تستعد مكتبة قطر الوطنية لتدشين النسخة الأولى من منتدى "المكتبات في الصدارة" لأخصائيي المكتبات والمعلومات الذي يهدف لمناقشة السبل والمبادرات التي تسهم بها المكتبات في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
ويمثّل المنتدى، الذي ينعقد على مدار يومين، ملتقى لأخصائيي المكتبات والمعلومات وممثلي الجهات المحلية والدولية ذات الصلة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات حول الجهود التي تدعم تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 مع التركيز على ما تقدمه المكتبات من برامج وخدمات ومبادرات واتفاقيات تعاونية تسهم في دفع عجلة التقدم نحو تحقيقها.
وسيلقي سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية الكلمة الافتتاحية للمنتدى الذي سينطلق في 23 مايو ويهدف لتمكين المشاركين من اتخاذ قرارات مدروسة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتسبقه ورشة عمل في 22 مايو حول مفهوم "المكتبة المجتمعية التفاعلية" الذي يشير للدور الذي تضطلع به المكتبات في تيسير الحوار المجتمعي بما يؤدي لتحقيق التحول الاجتماعي.
وستطرح ورشة العمل آلية لتمكين المكتبات من الحفاظ على موقعها في "الصدارة" بصفتها جهات داعمة وفاعلة ومؤثرة في المجتمع، وليس فقط في إطار دورها كمؤسسات تعمل من أجل المجتمعات، وذلك من خلال تمكين أفراد المجتمع وتشجيعهم ليصبحوا أطرافًا فاعلين في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وتمكّن الورشة المشاركين من أخصائيي المكتبات والمعلومات، عبر أساليب الحوار والتفاعل المباشر، من إجراء المناقشات حول ضرورة توسيع دور المكتبات من كونها مقدمة للخدمات والحلول إلى الإسهام في دعم الأهداف والمبادرات المجتمعية وتعزيز هوية المجتمع.
وخلال الورشة، سيناقش المشاركون التحديات وفرص تطبيق ممارسات "المكتبة المجتمعية التفاعلية" على أرض الواقع وتبادل الرؤى والمقترحات حول كيفية التخطيط لتنفيذ هذه الجهود والمبادرات وقياس مدى تأثيرها.
وبمناسبة إطلاق النسخة الأولى من المنتدى والورشة، صرّحت السيدة عبير الكواري، مدير شؤون البحوث وخدمات التعلّم في مكتبة قطر الوطنية، قائلة: "لدينا قناعة راسخة بأن المكتبات جزء أصيل من المجتمع، وبوسعها، بل إن واجبها ومسؤوليتها، أن تسهم بدور فاعل في تنميته وتطويره وبناء مستقبله وازدهاره. وانطلاقًا من هذه القناعة، كان حرصنا في مكتبة قطر الوطنية على تنظيم منتدى "المكتبات في الصدارة" لتوعية أخصائيي المعلومات والمكتبات في العالم العربي بدور المكتبات كقوة مؤثرة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وذلك لما تتمتع به المكتبات من قدرات هائلة في التأثير على المجتمع من خلال نشر المعلومات وإتاحة فرص التعلّم لكافة أفراد المجتمع".
وأضافت قائلة: "ليس هناك حدود لقدرة المكتبات على الإسهام في أهداف الأمم المتحدة، والسقف الوحيد هنا هو سقف الخيال والابتكار. وقدرة المكتبات على توفير المعلومات في مختلف المجالات وإتاحتها للجميع وتنظيم الفعاليات والأنشطة التدريبية لإكساب أفراد المجتمع مهارات جديدة تصبّ مباشرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. فعلى سبيل المثال، تدعم المكتبات هدف إنهاء الفقر وتعزيز النموّ الاقتصادي المستدام، وتوفير فرص العمل اللائقة من خلال توفير مصادر التعلّم والمعلومات والجلسات التدريبية التي تمكّن أفراد المجتمع من تحسين حياتهم واكتساب مهارات جديدة تؤهلهم لفرص العمل أو تحقيق المزيد من النجاح في أعمالهم الحالية. كما تستطيع المكتبات دعم هدف توفير الصحة والرعاية الجيدة من خلال إتاحة الأبحاث الطبية التي تسهم في تحسين الممارسات الصحيّة والعلاجيّة في المؤسسات الطبيّة فضلًا عن توفير معلومات الوقاية والعلاج لأفراد المجتمع".
ويتضمن المنتدى في يومه الأول عدة جلسات منها: "الاتحاد العالمي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) في دعم أهداف التنمية المستدامة" و"الجهود الحالية لاتحاد الإفلا - فرع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - في دعم خطة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة 2030" و"أدوار ومبادرات المكتبات لتطوير مهارات المكتبة الرقمية في مرحلة ما بعد الجائحة"، و"التفاعل مع الأطراف والجهات المعنية: توصيل الرسالة لصانعي القرار والمؤثرين".
أما في اليوم الثاني للمنتدى، تناقش الجلسات عدة موضوعات منها "مبادرات قطر وريادتها في التوجّه نحو الاستدامة" و"إذكاء الفضول والإبداع وحماية المجتمع في وقت الأزمات: المكتبات كقوة محفزة للتواصل مع المجتمع خلال الأزمات".
جدير بالذكر أن تنظيم المنتدى والورشة يتّسق مع رسالة مكتبة قطر الوطنیة الساعية لتمكین المواطنين والمقيمين من التأثیر الإیجابي في مجتمعھم عبر توفیر بیئة استثنائیة للتعلّم والاستكشاف، وذلك من خلال إنشاء بیئة معلوماتیة موثوقة تسھُل الاستفادة منھا وضمان استدامتھا وتقدیمھا في محیط متقدم تكنولوجیًا وثقافیًا، وكذلك من خلال تطویر برامج وخدمات مُبتكرة.