نظمت مكتبة قطر الوطنية، بالشراكة مع مؤسسة المعرفة الإلكترونية، النسخة الثالثة من المنتدى السنوي للبحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمشاركة نخبة من أبرز الباحثين وصانعي السياسات والمبتكرين من جميع أنحاء المنطقة لاستكشاف ممارسات البحوث المفتوحة وتعزيزها.
يهدف المنتدى، الذي أطلقته مؤسسة المعرفة الإلكترونية في عام 2022 بصفتها مبادرة مستقلة غير ربحية، إلى دعم الباحثين والمجموعات المعنية بالبحوث العلمية في رحلتهم نحو عالم أكثر "إتاحة".
ويسلط المنتدى الذي يحمل شعار "تحويل المعرفة إلى نتائج عملية"، الضوء على أحدث التوجهات والفرص في البحوث المفتوحة، سعيًا للمساعدة في تيسير الانتقال العالمي نحو نماذج بحثية أكثر استدامة وشمولية ومتاحة للاطلاع على أوسع نطاق ممكن.
وصرح سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، قائلًا: "يركز منتدى هذا العام على قضية تشكل جوهر رسالتنا في مكتبة قطر الوطنية ألا وهي تعزيز البحوث المفتوحة، وغرس ثقافة التعاون وتبادل المعرفة التي تثمر عن نتائج ملموسة ومؤثرة. ولم تدخر المكتبة وسعًا في دعم تطور وازدهار منظومة العلوم المفتوحة في قطر والمنطقة. ونحن ملتزمون بالتواصل مع الكيانات المحلية والعالمية، والحفاظ على تاريخ دولة قطر وتراثها العريقين، والتعاون مع المؤسسات الدولية من أجل نشر المعرفة على أوسع نطاق".
وأضاف قائلاً: "الإتاحة الحرة هي إحدى قيّمنا الجوهرية. ونحن نؤمن بتوفير الوصول غير المحدود للجميع إلى مجموعاتنا وخدماتنا مجانًا ودون أي قيود، وذلك حرصًا منا على أن تكون المعرفة في متناول الجميع، من أجل الحفاظ على تراث أمتنا وإنشاء بيئة للتعلم والاكتشاف والابتكار لما فيه خير وطننا ومجتمعنا".
كما أكدت السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، أن المكتبة ستواصل جهودها الداعمة للبحوث والمعززة للوصول إليها في إطار مبادراتها الرامية لنشر ممارسات البحوث المفتوحة وحشد الدعم والتأييد لها بالتعاون مع مختلف المؤسسات في جميع أنحاء المنطقة.
وأضافت قائلة: "بفضل مبادرات مثل منصة البحوث القطرية 'منارة' وبرنامج دعم الإتاحة الحرة، وفعاليات مثل هذا المنتدى، سنواصل سعينا نحو تحقيق هدفنا ألا وهو التوعية بالإتاحة الحرة التي تسهم في زيادة تأثير البحوث المنشورة وسهولة الوصول إليها والاطلاع عليها والاستفادة منها، وهو ما يساهم في النهاية في تحقيق رسالتنا في أن نكون وجهة للتعلم والوعي الثقافي والتطوير الذاتي".
جدير بالذكر أن مكتبة قطر الوطنية من المؤسسات الرائدة في دعم النشر بالإتاحة الحرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بفضل خدماتها المتنوعة التي تشمل اتفاقيات مبتكرة مع الناشرين، ضمن اتفاقيات توفير المصادر الإلكترونية، لنشر البحوث القطرية في دورياتهم التي تعمل بنظام الإتاحة الحرة، وبرنامجًا لتمويل نشر الأوراق البحثية في الدوريات المماثلة التي لا تغطيها الاتفاقيات، ومستودعًا رقميًا للبحوث يقوم بدور أرشيف دائم للبحوث التي يتم إنتاجها في دولة قطر. ومنذ عام 2018، موّل "ائتلاف مكتبة قطر الوطنية" نشر أكثر من 5,000 وورقة بحثية بنظام الإتاحة الحرة.
في العام الماضي، أطلقت المكتبة أيضًا منارة - منصة البحوث القطرية، التي تهدف إلى جمع البحوث الأكاديمية التي تتم في قطر وحفظها وتيسير الوصول إليها. وتقبل المنصة المخرجات البحثية التقليدية باللغتين العربية والإنجليزية؛ مثل البحوث، والمقالات، وتقارير المؤتمرات، والدراسات، فضلًا عن المخرجات غير التقليدية مثل قواعد البيانات، والبرمجيات، والوسائط المتعددة، والملصقات البحثية، والعروض التقديمية.
تحتوي منصة "منارة" حتى الآن على أكثر من 6,700 مادة بحثية متاحة دون قيود للجميع، وحققت أكثر من 173 ألف مشاهدة وتم تنزيل موادها حوالي 105 آلاف مرة منذ إطلاقها.