة.
من جانبه، علّق محمود زكي، أخصائي المخطوطات في المكتبة، قائلًا: "نتطلع عبر هذه الجلسات إلى تعميق معرفة جمهور المكتبة ووعيهم التاريخي بالمخطوطات القرآنية بالاعتماد على أرشيفنا الثري من المخطوطات في المكتبة التراثية. تهدف فعالياتنا الموجهة للأكاديميين والباحثين المتخصصين والجمهور العام إلى تبادل المعرفة والأبحاث حول تقاليد المخطوطات القرآنية من حيث الإنتاج والقراءة والتحليل وتسليط الضوء على المناهج البحثية المتعددة التخصصات في دراسة هذه المخطوطات".
تمتلك المكتبة حاليًا نحو ألف مخطوط قرآني تضم العديد من المصاحف الكاملة ومجموعات مجزأة تضم 30 جزءًا. وترجع أقدم هذه المخطوطات وهي قصاصات وأوراق منفردة من الرقاع والرقوق إلى القرنين السابع والثامن الميلادي بالإضافة إلى مخطوطات من القرآن تُنسب إلى كُتّاب وخطاطين مشهورين من أبرزهم الخطاط العثماني أحمد قره حصاري والخطاط عمر أقطع ومصحف الزبارة المكتوب في دولة قطر.
وتجسد فعاليات وجلسات المخطوطات القرآنية رسالة المكتبة الساعية للحفاظ على تراث الأمة والمنطقة عبر تنظيم فعاليات وخدمات مبتكرة يتم تقديمها في بيئة معلوماتية موثوقة للتعلم والاستكشاف ومحيط متقدم تكنولوجيًا وثقافيًا.
للاطلاع على القائمة الكاملة لفعاليات المكتبة، يُرجى زيارة صفحة الفعاليات على موقع المكتبة:
www.qnl.qa/ar/events.
