سلَّط المنتدى الافتراضي "التطبيقات العلمية في التراث الثقافي: الدوحة 2021"، خلال الفترة من 25 إلى 30 يناير، الضوء على الأصباغ والألوان في المخطوطات العربية والإسلامية، واستمع الجمهور الكبير الذي حضر جلسات المنتدى عن بُعد على مدى ستة أيام إلى سلسلة من المحاضرات والندوات والورش العملية التي قدمها عدد من أبرز الخبراء والمؤرخين المتخصصين في التراث وحفظ وصون المخطوطات القديمة.
كان المحور الأكبر لتركيز محاضرات المنتدى هو تحليل الأصباغ والألوان في المخطوطات والمواد التراثية، كما تعرَّف الجمهور من خلال جلسات المنتدى على أهم التقنيات الطيفية لإجراء التحليلات العلمية غير المُدّمِرة للمواد التراثية، وهو أمر في غاية الأهمية بالنظر إلى تأثيرها على المعرفة الأساسية والفحص وعمليات حفظ المواد التراثية وصيانتها.
حَفَل المنتدى أيضًا بالعديد من الورش العملية حول أصباغ وألوان المخطوطات العربية والفارسية، وكيفية صنعها، ومواد الأصباغ المتنوعة المستخدمة في المخطوطات العربية، وسُبُل استخراجها، وعمليات الصبغ والتلوين، ومشكلات الحفظ والصيانة، وعمليات التدهور التي تحدث للأصباغ والألوان المستخدمة في المخطوطات الإسلامية.
ألقى الكلمة الافتتاحية في اليوم الأول من المنتدى كل من الدكتورة حمدة السليطي، الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، والسيد ستيفان إيبيغ، مدير إدارة المجموعات المميزة في مكتبة قطر الوطنية.
وقد شملت قائمة الخبراء الذين قدموا المحاضرات والورش العملية في المنتدى الدكتورة ماندانا باركشلي، عالمة الحفظ والصيانة والزميلة الرئيسية في جامعة ملبورن، والدكتور أنتونيو كوسينتينو، عالم التراث الثقافي، والدكتور سادرا زيكرجو، عالم حفظ المواد في جامعة ملبورن، وأميليي كوفرات ديسفيرجن، الباحثة المتخصصة في الورق وأخصائية الحفظ، والسيد مكسيم نصره، أخصائي صيانة الكتب في مكتبة قطر الوطنية.
وحول إقامة دورات مقبلة من المنتدى وأهمية القضايا التي أثارها، علّقت الدكتورة حمدة السليطي بقولها: "استقطب المنتدى الإلكتروني في نسخته الأولى عددًا كبيرًا من الجمهور زاد عن 600 متخصص ومهتم من مختلف أنحاء العالم، عبّروا عن سعادتهم بإتاحة المحاضرات باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك في مؤشر على أهمية الموضوعات والأساليب التي ناقشها المنتدى ومدى أهميتها وتأثيرها في حفظ التراث. وقد تشرفت بالعمل مع مكتبة قطر الوطنية في هذه الفعالية الناجحة، وأتطلع إلى المزيد من التعاون المثمر بيننا مستقبلًا في مبادرات أخرى من شأنها المساهمة في الحفاظ على التراث في المنطقة العربية والشرق الأوسط".
أما السيد مكسيم نصره، فقد قال عن المنتدى: "بمزيج من الشعور بالسعادة والفخر بهذا التبادل الثري للأفكار مع الجمهور المهتم والمتحمس لمتابعة القضايا والموضوعات التي أثيرت في جلسات المنتدى، يمكنني القول إن كل المشاركين قد خرجوا بقدر كبير من الفائدة من متابعتهم لجلسات المنتدى. ويُعد تنظيم هذا المنتدى الرائع بمثابة نجاح جديد للمركز الإقليمي لصيانة المواد التراثية والمحافظة عليها بمكتبة قطر الوطنية، الذي تمكن، بالرغم من انعقاده افتراضيًا، من جذب عدد هائل من المشاركين من حول العالم".
وأضاف: "إننا مهما قلنا عن أهمية حفظ المواد التاريخية والتراثية فلن نتجاوز الحقيقة لأن هذه الوثائق والمخطوطات ببساطة ليس لها نظير أو مثيل. وفي رأيي كان المنتدى حدثًا رائعًا وناجحًا، وأتطلع للمشاركة في فعاليات أخرى مشابهة في المكتبة على مدار العام الحالي، خاصة عندما يكون بوسع الجمهور حضور جلسات المنتدى في مبنى المكتبة".
يُجسّد منتدى "التطبيقات العلمية في التراث الثقافي" جزءًا مهمًا من رسالة المكتبة وهو الحفاظ على تراث الدولة والمنطقة، من خلال تطوير برامج وخدمات مُبتكرة، وتقديمها في محيط متقدّم تكنولوجيًا وثقافيًا.