استهلت مكتبة قطر الوطنية فعاليات "أسبوع العمارة التقليدية في الخليج" بمحاضرة للدكتورة كلير هاردي جيلبرت، الباحثة البارزة في المركز الوطني للبحوث العلمية بجامعة باريس الفرنسية، حول سمات العمارة التقليدية في قطر، يليها مؤتمر العمارة التقليدية في الخليج، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، ويسلط الضوء على سمات وهوية العمارة في الخليج وتاريخها الثقافي والاقتصادي الأوسع.
تضمنت محاضرة الدكتورة هاردي جيلبرت افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية والرسومات، التي التقطها فينسنت آيتزيغاه للمباني التاريخية، ضمن مشاركته في مسح البعثة الفرنسية للمباني الأثرية والتاريخية في قطر خلال عامي 1984 و1985. وكانت مكتبة قطر الوطنية قد اقتنت مؤخرًا مجموعة الصور الفوتوغرافية للبعثة بالكامل، وتضم 1700 شريحة ملونة، سيعرض جزء صغير منها في المعرض، وتبيّن هذه الصور الطيف الواسع للمنشآت العامة والشعبية والدينية والعسكرية.
وقالت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية عن المعرض: "تعكس العمارة ثقافة الشعوب، وتجسد العصور والأماكن التي عاشوا فيها. ويقدم لنا هذا المؤتمر نافذة على الأجيال التي سبقتنا من سكان الخليج من خلال المباني والمنشآت التي تركوها خلفهم. ومع أن العديد من هذه المباني والمنشآت لم تعد موجودة، فإن معرفتنا وفهمنا للأسباب التي جعلت السكان السابقين يشيدونها تكشف لنا حقائق جديدة حول تاريخ قطر".
وخلال الأيام الثلاثة المقبلة، سيتناول المشاركون من الخبراء والمتخصصين في العمارة في ندوات المعرض وجلساته النقاشية الهوية المعمارية في الخليج، وسياقها الثقافي والاقتصادي الشامل، من خلال قصة العمارة التقليدية بدايةً من القرن الثامن عشر إلى ستينيات القرن الماضي. ويناقش العلماء المشاريع المعمارية وأنماط المنشآت المحلية، وتأثير التجارة والهجرة بين الجزيرة العربية والعالم في حقبة ما قبل النفط في تشكيل سمات العمارة المحلية الخليجية. كما يناقش المؤتمر الوضع الحالي للعمارة التقليدية في منطقة الخليج، وممارسات الحفاظ عليها والنقاش الدائر حولها، والدور الحيوي والبارز الذي تقوم به العمارة في تشكيل الهوية الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي.
وتشكل هذه الفعاليات جزءًا من مشروع العمارة التقليدية في الخليج، الذي تسعى مكتبة قطر الوطنية من خلاله إلى إنشاء أرشيف رقمي للصور التاريخية والمخططات والرسومات المعمارية والمطبوعات المتعلقة بالتراث المعماري للمنطقة. ويُقام المؤتمر بالتعاون مع كلية العمارة بجامعة ليفربول، وقسم العمارة والتخطيط العمراني بكلية الهندسة في جامعة قطر، والمهندس إبراهيم الجيدة، الرئيس التنفيذي وكبير المهندسين في المكتب الهندسي العربي.
ويحفل المؤتمر بالعديد من العروض التقديمية حول مشاريع البحوث المرتبطة بالعمارة في الخليج، ومناقشات حول أنواع المباني والمنشآت، وتأثيرات كل منها. ويستمر المؤتمر حتى يوم الأربعاء، وهو مفتوح للجمهور، ويمكن الاطلاع على جدول المؤتمر على موقع الموقع الإلكتروني لمكتبة قطر الوطنية.