استضافت مكتبة قطر الوطنية، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا)، مؤخرًا، ورشة العمل الإقليمية للبرنامج الدولي لدعم المكتبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي أقيمت في الدوحة خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.
شارك في الورشة ممثلو المكتبات العامة وجمعيات المكتبات في عدة من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي الورشة الإقليمية الخامسة من نوعها ضمن البرنامج الدولي لدعم المكتبات على مستوى العالم، الذي أطلقه الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات في الربع الأخير من 2016 من أجل بناء القدرات في قطاع المكتبات والمعلومات، وتوعية العاملين بالدور الذي تنهض به المكتبات في تخطيط وتنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، التي تضم 17 هدفًا بإجمالي 179 مؤشرًا أو نتيجة تغطي مجالات مختلفة من الاقتصاد إلى التنمية البيئية والاجتماعية.
وحول هذه الورشة، صرّحت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، بقولها: "نحن سعداء باستضافة فعالية أخرى من فعاليات الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، وهي ورشة البرنامج الدولي لدعم المكتبات، وذلك في إطار علاقة التعاون المثمرة بيننا. ومن أبرز أوجه هذا التعاون تنظيم واستضافة المؤتمر الدولي للمكتبات العامة "متلب 2016" في شهر أبريل من العام الماضي، الأمر الذي رسخ من مكانة قطر، ووضعها في قلب خريطة قطاع المكتبات والمعلومات على المستوى العالمي".
وأضافت قائلة: "تعكس استضافة مكتبة قطر الوطنية لورشة البرنامج الدولي لدعم المكتبات حرص دولة قطر على المساهمة والقيام بدور فاعل في تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، التي تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 في التركيز على دور المعرفة والمعلومات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية".
وفي كلمته التي ألقاها خلال افتتاح الورشة، صرّح السيد جيرالد ليتنر، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) قائلًا: "إذا أرادت أي دولة المساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة 2030، فلن يتسنى لها ذلك دون الاستعانة بالمكتبات. ونحن نسعى للفت انتباه صانعي السياسات في الأمم المتحدة والدول المختلفة لهذه الحقيقة. وسيقدم لكم الإفلا كل الدعم الذي يمكنكم من تحقيق هذا الهدف".
وأضاف: "لقد وقّع الإفلا اتفاقيات مع 72 دولة لتنظيم واستضافة الفعاليات والأنشطة حول دور المكتبات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. ولم تفعل أي منظمة أخرى هذا من قبل، مما يجعل منه إنجازًا استثنائيًا بحق. ولدينا قناعة بأن أي نجاح تحققه منظمة عالمية مثل الإفلا لن يتأتى سوى بتنظيم سلسلة من الفعاليات على المستوى الوطني والعالمي. ولن نستطيع أن نحقق ذلك دون وجود تعاون وثيق بين المكتبات، إذ أن هذه الشراكة هي سر قوتنا".
ويهدف اتحاد الإفلا من البرنامج الدولي لدعم المكتبات إلى إعداد مجموعة من النشطاء والداعمين الذين يسلطون الضوء على الدور الكبير الذي يقوم به أمناء المكتبات وأخصائيو المعلومات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ومنذ إنشائها، ساهمت مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بدور نشط في تحقيق أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، من خلال دعم الإتاحة الحرة والوصول الشامل للمعرفة، وصيانة التراث الثقافي القطري والإسلامي، وإتاحة الوصول لتقنيات المعلومات والاتصالات.