وقعت مكتبة قطر الوطنية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اتفاقية للتعاون المشترك في تنفيذ مشروع بعنوان "دعم مكتبات التراث الوثائقي في المنطقة العربية"، الذي يعزز دور كل من المكتبة واليونسكو في الحفاظ على التراث الثقافي الغني الموجود في المكتبات في شتى أنحاء المنطقة العربية ويحظى بأهمية كبرى على مستوى العالم.
ويهدف هذا المشروع إلى حماية تاريخ المنطقة العربية وهويتها وأنواع المعارف فيها من خلال حفظ تراثها الوثائقي المهدد حاليًا بخطر الاندثار والضياع نتيجةً للإهمال، أو التدهور الطبيعي، أو استخدام تقنيات غير حديثة في حفظ التراث الوثائقي، أو حفظه في أماكن غير مناسبة، أو بسبب الإتلاف والتدمير العمدي.
ويتضمن هذا المشروع المكثف، الذي يستمر 18 شهرًا، حصر التراث الوثائقي في كل الدول العربية، وتحديد المناطق التي تحتاج إلى الدعم أو بناء القدرات. ومن النتائج المهمة التي سيسفر عنها هذا المشروع، توفير الورش التدريبية حول كيفية حفظ التراث الوثائقي بهدف صقل مهارات المتخصصين والعاملين في هذا المجال في الدول المتضررة والارتقاء بكفاءتهم وقدراتهم.
وبقدر ما يعكس هذا المشروع المشترك إدراك كل من مكتبة قطر الوطنية ومنظمة اليونسكو للأهمية البالغة التي يحظى بها، فإنه أيضًا يعزز من أواصر التعاون القائمة بين المكتبة واليونسكو ويستكمل جهودهما في مجال صون التراث الوثائقي للعالم العربي والحفاظ عليه.
وبهذه المناسبة، علق الدكتور ستيوارت هاميلتون، نائب المدير التنفيذي لشؤون العلاقات الدولية والإتصال في مكتبة قطر الوطنية، بقوله: "تمثل المواد الأرشيفية والوثائقية الموجودة في المكتبات جزءًا بالغ الأهمية من تراث أي أمة وتاريخها. وإننا لنعتز بتعاوننا مع منظمة اليونسكو في دعم الحفاظ على المكتبات التراثية بالدول العربية وتعزيز الوعي بأهميتها الثقافية الرفيعة".
ومن جانبها علقت الدكتورة آنا باوليني، ممثل اليونسكو لدى الدول العربية في الخليج واليمن ومدير مكتب اليونسكو في الدوحة، على هذه الشراكة بقولها: "تضم منطقة الشرق الأوسط كنوزًا ثمينة من التراث الثقافي الزاخر بالمخطوطات والكتب والخرائط ومقاطع الفيديو والسجلات الأرشيفية التي تمثل إسهامًا رفيع المستوى في تاريخ البشرية، ومن ثم، فإن حماية هذا التراث والحفاظ عليه يُعدّ ركيزة أساسية لإثراء الحوار بين الثقافات، وهو ما نسعى إلى تحقيقه من خلال هذا المشروع."
وأضافت: "وبدعم من مكتبة قطر الوطنية، نهدف إلى أن نلم بالتحديات التي تواجه المؤسسات التراثية في المنطقة وإحتياجاتها حتى نستطيع أن نمد لها يد العون والمساعدة في الحفاظ على أهم الوثائق التاريخية في المنطقة وتسليط الضوء عليها".
ويعزز المشروع كذلك دور مكتبة قطر الوطنية بوصفها المركز الإقليمي لصيانة مواد المكتبات والمحافظة عليها في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، وهو الدور الذي تولته منذ عام 2015 بناءً على قرار من الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا).